تعتزم مصر استئناف ضخ الغاز الطبيعي إلى إسرائيل قبل الاتفاق على تعديل الأسعار. يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه شركة «إمبال» الشريك الإسرائيلي في «شركة شرق المتوسط» التي تتولى ضخ الغاز المصري إلى إسرائيل، إنه تم البدء في إجراءات استئناف الإمدادات المتوقفة منذ أكثر من شهر، ومن المتوقع أن تستغرق اختبارات الضخ عدة أيام قبل أن يستطيع نظام نقل الغاز استيعاب التسليمات الجارية.
وخلال الأسبوع الحالي قام وفد من الكونغرس الأميركي بزيارة لمصر، ناقش خلالها مع رئيس الوزراء المصري عصام شرف سبل إعادة ضخ الغاز المصري إلى إسرائيل، على أن تضمن أميركا مرونة الجانب الإسرائيلي في مفاوضات تعديل الأسعار، وفقا لمسؤول بمجلس الوزراء، الذي نفى أن يكون الوفد مارس ضغوطا على مصر بهدف إعادة ضخ الغاز، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «المسألة تحسمها علاقات ومصلحة الطرفين، فجميع عقود الغاز، وهى سبعة عقود لسبع دول، تتم مراجعتها الآن، فالأمر ليس مقصورا على إسرائيل، وأبرز الدول التي أبدت استجابة لمفاوضات زيادة أسعار التصدير هي إسبانيا والأردن».
وقال وزير البترول المصري عبد الله غراب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إعادة ضخ الغاز تتوقف على الإصلاحات الجارية على الخط منذ تفجيره في أبريل (نيسان) الماضي، وهي الآن في مراحلها النهائية ومن المقرر البدء في تجارب إعادة الضخ خلال الأيام القليلة المقبلة». وخط الأنابيب الذي يضخ به الغاز المصري إلى كل من الأردن وإسرائيل تم تفجيره ثلاث مرات في أقل من شهرين، وهو الأمر الذي أربك الحكومة المصرية بشكل اضطرها إلى تكثيف النقاط الأمنية بالتعاون مع الجهات المختصة لكي تصل نسبة المخاطر إلى صفر، بحسب ما ذكره غراب.
وفي ما يتعلق بما أعلنته شركة «إمبال» (تمتلك 12.5% من شركة شرق المتوسط) عن اعتزامها اللجوء للتحكيم الدولي في حال توقف مصر عن تصدير الغاز إلى إسرائيل، قال غراب: «لجوء إسرائيل للتحكيم الدولي أمر مستبعد. الاتفاقية تضمن بندا يقضى بمراجعة الأسعار وفقا لأوضاع السوق، وهو مما يجعل تعديل السعر للكميات التي يتم تصديرها أمرا خاضعا للتفاوض، كما أن الشركة التي تهدد بالتحكيم الدولي تقوم بتشغيل الخط فقط وليس لها علاقة بالتعاقد».
ولن يكون هناك ربط بين استئناف ضخ الغاز واستجابة إسرائيل لزيادة الأسعار بحسب ما صرح به غراب، «فمصر ملتزمة بالتعاقد مع الدول التي تقوم بالتصدير إليها، وهذا التعاقد يتضمن أيضا التفاوض على تعديل الأسعار وفقا لمتغيرات السوق». وتابع: «المفاوضات ما زالت مستمرة، ومصر متمسكة بزيادة الأسعار، كما أن الجانب الإسرائيلي لم يعلن رفضه بشكل رسمي لزيادة الأسعار».
وقال غراب إنه من المقرر أن يتم الاتفاق مع الأردن على نسبة الزيادة في أسعار استيرادها للغاز خلال زيارة يقوم بها وفد مصر إلى المملكة الأردنية حاليا.