إعادة جدولة الأعمال في أضخم مشروع لتحلية المياه في العالم بعد تعثره في البدايات

مسؤول لـ «الشرق الأوسط»: تعثر محطة «رأس الزور» نتيجة الأعمال الفنية والهندسية وليس إداريا أو ماليا

إحدى محطات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مسؤول في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أمس، لـ«الشرق الأوسط»، عن إعادة جدولة أعمال بناء محطة رأس الزور، أكبر مشروع تحلية في العالم، بتكلفة تصل إلى 25 مليار ريال (6.66 مليار دولار)، التي تم إرساء عقودها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2010.

وقال المسؤول السعودي إن الأعمال في المشروع، خلال الفترة الماضية، شابها بعض التعثر في الإنجاز، موضحا أن مستوى الإنجاز على أرض الواقع كان أقل من جدول الأعمال عند البدء في تنفيذ المشروع، مما وضع المسؤولين أمام خيار وحيد، وهو إعادة جدولة الأعمال لإنجاز المشروع في المدة الزمنية المحددة له.

وقال المهندس صالح الزهراني، مدير عام الساحل الشرقي بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ورئيس اللجنة المشرفة على المشروع لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماعات مكثفة على مدى الثلاثة أيام الماضية مع المقاولين ومستشار المشروع لتحديد جدول جديد للأعمال وتسريع العمل في المشروع، مع التأكيد على المعايير القياسية التي تتبناها المؤسسة في تنفيذ مشاريعها.

وزار وفد رفيع من المؤسسة، على رأسه فهيد الشريف، والمهندس ثابت بن صويدر اللهيبي، نائب المحافظ لشؤون التشغيل والصيانة، والمهندس صالح بن غرم الزهراني، مدير عام فرع المؤسسة بالساحل الشرقي ورئيس اللجنة المشرفة على المشروع، المشروع في مدينة راس الزور التعدينية، حيث أكد المهندس صالح الزهراني أن الزيارة كشفت عن مستوى إنجاز في المشروع على أرض الواقع لا يتوافق مع جدول أعمال المشروع التي تم إقرارها عند ترسية المشروع.

وقال الزهراني إن مسؤولي المؤسسة في اجتماعات مكثفة وزيارات ميدانية لكافة عناصر المشروع، وذلك مع المقاولين ومستشار المشروع، وأكد الزهراني أن مقترحات تقدم بها المقاولون والاستشاري لتسريع العمل في المشروع، وستتم مناقشتها ووضعها ضمن خطة العمل للمرحلة المتبقية من عمر المشروع.

وعزى الزهراني أسباب تعثر المشروع في بداياته إلى أسباب هندسية وفنية بحتة، لكي يكون العمل وفق المقاييس التي وضعت له، والتي ينفذ على أسا0سها، وقال إن المشروع لا يعاني أي عوائق إدارية أو مالية أدت إلى تأخر الإنجاز، في إشارة منه إلى أن أسباب التأخير تعود إلى المقاولين، وليس إلى المؤسسة.

وأكد مدير فرع المؤسسة بالساحل الشرقي، أن المؤسسة تمتلك خبرة كبيرة في إنشاء المحطات، ويهمها أن تنفذ جميع الأعمال في المشروع وفق المعايير التي تتبناها، كما يهمها التأكد من سلامة الأعمال وكفاءة المعدات التي يتم تركيبها في المشروع.

ولفت المهندس الزهراني إلى أن المؤسسة لجأت إلى هذا الإجراء في بدايات المشروع كمعالجة وقتية للمشكلات التي يواجهها المشروع، حتى لا تتراكم وتحدث إرباكا في إنجاز المشروع ضمن مدته المحددة.

وشدد المهندس الزهراني على أن المؤسسة ما زالت تضع عام 2013 موعدا نهائيا لتشغيل محطة رأس الزور، كما أعلنت عن ذلك عند ترسية عقد المشروع.

تجدر الإشارة إلى أن محطة رأس الزور لتحلية المياه المالحة والطاقة الكهربائية - المرحلة الأولى، طاقتها الإنتاجية تقدر 1.025 مليون متر مكعب من المياه المحلاة و2400 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، وتنفذ بطريقة الإنتاج المزدوج بطريقة التبخير الوميضي والتناضح العكسي لإنتاج الماء، ووحدات مركبة من توربينات غازية وبخارية لإنتاج الكهرباء.

وعدد وحدات التحلية 8 وحدات، بينما يبلغ عدد وحدات توليد الكهرباء 12 وحدة غازية، و5 وحدات بخارية، وتقدر مساحة موقع المشروع بمليوني متر مربع، وتكلفة المشروع مع خطوط نقل المياه المحلاة من محطة رأس الزور تبلغ 25 مليار ريال (6.66 مليار دولار).