السعودية تتجه لتوطين تقنيات صناعة البتروكيماويات

حامد المقرن لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تستثمر 27 مليار دولار في القطاع بحلول 2015

يشهد قطاع صناعات البتروكيماويات نموا في السعودية مما حتم الاتجاه إلى توطينها وتدريب الشباب عليها. («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مسؤول سعودي في قطاع التقنية عن وجود توجهات لزيادة توطين صناعات تقنيات البتروكيماويات في بلاده وذلك عبر إقامة شراكات مع مراكز عالمية بحثية لتكون بذلك نواة سعودية تعنى في البحث عن استراتيجيات تقنية بطاقات شابه.

وقال الدكتور حامد المقرن المشرف على معهد بحوث البتروكيماويات في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والتي تقود تلك التحركات النابعة من الخطة الاستراتيجية للعلوم والتقنية على مستوى البلاد لـ«الشرق الأوسط» إن هناك تعاونا مع عدد من الجامعات العالمية مثل جامعة أكسفورد ومركز ماكس بلانك في ألمانيا، وأكاديمية في الصين.

وأضاف المقرن أن تجمعا في المدينة عقد خلال الفترة المنصرمة لمعرفة المشاريع المهمة في الأعوام المقبلة في المملكة والتي حصرت بـ58 مشروعا تهتم بصناعة البتروكيماويات، وشدد على أنها ذات أهمية بالغة، واعتماد الاقتصاد السعودي كبديل للبترول الخام وهي الرديف الثاني.

وأشار المقرن إلى أن السعودية تنتج سنويا 60 مليون طن من صناعات البتروكيماوية، وأن بلاده استثمرت ما يربو على 100 مليار ريال(26.66 مليار ريال) في تقنية البتروكيماويات وذلك خلال بحلول عام 2015.

وأوضح المقرن أن السعودية تطمح إلى أن يصل إنتاجها 80 طنا في الحالي، وعليه ينبغي الاهتمام المستمر بدعم الكوادر الشابة، وأضاف أن «الوضع الحالي للمملكة يأخذ مساره بشكل ممتاز، وأنها الأولى في إنتاج الميثانول في العالم، والثانية لإنتاج الميثلين والتي تعتبر في غاية الأهمية في تلك الصناعات».

وزاد «المملكة تأخذ ما يعادل 62 في المائة نسبة إنتاج على مستوى الخليج العربي، و8 في المائة على مستوى العالم، وكان في السابق عدد الشركات محدودا».

وأضاف المشرف على معهد بحوث البتروكيماويات أن الخطط المستقبلية تكمن في تكييف برامج مشاريع تقنية البتروكيماوية من قبل المهتمين في البلاد، والعمل على إرسال عدد من الطلاب إلى الالتحاق بمراكز بحثية لاستكمال الدراسات العليا، وينتج عنها متخرجون درسوا الجانب الاقتصادي والصناعي.

وكشف الدكتور حامد المقرن أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أنشأت بالتوازي بين مركز بحوث بين المدينة وجامعة أكسفورد يجري من خلالها 5 مشاريع ذات طابع استراتيجي، ويشرف عليها فريق بحثي سعودي، ومن خلالها يتم إيفاد عدد منهم إلى الدراسة.

وأضاف: يبلغ عدد المبتعثين نحو 3 أشخاص وسوف يصل إلى 6 مبتعثين خلال هذا العام، فيما أشار إلى أن الاستثمار يشمل بناء الطاقات الشابة لبناء مستقبل في مجالات استراتيجية في قطاع البتروكيماوية.

وأعلن المقرن عن تجمع عالمي يعقد الشهر المقبل وهو المنتدى الأول لافتتاح المركز المشترك بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعة أكسفورد، وسوف يحظى بمشاركة قوية من المدينة، والذي يهدف من خلاله تلاقح الأفكار، إلى أن يتم بالتناوب ويعقد بالعاصمة السعودية الرياض السنة المقبلة.

وأوضح الدكتور حامد المقرن أن التحدي المستقبلي يكمن في النظر لملاحقة الطلب المتسارع، وهو يعتبر حتمية نظرا لطبيعة صناعة البتروكيماوية، إضافة إلى افتقار العالم إلى القوى البشرية المدربة بشكل جيد.

يشار إلى أن السعودية دعت خلال اليومين المنصرمين إلى تجمع دعت إليه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وذلك بالعاصمة السعودية الرياض خلال فعاليات المؤتمر السعودي الدولي لتقنيات البتروكيماويات 2011، وبحضور عدد من المتحدثين والعلماء البارزين في مجال تقنيات البتروكيماويات والذين قدموا أكثر من 20 ورقة علمية خلال أيام المؤتمر.

وتحدث الخبراء عن موضوع بنية المواد العضو معدنية وتطبيقاتها في الطاقة النظيفة، وجانب التطورات في مجال التحفيز البتروكيمائي، وتحدث الخبراء عن استخدام الإحلال للتحكم في مورفولوجيا البوليمر، فيما تناول الخبراء محفز جديد وحيد المركز لعملية بلمرة الأولفين.

واستعرض التجمع آخر التطورات الحديثة في العمليات البتروكيمياوية، إضافة إلى لمحة عامة عن التطورات الحديثة في العمليات البتروكيماوية، فيما عرج الخبراء جانب من التصنيع الحفزي لكربونات ثنائي الألكيل والحلقية من ثاني أكسيد الكربون واليوريا، وجانب التطورات على المحفزات والعمليات.

فيما تطرق التجمع إلى موضوع الاستدامة في الصناعات البتروكيميائية، واشتمل على ثلاث أوراق علمية وناقشت مسألة تخزين الطاقة من خلال الروابط الكيميائية، فيما جاءت الورقة الثانية لتستعرض ظواهر الاستدامة في الصناعات الكيميائية في الشرق الأوسط.