السعودية: قطاع «الاتصالات» يحتل المرتبة الثالثة من حيث الربحية في الربع الأول

على الرغم من أن الشركات المدرجة فيه شهدت تذبذبات كبيرة

جانب من تداولات الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من تحقيق قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات المرتبة الثالثة من حيث الربح على مستوى قطاعات سوق المال السعودية في الربع الأول لعام 2011 بنسبة 6.9 في المائة، وبواقع 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) - فإن أداء الشركات المدرجة داخل هذا القطاع قد شهد نوعا من التذبذبات الكبيرة والتقلبات السعرية.

وقد يكون ذلك التذبذب جاء بعد دخول شركتين في القطاع ضمن أدني عشر شركات داخل السوق السعودية من حيث القيمة الدفترية للسهم وهما: شركة «عذيب للاتصالات»، وشركة «زين السعودية» التي احتلت المركز الخامس بتسجيلها قيمة دفترية للسهم قدرها 4.02 ريال. وبين أحمد شريف، المستشار المالي والباحث الاقتصادي، أن قطاع الاتصالات في المملكة يعتبر أحد أبرز القطاعات ذات النمو المتزايد، مشيرا إلى أن شركات الاتصالات داخل السوق المالية حققت هامش ربح تشغيلي للربع الأول لعام 2011 بنسبة 21 في المائة من حجم مبيعاتها، كما حققت خسائر غير تشغيلية عن نفس الفترة بلغت بنسبة 9 في المائة من حجم مبيعاتها، مبينا أن ارتفاع حجم المبيعات أتى من شركتي «الاتصالات السعودية» وشركة «موبايلي».

وأشار إلى أن «الاتصالات السعودية» تعد الأكبر من حيث صافي أرباح القطاع قبل الزكاة، حيث بلغت نسبة صافي الربح قبل الزكاة ما قيمته 79 في المائة من حجم الأرباح المحققة داخل القطاع، بينما تعتبر «موبايلي» أبرز الشركات في الربع الأول لعام 2011، حيث حققت ربحا تشغيليا نسبته 33 في المائة من حجم مبيعاتها وصافي ربح قبل الزكاة بلغ 23 في المائة من حجم مبيعاتها، في حين سجلت شركة «زين السعودية» خسائر تشغيلية هي الأكبر بنسبة 16 في المائة والخسائر غير التشغيلية قدرها 20 في المائة.

ومن جهة أخرى، يعتبر قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لاعبا رئيسيا في عملية التنمية التي تشهدها المملكة في كافة الأصعدة، فقد أسهم هذا القطاع في إحداث تطور حقيقي وفعلي في العديد من المجالات المختلفة، وقد ساعد ذلك لتبني هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات فكرا غير تقليدي بتبني مفهوم التعاملات الإلكترونية وتعميمه والتشجيع على تطبيقه وفقا لقواعد وأسس علمية للوصول إلى مجتمع معرفي، وينعكس ذلك على أداء شركات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات داخل سوق المال.

ولفت الشريف إلى أن متوسط ربحية الشركات المدرجة في سوق المال السعودية لنفس الفترة من العام الماضي ما قيمته 0.65 ريال للسهم، وبلغ متوسط القيمة الدفترية لأسهم الشركات المدرجة في سوق المال السعودية لهذا القطاع 13.16 ريال للسهم ، حيث حققت شركة «الاتصالات السعودية» أعلى معدل نمو للقيمة الدفترية للسهم بلغت 26.93 ريال للسهم، بينما حققت شركة «زين السعودية» أقل معدل نمو في القيمة الدفترية للسهم، حيث انخفضت القيمة الدفترية للسهم لتصل إلى 4.02 ريال للسهم، كما تظل «الاتصالات السعودية» هي اللاعب الأساسي داخل القطاع السعودي والمهيمن الرئيسي عليه وذلك من حيث حقوق المساهمين للقطاع التي بلغت نسبتها 68 في المائة من حقوق المساهمين داخل القطاع، وكانت «زين» السعودية هي الأقل من حيث حقوق المساهمين التي بلغت 9 في المائة من حقوق المساهمين داخل القطاع، مع الوضع في الاعتبار استبعاد نتائج شركة «اتحاد عذيب».

إلى ذلك، كشف محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله الضراب عن تقرير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الثاني الذي صدر الأحد الماضي والذي أوضح فيه أن حجم إنفاق الفرد في المملكة خلال العام الماضي بلغ نحو 998 ريالا على الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث حقق معدل نمو بلغ 14 في المائة.

وأوضح المستشار المالي أن هذا المعدل يعتبر مؤشرا إيجابيا لدى مقارنته مع بعض الدول مثل ماليزيا والذي بلغ 784 ريال، وكتركيا حيث بلغ الإنفاق نحو 441 ريالا، وفي مصر بلغ 111 ريالا، مفيدا بأن حجم الإنفاق على الاتصالات وتقنية المعلومات قد يصل إلى 46.3 مليار ريال عام 2015.

كما أوضح عن تجاوز حجم الإنفاق على الاتصالات وتقنية المعلومات إلى 27 مليار ريال العام الماضي، بمعدل نمو سنوي 23 في المائة، بينما يمثل الإنفاق السنوي على تقنية المعلومات ما نسبته 1.65 في المائة من إجمالي الدخل الوطني. وقد أظهرت بعض التقارير التقرير أن حجم الإنفاق على الأجهزة في سوق تقنية المعلومات سيستحوذ على حصة الأسد وبنسبة 66.7 في المائة، ثم خدمات تقنية المعلومات بنسبة 22.8 في المائة، في حين بلغ الإنفاق على البرمجيات نسبة 10.5 في المائة. وقد سجل قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة تناميا وازدهارا، وخاصة في مجال استخدام الإنترنت.

وأوضح أن عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة وصل إلى 11.8 مليون في نهاية الربع الأول من عام 2011 م، كما وصل عدد اشتراكات النطاق العريض 4.8 مليون، كما كان متوسط النمو السنوي التراكمي للنطاق العريض في المملكة 123 في المائة سنويا، وذلك في السنوات الخمس السابقة.