انخفضت أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت صوب 113 دولارا للبرميل أمس بعد تصريحات للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأن هناك حاجة إلى حل عاجل لأزمة اليونان. لكن الأسعار، بحسب «رويترز»، لا تزال في طريقها لتسجيل انخفاض أسبوعي قدره 5 في المائة في أكبر تراجع منذ بداية مايو (أيار) فيما يضغط تجنب المخاطرة على الأسعار.
وعوض اليورو بعض خسائره المبكرة بعد أن تعهدت ألمانيا وفرنسا بحل أزمة ديون منطقة اليورو في أسرع وقت ممكن، الأمر الذي انتشل العملة الموحدة من الانخفاض إلى أقل مستوى في ثلاثة أسابيع.
ونزل سعر عقود مزيج النفط الخام برنت لتسليم أغسطس (آب) 2.97 دولار إلى 111.05 دولار للبرميل لكنه عوض بعض خسائره لاحقا ليجري تداوله عند 113.47 دولار بحلول الساعة 12.30 بتوقيت غرينتش. فيما هبط سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف 2.83 دولار إلى 91.12 دولار للبرميل قبل أن يرتفع إلى 93.75 دولار.
وقال ساركوزي: «ليس أمامنا وقت لنخسره» من أجل الاتفاق على برنامج بشأن اليونان، مشيرا إلى اتفاق يتعين إبرامه في يوليو (تموز) على أبعد تقدير.
وقال عقب اجتماع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: «يجب أن نتحرك بأسرع وقت ممكن دون تحديد موعد» مضيفا أن الجانبين يتشاركان نفس الموقف بخصوص اليونان.
وبحسب «رويترز» قال كين هاسيجاوا المدير لدى نيوايدج للسمسرة في اليابان: «الكل يخشى من الأزمة المالية في منطقة اليورو خاصة في اليونان. رأينا بعض البيانات الجيدة وبعض البيانات السيئة. نتمني أن يستقر اليورو لأنه يرتبط بشدة بالنفط».
وأظهرت بيانات أميركية خلال الأسبوع أن اقتصاد أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم واصل تراجعه في الربع الثاني. وكثفت وكالة الطاقة الدولية أول من أمس الخميس الضغط على منظمة أوبك لرفع إنتاجها بتوقع نمو حاد في الطلب على النفط في وقت لاحق هذا العام، وتوقع أن يستمر الضغط على إمدادات المعروض في المدى المتوسط.
وفي تقرير شهري رفعت الوكالة التي تقدم المشورة إلى 28 دولة صناعية توقعاتها للطلب على نفط أوبك هذا العام بواقع 400 ألف برميل يوميا إلى 30.1 مليون برميل يوميا.
من جهة أخرى، أعلنت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بمقرها في فيينا أمس أن سعر خام نفط أوبك تراجع لما دون 110 دولارات للبرميل في تعاملات الجلسة الماضية. تراجع سعر خام أوبك بمقدار 3.07 للبرميل (159 لترا) أول من أمس الخميس ليستقر عند 109.55 دولار.
توافق التراجع مع انحسار سعر مزيج برنت - الخام القياسي الأوروبي - جراء الأزمة المالية والسياسية التي تعصف باليونان والتي أثرت في كافة الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
على صعيد متصل قال معهد البترول الأميركي أمس إن الطلب على البنزين في أميركا تراجع في مايو للشهر الثاني على التوالي متأثرا بارتفاع أسعار الوقود. ووفقا للتقرير الشهري للمعهد عن العرض والطلب فإن إجمالي الاستهلاك الأميركي من النفط الخام والمنتجات البترولية زاد بنسبة 3.7 في المائة في مايو عن مستواه قبل عام إلى 19.526 مليون برميل يوميا.
وهذا الرقم مرتفع كثيرا عن تقدير أولي من إدارة معلومات الطاقة الأميركية للاستهلاك في مايو بلغ 18.803 مليون برميل يوميا. وستصدر الإدارة رقمها المعدل في نهاية يوليو (تموز).
وقال تقرير معهد البترول إن الطلب على البنزين في أميركا في مايو تراجع بنسبة 0.7 في المائة إلى 9.155 مليون برميل يوميا وهو أدنى مستوى له لهذا الشهر في ثمانية أعوام مع استثناء 2009.
وفي جانب العرض انخفض إنتاج النفط الأميركي في مايو 1.6 في المائة إلى 5.380 مليون برميل يوميا. وبلغ متوسط واردات الولايات المتحدة من النفط الخام والمنتجات البترولية 10.938 مليون برميل يوميا، منخفضا 9.6 في المائة عن مستواه قبل عام.
وشكل إجمالي الواردات في مايو 56 في المائة من الطلب الأميركي على النفط انخفاضا من 64.3 في المائة قبل عام.