عندما عاد خالد الخضير من هاليفاكس في كندا بشهادة ماجستير في التجارة مع مجموعة من الشباب والشابات، وجد توجها قويا في السعودية لدعم النساء، تلخص في عدد من القوانين أصبحت تصب جميعها بشكل مباشر في مصلحة تمكين النساء وتدعيم دور المرأة في المجتمع وقطاع العمل بشكل فاعل. فعلى مساحة 8 ملايين متر مربع توجد أكبر جامعة في العالم تتسع لـ40 ألف طالبة، كما أن قرارات عدة اتخذت مؤخرا لمساعدة انخراط النساء في سوق العمل، آخرها قصر العمل في محلات المستلزمات النسائية على السعوديات، كما أن محلات السلع الاستهلاكية الكبرى أصبحت تطلب النساء للعمل ككاشيرات. يمكن القول إنه من هنا بدأت فكره إنشاء أول موقع إلكتروني لتوظيف النساء تحت اسم «غلو وورك»، حيث يعتبر أول موقع في العالم يقصر خدماته لإيجاد فرص وظيفية للنساء فقط، بحسب ما ذكره خالد وليد الخضير، مؤسس شركه «Glowork»، مشيرا إلى أن الموقع الذي افتتح في الأول من الشهر الحالي سيوفر العديد من الوظائف للسيدات، إلي جانب التوجيه المهني للمرأة، وسيعمل على ثلاث مراحل، الأولى قصر الخدمة على الوظائف النسائية داخل المملكة، ومع تزايد الطلب سيشمل الخليج والمنطقة العربية ومن ثم سيزيد التوسع لتغطية دول العالم.
وبحسب ما صرح به الخضير لـ«لشرق الأوسط»، فإنه تم خلال ثلاثة أسابيع التعاقد مع 60 شركة داخل السعودية محلية وأجنبية، كما تم طرح أكثر من 200 وظيفة أصبحت موجودة فعليا عبر الموقع، مضيفا أن من المميزات لهذا الموقع أنه يمكن للباحثة عن العمل تحديد طريقة رغبتها في العمل بنظام كلي أو جزئي أو حتى من المنزل. ويرى الخضير أن ارتفاع الطلب في زيادة نسبة السعودة في السوق يعني حاجة إلى زيادة النساء في مكان العمل، مشيرا أن «الموقع سيساعد على توطين الوظائف التي يشغلها رجال ويمكن شغلها بنساء يمتلكن المؤهلات المطلوبة للوظيفة»، ويقول «عدد الخريجات الباحثات عن عمل مرتفع جدا لدينا.. إلا أن نسبه المشاركة في سوق العمل متدنية جدا». ويعيد ذلك لضعف شريحة كبيرة من الباحثات عن الوسيلة المتبعة بالتقديم على الوظيفة، من حيث تجهيز السيرة الذاتية الغنية ومهارة التعامل مع المقابلات الشخصية أثناء التقديم على الوظيفة، وأضاف الخضير أن الموقع أجرى استفتاء عبر الإنترنت عن رأي الفتيات في الصعوبات التي تواجههن في سوق العمل والتي تحدهم من إيجاد فرص وظيفية «وجدنا أن الغالبية يدركون جيدا أن هناك عددا ضخما من الوظائف للنساء في المملكة لا توجد معلومات عنها والوصول إليها صعب».
واستدل خالد وليد الخضير عند قدومه بعد تخرجه بالصعوبات التي واجهها للوصول على الوظيفة المناسبة له حسب تخصصه، نظرا لعدم وجود القنوات التي يمكن له البحث عن الوظيفة المناسبة، لافتا إلى أن الاطلاع على الوظائف المتاحة عبر مواقع الشركات عبر الإنترنت بات غير مجد في كل الأحوال، لأن أغلبها لا يعمل أو لا يتم الإعلان عن الوظائف بشكل مستمر. كما تلعب العلاقات الشخصية، يقول الخضير، دورا كبيرا في قطاع التوظيف مشيرا: «إذا لم يكن لديك قريب يستطيع توظيفك أو توجيهك، ربما ستبقى سنوات تبحث عن عمل».
وسيقوم الموقع بالربط بين طالبة العمل والشركات التي سيمكنها إيجاد المتقدمة المؤهلة. كما سيتيح للنساء البحث عن العمل في جميع القطاعات التعليمية المالية، الطبية، أو قطاع السلع الاستهلاكية سواء بدوام كامل أو جزئي أو من المنزل، لافتا إلى أن هناك سيدات تزوجوا وأنجبوا ويرغبن في العودة إلى العمل بشكل جزئي، وهذا ما يوفره الموقع، حيث توجد هناك 50 وظيفة بنظام جزئي ومن المنزل.
ويؤكد الخضير «لدينا فريق من الفتيات السعوديات يديرون الموقع ويحصرن الشواغر ويقدمن تقارير شهرية وفصلية»، مشيرا إلى أن الطلب مرتفع للغاية، كما أن «الشركات هي من يقترب منا وليس العكس، وهذا ما يثبت الحاجة لتوظيف الإناث»، مشيرا وبحسب الخضير، فهناك طلب كبير على وظائف المبيعات والتسويق والعلاقات العامة، والعلاقات مع العملاء، والموارد البشرية والإدارة بصفة عامة والعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى الوظائف المالية والمصرفية. وقد حدد الخضير أن هدف الموقع في الخمس السنوات القادمة هو «تأمين 50 ألف فرصة عمل».
وأشار مؤسس الموقع إلى أن افتتاح أكبر جامعة في العالم جامعة الأميرة نوره يعني أن آلافا من السيدات سيحملن شهادات من تخصصات مختلفة ومتنوعة وعلى أعلى مستوى أكاديمي يرجع إلى ما تتمتع به الجامعة بكادر تعليمي عالي المستوى. هذا بالإضافة إلى ما سينتج عنه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الذي سيزيد من حصيلة المملكة من الخريجات من حملة الشهادات العليا من جامعات عالمية حول العالم.
وأشار إلى اقتراب القطاعات المتصلة بالسوق الاستهلاكية إلى طرح عدد من الوظائف بعد قرار السماح للسيدات بالعمل ككاشيرات، إلى جانب تفعيل قرار قصر العمل في محلات الملابس النسائية على السيدات، مشيرا إلى أن هناك الآلاف من فرص العمل مفتوحة للإناث. وقال «نحن نؤمن كثيرا بالمساواة بين الجنسين في فرص العمل، تواكبا مع كلمة خادم الحرمين الشريفين الشهير تجاه المرأة (أمي امرأة وأختي امرأة، وابنتي امرأة، وزوجتي امرأة)».
الجدير بالذكر أن موقع «Glowork» حصل على جائزة أفضل مشروع تعليمي في منتدى الاستثمار العربي في أبوظبي.