ميريل لينش: شهية أثرياء العالم مفتوحة لشراء السلع الفاخرة وأندية كرة القدم

من بينها اللوحات وأحجار الماس والساعات واليخوت والسيارات الرياضية

اليخوت الفارهة لعبة مفضلة لدى الاثرياء
TT

ازدادت شهية أثرياء العالم للاستثمار في المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة عام 2010، بالتزامن مع انتعاش الاقتصاد العالمي وارتفاع حجم ثرواتهم مجددا. وقد ارتفعت قيمة الاستثمار في العديد من فئات هذا القطاع جراء إقبال الأثرياء على الاستثمار في المقتنيات ذات القيمة الجمالية أو العاطفية والتي تتمتع بالقدرة على توفير عائدات استثمارية مجزية. وواصلت الفئات الأخرى من المقتنيات مثل الأعمال الفنية، والتي يُعتقد أنها ذات علاقة استثمارية ضعيفة أو سالبة مع الاستثمارات المالية الرئيسية، استقطاب استثمارات أولئك الأثرياء نظرا لجاذبيتها باعتبارها إحدى وسائل تنويع المحافظ الاستثمارية.

وتجدر الإشارة إلى أن تنامي الثروات الفردية في الاقتصادات الصاعدة، أسهم في انتعاش الاستثمار في المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة. كما أدى الارتفاع الكبير في عدد وحجم ثروات أثرياء عدد من الأسواق الصاعدة، إلى اتساع نطاق السوق العالمية للاستثمار في المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة، وسط إقبال واسع النطاق من قبل المستثمرين الصينيين بصفة خاصة على توظيف أموالهم في شتى أنواع الاستثمارات.

ولاحظ تقرير ميريل لينش وكابجيميني عن الأثرياء الصادر أول من أمس أن هنالك عدة مجالات جذبت استثمارات الأغنياء، من بينها الاستثمارات التالية:

* المقتنيات الثمينة (مثل السيارات واليخوت والطائرات الفاخرة)، واصلت تصدر الجانب الأكبر من استثمارات الأثرياء في قطاع المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة بصورة عامة. وشكلت تلك المقتنيات نحو 29 في المائة من حجم استثمار أثرياء العالم في هذا القطاع في عام 2010.

* الأعمال الفنية استقطبت ما نسبته 22 في المائة من الاستثمارات في قطاع المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة بصورة عامة، إلا أن هذه الحصة كانت أكبر في أوساط أثرياء أوروبا (27 في المائة)، وشكلت الحصة الأكبر من استثمارات أثرياء أميركا اللاتينية في هذا القطاع (28 في المائة). وتعتبر الأعمال الفنية على الأرجح، فئة من الاستثمارات المالية المجزية في نظر أثرياء العالم. وفي الواقع، أكد 42 في المائة من المستشارين الاستثماريين، أنهم يعتقدون أن السبب الرئيسي لإقبال زبائنهم من أثرياء العالم على الاستثمار في الأعمال الفنية يعود إلى ما تنطوي عليه من ارتفاع في القيمة.

* المجوهرات والأحجار الكريمة والساعات استحوذت أيضا على 22 في المائة من إجمالي استثمارات الأثرياء في قطاع المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة خلال عام 2010. وتشير الأسعار المرتفعة قياسيا لأحجار الماس التي تم بيعها في المزادات العالمية عام 2010، إلى القناعة المتزايدة في أوساط أثرياء العالم بأن أحجار الماس الكبيرة تشكل بديلا استثماريا آمنا يوفر معدلات نمو مرتفعة.

* المقتنيات الثمينة الأخرى (مثل المشروبات المعَتَّقَة الفاخرة والتحف والنقود المعدنية والتذكارات) شكلت 15 في المائة من إجمالي استثمارات الأثرياء في قطاع المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة خلال عام 2010. وأسهم ارتفاع أسعار الذهب في تعزيز الطلب على العملات الذهبية النادرة وارتفاع مبيعات المشروبات المعَتَّقَة الفاخرة ذلك العام.

* الاستثمارات الرياضية شكلت 8 في المائة من إجمالي استثمارات الأثرياء في قطاع المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة، إلا أن تلك الحصة كانت أعلى في أوساط أثرياء الشرق الأوسط (13 في المائة) وأميركا اللاتينية (10 في المائة) ودول آسيا - حوض المحيط الهادي باستثناء اليابان (10 في المائة).

ويذكر أن طلب أثرياء الأسواق الصاعدة أصبح يترك بصماته في العديد من فئات المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة ولوحظ نشوء طلب جديد ومتزايد في الأسواق الصاعدة على الاستثمار في القطاع الفاخر، كما يتضح من المعطيات المبيَّنة أدناه:

* فئة المقتنيات الثمينة:

* أعلنت كبرى شركات صناعة السيارات الفاخرة عن وجود طلب قوي على منتجاتها في الأسواق الصاعدة بما فيها أسواق دول آسيا - حوض المحيط الهندي وروسيا والشرق الأوسط، وسط تزايد الاهتمام بتلك المنتجات في الهند والبرازيل وروسيا.

* أعلنت شركة «مرسيدس – بنز» عن ارتفاع المبيعات العالمية لسياراتها بنسبة 15 في المائة عام 2010، وسط قفزة لتلك المبيعات بلغت نسبتها 112 في المائة في الصين بما فيها هونغ كونغ، كما ارتفعت مبيعاتها بقوة في سائر الأسواق الصاعدة بما فيها الهند والبرازيل وروسيا.

* أعلنت شركة «فيرّاري» عن ارتفاع مبيعات سياراتها في الصين بنسبة قاربت 50 في المائة عام 2010 مقارنة مع عام 2009، الذي كان أفضل أعوامها في المبيعات إلى السوق الصينية.

* فئة الأعمال الفنية:

* أفادت أبحاث أخيرة أن الأثرياء الصينيين الجدد يقبلون على شراء الأعمال الفنية عموما وتلك التي ينضب معينها بسرعة من أعمال الفنانين الصينيين الصاعدين، في المعارض الفنية والمزادات.

* كما لوحظ ارتفاع الطلب الصيني على الأعمال الفنية الأوروبية والفنون الجميلة، حيث أفادت التقارير عن مزايدة المقتنين الصينيين بشراسة في المزادات الخاصة بالعديد من المجموعات الفنية خلال المزادات التي أقامتها كبرى بيوتات المزادات النيويوركية أواخر عام 2010.

* فئة المجوهرات والأحجار الكريمة والساعات:

* يبدو أن معظم الطلب على الشريحة العليا من هذه الفئة جاء من روسيا والشرق الأوسط عام 2010، إلا أنه لوحظ نمو سريع في طلب المستثمرين من الصين ودول آسيا - حوض المحيط الهادي أيضا.

* استحوذ أثرياء الشرق الأوسط على الحصة الأكبر من الاستثمار في هذه الفئة، حيث بلغت تلك الحصة 29 في المائة عام 2010، لكنها ظلت أدنى من حصتهم التي بلغت 35 في المائة عام 2009.

* أفادت شركة «كريستيز إنترناشيونال» العالمية للمزادات عن ارتفاع كبير جدا في مشاركة المستثمرين الآسيويين وخاصة من الصين وهونغ كونغ في شراء الساعات الفاخرة والنادرة، وسط طلب عالمي قوي على هذه الفئة من الاستثمارات.

* فئة الاستثمارات الرياضية:

* أبرم أثرياء الأسواق الصاعدة بما فيها روسيا والهند والشرق الأوسط، العديد من عقود امتيازات رعاية منتخبات كرة القدم. وبالتالي يتضح أن هناك عوامل بخلاف الاعتبارات المالية، تقوم بتحفيز أثرياء العالم على الاستثمار في المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة، حيث إنهم يعتبرون الكثير من الاستثمارات في هذا القطاع استثمارات مالية سليمة ومجزية. وسوف تواصل تلك الاستثمارات لعب دور مهم في المحافظ الاستثمارية لأولئك الأثرياء في المستقبل، وخاصة أولئك الذين يبحثون عن استثمارات لا ترتبط بعلاقات قوية مع تحركات أسواق المال العالمية.