تراجع الثقة في الاقتصاد الأوروبي إلى أدنى مستوياتها منذ 20 شهرا

وسط مؤشرات بأن معدل النمو الاقتصادي يتراجع

TT

أظهرت دراسة رئيسية صدرت أمس الخميس أن المزاج السائد في قطاع الصناعة بمنطقة اليورو التي تضم 17 دولة تراجع لأدنى مستوى في 20 شهرا في يونيو (حزيران) الحالي وسط تزايد المخاوف بشأن آفاق الاقتصاد العالمي.

ويأتي التراجع الذي كان أكبر من المتوقع في مؤشر مديري المشتريات المجمع من 55.8 إلى 53.6 نقطة على خلفية ظهور مؤشرات بأن النمو في المناطق الاقتصادية الرئيسية في العالم، أوروبا وآسيا، بدأ يتراجع بعد الانتعاش القوي من ركود عام 2009. ويستند مؤشر مديري المشتريات الأولي لمنطقة اليورو الذي تعده مجموعة «ماركيت» للأبحاث الاقتصادية على دراسات مسحية لقطاعي الصناعات التحويلية والخدمات في تكتل العملة الموحدة. كان محللون يتوقعون أن يتراجع المؤشر إلى 2ر55 نقطة هذا الشهر.

قال كبير الاقتصاديين في المجموعة كريس وليامسون عند إصدار التقرير إن «دفعة النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو فقدت قوتها بمعدل مقلق في الشهرين الماضيين». تأتي التوقعات الأكثر تشاؤما الناتجة عن مؤشر مديري المشتريات عقب قفزة في أسعار السلع وضغوط تضخمية خلال الأشهر الأولى من العام فضلا عن خطوات في أنحاء أوروبا لإجراء خفض حاد في الإنفاق الحكومي عقب أزمة ديون المنطقة.

وخفض مجلس الاحتياط الفدرالي الأميركي «البنك المركزي» يوم الأربعاء توقعاته لنمو الاقتصاد الأميركي لعام 2011، إذ يتوقع الآن أن ينمو بمعدل يتراوح بين 2.7 و2.9% مقابل 3.3 و3.7% في توقعات سابقة. وكان رد فعل البنك المركزي الأوروبي على المخاطر الاقتصادية التي يفرضها ارتفاع التضخم أن أقدم على رفع أسعار الفائدة في أبريل (نيسان) الماضي والإشارة إلى عزمه إجراء زيادة أخرى في تكاليف الإقراض خلال اجتماعه في يوليو (تموز) القادم. لكن ما يستدعي القلق بشكل خاص بالنسبة للتوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو هو التراجع الذي جاء أكبر من المتوقع للقراءة الخاصة بقطاع الصناعات التحويلية في ألمانيا الذي يعد محورا رئيسيا للنمو في منطقة اليورو. وقالت «ماركيت» إن مؤشر مديري المشتريات للصناعات التحويلية تراجع في ألمانيا في يونيو إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) الماضي إذ هبط إلى 9ر54 نقطة مقابل 7ر57 نقطة في مايو (أيار). وكان محللون يتوقعون انخفاض المؤشر إلى 57 نقطة هذا الشهر. ومع ذلك، سجل مؤشر قطاع الخدمات في ألمانيا زيادة مفاجئة إذ ارتفع لأعلى مستوى له في 7 أشهر في يونيو ليصل إلى 58.3 نقطة مقابل 56.1 نقطة في مايو. في حين كان المحللون يتوقعون انخفاضه.

لكن مؤشر مديري المشتريات بشكل عام لمنطقة اليورو ظل فوق حاجز 50 نقطة ما يعني أن اقتصاد المنطقة لا يزال في مرحلة نمو. وقال مارتين فان فيلت الخبير الاقتصادي في مصرف «آي إن جي» إن «تعافي منطقة اليورو بدأ يفقد بشكل واضح زخمه القوى، لكنه يحتفظ بقوة دفع للأمام».