البرلمان اليوناني يقر خطة التقشف.. الأسواق ترتفع ولكن تبقى المحاذير

محللون: احتمالات تخلف أثينا عن السداد قائم

وزير المالية اليوناني في حالة انتصار بعد التصويت (إ.ب.أ)
TT

ارتفع اليورو في أسواق الصرف أمس مدعوما بتوقعات تصويت برلمان اليونان لصالح برنامج تقشف ولكن حد من المكاسب القلق من أن الموافقة مجرد حل قصير الأجل لمشاكل الديون في البلاد. وقال متعاملون إن التصويت بنعم بما يسمح بحصول اليونان على تمويل وتفادي عجزها عن سداد ديون قد يدفع اليورو نحو 1.4500 دولار رغم استمرار المخاوف بشأن قدرة اليونان على تنفيذ الإجراءات.

والهدف المباشر الذي يسعى لبلوغه هو أعلى مستوى سجل في الأسبوع الماضي حول 1.4442 دولار. وفي أحدث تعاملات ارتفع اليورو 0.15% مقابل الدولار إلى 1.4390 دولار. وفي حالة عدم إقرار الخطة قد يؤدي ذلك لانخفاض حاد لليورو نحو أقل مستوى له الأسبوع الجاري عند 1.4100 دولار.

كما انتعشت المعنويات تجاه اليورو إثر تعليق جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي الذي فسره السوق على أنه مؤشر على زيادة أسعار الفائدة في يوليو (تموز). واستمرت المخاوف بشأن أزمة الدين في منطقة اليورو في دعم الفرنك السويسري. وانخفض الدولار 1% إلى 0.8340 دولار قرب أقل مستوى له. وقاد صعود اليورو لتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات الرئيسية ونزل 0.2% إلى 74.974 وكان قد سجل أعلى مستوى له هذا الأسبوع عند 75.897. وارتفعت أسعار النفط بفضل التفاؤل إزاء اليونان لترتفع عملات مثل الدولار الأسترالي من مستوياتها المتدنية الأخيرة. وزاد الدولار الأسترالي 0.3% إلى 1.0571 دولار أميركي متجاوزا أقل مستوى في 11 أسبوعا الذي سجله يوم الاثنين. ومقابل الين صعد الدولار لمستوى مرتفع أمس عند 81.26 ين وقادت زيادة عائدات سندات الخزانة الأميركية لشراء العملة الأميركية ولكنها تراجعت في وقت لاحق. ومقابل الين نزل الدولار 0.1% إلى 81.02 ين.

ورغم الاحتجاجات الواسعة تنامى احتمال إقرار البرلمان اليوناني اليوم الخميس على إقرار قوانين لتنفيذ إصلاحات هيكلية وخصخصة في الجولة الثانية من الاقتراع والالتزام بجدول زمني مشحون للتنفيذ يفرضه صندوق النقد والبنك الدوليين. وذلك لضمان الحصول على تمويل للحيلولة دون أول تعثر عن سداد دين سيادي في منطقة اليورو. وما زال كثير من الاقتصاديين والمستثمرين يتوقعون أن تتعثر اليونان عند سداد ديونها على المدى المتوسط. وزادت احتمالات الموافقة على خطة التقشف ومدتها 5 أعوام بعدما غير واحد من 3 أعضاء متمردين في الحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء جورج باباندريو رأيه وأعلن عزمه التصويت لصالح الإجراءات من منطلق واجبه الوطني.

وساعد تنامي التوقعات باقتراع إيجابي والتقدم الذي أحرزته محادثات بين بنوك وحكومات منطقة اليورو بشأن تمديد أجل سداد الديون اليونانية المستحقة لجهات خاصة على صعود اليورو والأسهم العالمية. وارتفعت الأسهم الأوروبية لليوم الثالث على التوالي اليوم وقادت أسهم البنوك الاتجاه الصعودي مع مراهنة المستثمرين على إقرار البرلمان للخطة. وقال جراهام بيشوب من «آر بي إس» في لندن «جرت تحركات كثيرة وراء الكواليس لضمان إقرار المقترحات وبدأ هذا التفاؤل ينعكس على أسعار الأسهم». وتابع «إقرار خطة التقشف عامل مساعد بكل تأكيد ولكن هذا لا يعني عدم وجود أي عقبات أخرى. العقبة التالية هي تنفيذ الإجراءات وستخضع الحكومة لمراقبة وثيقة في هذا الصدد».

وفي لندن سجلت الأسهم الأوروبية أعلى مستوى إغلاق في أسبوعين أمس بعد أن وافق البرلمان اليوناني على إجراءات التقشف وشعور المستثمرين بالتفاؤل بأن الحكومة ستفوز في اقتراع ثان سيجرى اليوم بما يمكنها من الحصول على شريحة جديدة من حزمة دولية للدعم المالي. لكن مبيعات لجني الأرباح بعد الاقتراع قلصت مكاسب البنوك ليغلق مؤشر القطاع المصرفي الأوروبي مرتفعا 1.6 في المائة في حين أغلق مؤشر أسهم البنوك اليونانية منخفضا 1 في المائة بعد أن كان قفز في وقت سابق بما يصل إلى 6 في المائة.

وجاءت موافقة البرلمان اليوناني على خطة إجراءات التقشف التي مدتها خمس سنوات بأغلبية 155 ضد 138 صوتا، لكن اقتراعا ثانيا من المنتظر أن يجرى اليوم الخميس على إجراءات محددة للميزانية والخصخصة، والفشل في إقرار مشروع القانون سيعرقل الإفراج عن شريحة حاسمة قيمتها 12 مليار يورو من حزمة الدعم المالي في يوليو (تموز) المقبل. وقالت فيرونيكا بيكلانير المدير في صندوق «اشبيرتون» للأسهم الأوروبية الذي يدير أصولا بقيمة 100 مليون يورو: «السوق تتوقع تصويتا بالموافقة غدا. المستثمرون ينتظرون ليروا حجم المقاومة التي ستظهرها المعارضة للخطط، لأن ذلك قد يؤثر على تشريعات مماثلة مستقبلا». وأضافت قائلة لـ«رويترز»: «نعتقد أن السوق قد تقفز بنسبة 5 في المائة أخرى إذا سارت الأمور في الاتجاه الصحيح، لكن إذا شهدنا عجزا يونانيا غير منظم عن سداد الدين، فإنني لا أريد أن أتكهن بما قد يحدث للسوق». وأغلق مؤشر «يوروفرست-300» لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا مرتفعا 18.19 نقطة أو 1.68 في المائة إلى 1099.02 نقطة. وفي أنحاء أوروبا أغلق مؤشر «فايننشيال تايمز» البريطاني مرتفعا 1.54 في المائة، في حين صعد مؤشر «داكس» الألماني 1.73 في المائة، وأغلق مؤشر «كاك» الفرنسي على مكاسب قدرها 1.88 في المائة.