السودان يعود إلى الزراعة ورفع عائدات محصول القطن إلى 700 مليون دولار

الخرطوم توقع اتفاقين مع بكين لصناعة السكر وإنشاء مصفاة على البحر الأحمر

اسعار القطن المرتفعة عالميا ستساعد السودان في تعويض دولارات النفط المفقودة
TT

قررت الحكومة السودانية العودة إلى الزراعة لتعويض خسارة عائدات النفط بعد انفصال الجنوب خلال أيام وذلك برفع عائدات إنتاج محصول القطن وبث الحياة في أوصال المحصول الذي تعرض لانهيار كبير خلال السنوات الماضية فيما تم التوقيع مع شركات صينية لصناعة السكر ومصفاة على البحر الأحمر. وقرر السودان بعث الحياة في أوصال محصول القطن، الذي كان يحتل المرتبة الأولى بين صادرات السودان الخارجية قبل حصول الطفرة النفطية خلال السنوات الأخيرة، وقدرت شركة «السودان للأقطان» عائدات البلاد من تصدير القطن لهذا العام بنحو 700 مليون دولار من المساحة الكلية المزروعة بتمويل من الشركة البالغ مساحتها نحو 428 ألف فدان، وتتحرك الحكومة السودانية في مجالات مختلفة منها الزراعة والتعدين لمواجهة أزمة اقتصادية كبيرة قد تعرض الاقتصاد إلى انهيار خلال أشهر من فقدان نسبة كبيرة من عائدات النفط بسبب انفصال الجنوب حال فشل الخرطوم وجوبا في التوصل لاتفاق يرضي الطرفين، وتقدر نسبة النفط في الموازنة العامة بأكثر من 70%، ويصل حجم العملات الصعبة نحو 5 مليارات دولار سنوي، وقال المدير العام لشركة «السودان للأقطان» عابدين محمد علي في مؤتمر صحافي «إن الشركة تسعى لتعزيز صادرات البلاد وتمزيق فاتورة استيراد الزيوت وتوفير كافة المدخلات الزراعية من خلال توفير العملات الصعبة من محفظة بنك السودان والبنوك التجارية لتمويل العمليات الزراعية حتى مرحلة اللقيط (جني القطن)»، وأشار إلى جهود تبذل من أجل عودة القطن لدوره الطليعي ليساهم في الاقتصاد السوداني وتحريك العمالة، مشيرا إلى أن إنتاج السودان من القطن قد وصل إلى مليون و300 ألف بالة في تسعينات القرن الماضي فيما تدنى إنتاجه الآن إلى 130 ألف بالة قطن ، وعزا تدني الإنتاجية الأعوام الماضية لعدم توفير مدخلات الإنتاج والتمويل وتهيئة الأجواء لمنافسة القطن عالميا، وفي سياق آخر أكد عابدين وجود عروض كثيرة على الأقطان السودانية تعادل 10 أضعاف ما تنتجه من قطن، إلى ذلك وقعت شركة «سكر كنانة» مع مجموعة «كمولانت» الصينية اتفاقيتين، للمشاركة في مشروع سكر الرد يس بولاية النيل الأبيض بنسبة تصل إلى 40% من رأسمال المشروع الذي تبلغ تكلفته الاستثمارية 890 مليون دولار والمشاركة في رأسمال مصفاة البحر الأحمر، وأوضح محمد المرضي التجاني العضو المنتدب لشركة «سكر كنانة» لوكالة السودان للأنباء أن مشروع السكر سيدخل دائرة الإنتاج التجاري موسم 2013 - 2014 ويتوقع منه إنتاج 500 ألف طن سكر سنويا، وقال: «إن الاتفاقية الثانية مع مجموعة (كمبولانت) الصينية الدخول في مشاركة في رأسمال مصفاة البحر الأحمر بجانب الشركاء الحاليين بالمصفاة وهم شركة (كنانة) وشركة (أردنا) الإيطالية» مبينا أن التكلفة الاستثمارية تبلغ 127 مليون دولار وأن المصفاة تعمل في مرحلتها الأولى بطاقة 500 ألف طن سنويا لتصل إلى مليون طن بعد عامين من التشغيل، موضحا أن صندوق الصين للتنمية في أفريقيا يمول شركة «كمبولانت» للدخول في رأس المال وتقديم قروض، وقال المرضي إن «كنانة» وقعت في إطار الزيارة مذكرة تفاهم مع مجموعة «توسون» الصينية للاستثمار المشترك بين «كنانة» للحلول الزراعية المتكاملة (كياس) للدخول في إنشاء مشروع مشترك لزراعة الفول السوداني في مساحة أولية تقدر بنحو 20 ألف فدان لترتفع إلى 100 ألف فدان بجانب مصنع لتكرير الزيوت مصاحب لذلك، وذكر أن الطرفين اتفقا في مذكرة التفاهم بحضور وفد فني من المجموعة للسودان للتباحث مع شركة «كياس» حول المنطقة المختارة لبداية العمل اعتبارا من العروة الصيفية القادمة وقال إن الشركة التي تم اختيارها بتزكية من بنك التنمية الصيني والذي يعد للاتفاق الإطاري مع شركة «كنانة» لتمويل هذه المشروعات، وأضاف أن الاجتماعات ستتواصل للتباحث مع صندوق الصين للتنمية في أفريقيا بحضور الرئيس عمر البشير للمشاركة في صندوق المحاصيل للاستثمار الزراعي بمبلغ 300 مليون دولار ويتوقع أن يصل الطرفان للاتفاق حول أطر مشاركة الصندوق حيث يتوقع من صندوق المحاصيل أن يقوم أيضا بتمويل الكثير من المشروعات منها مشروع سكر الرماش ومحطة كنانة للصادرات الزراعية ببورتسودان.