مدير «فيزا» الإقليمي لـ«الشرق الأوسط»: أنصح الدول العربية بالاستثمار في أفريقيا

أطلقت مبادرة للدفع الإلكتروني عبر الجوال وتختار القاهرة مركزا للتوسع في القارة

جيرالد هوكينز المدير الإقليمي لـ«فيزا» بأفريقيا («الشرق الأوسط»)
TT

دعا جيرالد هوكينز المدير الإقليمي لمؤسسة «فيزا» بأفريقيا، الدول العربية، خاصة الأفريقية منها، إلى زيادة استثماراتها داخل دول القرن الأفريقي، من واقع معدلات النمو المنتظرة في تلك القارة، التي تمثل 3 في المائة من حجم التجارة العالمية وامتلاكها 4 في المائة من الثروات المعدنية.

وقال هوكينز الذي يعد أحد كبار المسؤولين التنفيذيين لمؤسسة «فيزا» العالمية لـ«الشرق الأوسط»: «إن مصر مؤهلة لقيادة القارة الأفريقية خلال الفترة المقبلة، من خلال زيادة الاستثمارات والفرص الاقتصادية ودخول البنوك المصرية في تلك الأسواق، التي من المتوقع أن تتصاعد فيها معدلات النمو خلال السنوات الخمس المقبلة»، ورهن هوكينز تلك القيادة بترتيب الوضع الداخلي لمصر.

وأضاف هوكينز على هامش مشاركته مؤخرا ضمن وفد مجلس الأعمال الأميركي، الذي زار مصر وضم أكثر من 20 شركة أميركية «هناك رغبة لدى المسؤولين المصريين، تدفع الاقتصاد إلى معدل نمو جيد يسمح بتوفير عدد أكبر من فرص العمل للشباب، مع وجود تفاؤل يزيد من فرص الاستثمار خلال الفترة المقبلة».

وتوقع هوكينز أن تؤثر الاضطرابات السياسية على معدل النمو في دول مثل مصر وليبيا وتونس العام الحالي، لكنه قال: «سيكون تأثيرها منخفضا ومؤقتا، فمعدلات النمو في هذه الدول سيتزايد في السنوات المقبلة»، ويقدر هوكينز حجم النمو الذي تمثله أفريقيا خلال الفترة المقبلة من إجمالي عمل «فيزا» بنحو 20 في المائة، مطالبا البنوك المصرية والعربية، بمزيد من الاستثمار في الأسواق الأفريقية التي يعتبرها واعدة، وتقديم كافة الدعم والمساندة لها من خلال خبرة «فيزا» في تلك الأسواق.

وكشف مسؤول «فيزا» عن توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة السياحة المصرية تضمن استخدام العلامة التجارية لمصر في الترويج لها في الأسواق الخارجية، من خلال اتصال مباشر مع مئات الملايين من حاملي «فيزا» بشكل مباشر أو من خلال التعاون مع وسائل الإعلام العالمية علي الإنترنت ومنها مؤسسة «غوغل» العالمية، بهدف عودة المعدلات السياحية إلى طبيعتها في أقرب وقت، حيث تمثل السياحة 4 في المائة من الناتج القومي المصري، وتساهم في ربع النقد الأجنبي، الذي يعد دعامة أساسية للاحتياطي النقدي، وعودتها لطبيعتها تنعش كثيرا من الأنشطة الاقتصادية.

وقال:«مؤسسة (فيزا) يمكنها الدفع باتجاه عودة السياحة لمعدلاتها الطبيعية فور استقرار الأوضاع السياسية من خلال علاقتها بتلك الأسواق»، وكانت «فيزا» قد تبنت إعداد برامج سياحية عربية وأوروبية إلى السوق المصرية من خلال بروتوكول التعاون مع وزارة السياحة المصرية، مشيرا إلى أن باكورة التعاون سوف تركز على الأسواق العربية في مرحلتها الأولى.

وأضاف هوكينز: «هناك تأكيد للحفاظ على نهج اقتصاد السوق المفتوح المطبق في مصر، وهو ما لاحظه خلال زياراته الـ13 لمصر»، وأكد مسؤول «فيزا» أن «الاقتصاد المصري سيعود إلى معدله السابق الذي شهد معدل نمو جيدا بالمقارنة بعدد من الأسواق التي تأثرت بالأزمة المالية العالمية»، واستشهد هوكينز على ذلك بعودة حركة المرور في القاهرة وعودة السياحة الروسية خلال الفترة الماضية.

واستبعد هوكينز تأثر الاستثمارات الوافدة إلى مصر والدول العربية في شمال أفريقيا والتي شهدت اضطرابات سياسية في الفترة الماضية بالنظام والتيار السياسي الذي يحكم مستقبلا، مشيرا إلى أنه طالما وجدت فرص استثمارية ومعدلات نمو، فالمؤسسات المالية والاقتصادية، ونحن منها، تعمل في جميع المناطق والأسواق، رغم اختلاف النظم السياسية لتلك الدول.

ونفى هوكينز أن يكون الوفد الأميركي الذي زار مصر مؤخرا وضع شروطا للاستثمار في مصر، مؤكدا أن الهدف الأساسي كان كيفية المساعدة في عبور مصر المرحلة الحالية، وتقديم اقتراحات تخدم البنيان الاقتصادي والاستثماري المصري، الذي يعد واعدا وتسعى كثير من المؤسسات العالمية لدخوله خلال الفترة المقبلة، ويقدر حجم الاستثمارات الأميركية في مصر بنحو 7 مليارات دولار موزعة في 147 شركة لتحتل الولايات المتحدة المرتبة العاشرة بين استثمارات الدول الأجنبية في مصر التي تأتي المملكة العربية السعودية والإمارات على رأسها.

وقال هوكينز «إن من ضمن الملفات التي ناقشها الوفد الأميركي مع الحكومة المصرية دفع التجارة الحرة مع أميركا، وقانون الاتصالات المصري ومواضيع أخرى إيجابية تدفع إلى زيادة الاستثمار ونمو الاقتصاد». مؤكدا أن «هناك بنوكا ومؤسسات كبرى تسعى لدخول السوق المصرية خلال الفترة المقبلة».

ويعتبر هوكينز أفريقيا مركزا لانطلاق استثماري قوي، بسبب عدد السكان الذين يمثلون 15 في المائة من سكان العالم، والمستقبل الاقتصادي للمنطقة ومعدلات النمو وزيادة عدد الشباب، الذين يمثلون الشريحة الأكبر، وهم الأكثر قدرة على استخدام التكنولوجيا.

وأشار مسؤول «فيزا» إلى أن الاضطرابات السياسية في أفريقيا أكدت أهمية وجود واستخدام وسائل الدفع الإلكترونية، التي ساعدت مستخدميها على تلبية الاحتياج وقت الأزمة والخطر، وصعوبة حمل الأموال السائلة بكميات كبيرة.

كانت البنوك المصرية قد أوقفت العمل في جميع فروعها لمدة 3 أسابيع متصلة إبان الأسابيع الأولى لثورة «25 يناير» وكانت ماكينات الصرف الآلي الحل الوحيد أمام السكان للحصول على نقود تلبي الاحتياجات اليومية، وتابع: «اختارت (فيزا) مصر لتكون مركزا لتوسع نشاطها في منطقة أفريقيا لتخدم 19 دولة، من خلال زيادة الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، ومن خلال خبرات تنقل من السوق المصرية إلى تلك الدول، ضمن 5 مراكز رئيسية تخدم 40 دولة من إجمالي 50 دولة أفريقية تعمل فيها (فيزا)، لما لها من ثقل اقتصادي متوقع في قيادة المنطقة»، واختتم هوكينز قوله «تعتزم (فيزا) إطلاق مبادرة للدفع الإلكتروني عبر خدمات الهاتف الجوال خلال الـ18 شهرا المقبلة، لزيادة التعامل بتلك الآلية في أفريقيا لما تتوقعه المؤسسة من نمو كبير في هذه المنطقة».