مدير «الخطوط البريطانية» بالشرق الأوسط: اضطرابات الربيع العربي أثرت على عملياتنا

باولو دي رينسيز أكد لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنطقة تنافسية للغاية

تسعى الخطوط البريطانية إلى اقتطاع حصة من سوق الشرق الأوسط المتنامية خلال الفترة الحالية وفي الاطار باولو دي رينسيز («الشرق الأوسط»)
TT

شدد باولو دي رينسيز، المدير التجاري الإقليمي والمتحدث الرسمي باسم «الخطوط البريطانية» في الشرق الأوسط، على أن الاضطرابات السياسية في المنطقة أثرت على عمليات شركته، إلا أنه وصف ذلك التأثير بالبسيط، كاشفا عن أن رحلات الشركة إلى البحرين ستعود إلى جدولها الطبيعي. ولفت رينسيز إلى أن سوق الشرق الأوسط بشكل خاص هي سوق تنافسية للغاية، سواء مع ناقلات الشركات المحلية أو ناقلات شركات الطيران الأوروبية الأخرى، لافتا في حوار مع «الشرق الأوسط» إلى أن ارتفاع أسعار الوقود أثر بشكل مباشر على أرباح الشركة، الأمر الذي كان لا بد معه من تمرير تلك الزيادة على شكل رسوم إضافية يتحملها المسافر، في الوقت الذي تمثل فيه تكلفة الوقود قرابة 35 في المائة من التكلفة الإجمالية، كما كشف عن عدد من القضايا المتعلقة بقطاع الطيران الدولي في الحوار التالي

* ما هي خططكم لتطوير أعمالكم خلال الفترة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط؟

- يمثل الشرق الأوسط سوقا مهمة لـ«الخطوط الجوية البريطانية»، حيث كان شهر يونيو (حزيران) 2011 ذكرى إتمامنا عامين على إعادة استئناف رحلاتنا إلى السعودية، ونسير حاليا 5 رحلات أسبوعية من كل من الرياض وجدة، وسوف يزيد عدد الرحلات في فصل الشتاء في الرياض إلى 6 رحلات أسبوعيا. كما أننا نعمل على تسيير رحلتين يوميا من دبي مستخدمين طائرتي «بوينغ 747» و«بوينغ 777»، مما يعني زيادة كبيرة في خدمة هذا الطريق، كما نقوم بإجراء الكثير من التحسينات على الصالات المخصصة للانتظار والموجودة في مطار دبي الدولي، مما سيساعد عملاءنا على الاسترخاء والراحة قبل بدء رحلتهم، ومنذ انطلاقنا للعمل من مطار هيثرو في لندن، مقرنا الرئيسي لمدة تتجاوز ثلاث سنوات، شهدنا تحسنا كبيرا في تجربة العملاء في ما يخص الدقة في انطلاق الرحلات وتسليم الأمتعة ورضا العميل بشكل كلي، وفي نهاية شهر يونيو تم افتتاح المبنى الفرعي «T5C» التابع لمبنى الركاب رقم 5 في مطار «هيثرو» في لندن، وهو المبنى المخصص للمسافرين على رحلات الشركة، مما يعني أن 95 في المائة من العملاء سوف يمكنهم الوصول إلى طائراتهم مشيا من دون الحاجة إلى استقلال الحافلة، عن طريق الأرصفة المخصصة، وستتاح لهم فرصة الاستفادة من رحابة المساحة المخصصة والمرافق المتوافرة، كما سيساعد ذلك على ضمان تيسير جميع مراحل رحلة المسافر.

* كيف أثرت الاضطرابات السياسية التي تعيشها المنطقة على مبيعاتكم فيها؟

- كان للأوضاع السياسية والاضطرابات في الشرق الأوسط تأثير بسيط على عملياتنا، حيث كنا نسير رحلاتنا من وإلى البحرين في إطار جدول زمني مراقب لفترة من الزمن، لكن يسعدني أن أعلن أن رحلاتنا إلى البحرين تعود لوضعها الطبيعي.

* كيف ترى المنافسة بينكم وبين شركات الطيران العاملة في المنطقة؟

- إننا نرحب دائما بالمنافسة عندما تكون على المستوى المطلوب. وكمبتكرين في مجال صناعة الطيران يشرفنا أن نقول إننا أول من وضع معايير السرير المسطح في كل من الدرجة الأولى ودرجة الأعمال. إن مقصورة الدرجة الأولى هي في غاية الأهمية في المنطقة، وقد تم تزويد 50 في المائة من أسطول المسافات الطويلة بالمقاعد الجديدة، وإنني سعيد لأن عملاء المنطقة قد تمكنوا من تجربة المقصورة الجديدة. ومنذ إطلاق المقصورة الجديدة الأولى شهدنا زيادة قدرها أكثر من 10 في المائة في مجمل مستويات رضا العملاء، بالإضافة إلى ذلك فإن الزبائن راضون 100 في المائة في السفر الأول في هذه المقصورة، حيث يمكنهم التمتع براحة المقاعد والقدرة على النوم، وكشركة منطلقة بعملاء نبحث دائما عن سبل لتحسين ما نقدمه لهم والحفاظ عليهم للقدرة على مواكبة المنافسة.وسوق الشرق الأوسط بشكل خاص هي سوق تنافسية للغاية، سواء مع ناقلات الشركات المحلية أو ناقلات شركات الطيران الأوروبية الأخرى، ونحن مرتاحون جدا في التنافس مع كلتيهما.

* ما مدى تأثركم بارتفاع أسعار الوقود؟

- كما هو الحال مع باقي شركات الطيران، فقد أثر ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير على أرباحنا، حيث تكلفة الوقود تمثل ثلث التكلفة الإجمالية، وكان لا بد من تمرير بعض هذه الزيادات على شكل رسوم إضافية يتحملها المسافر، ومع ذلك تبقى أسعار رحلات الخطوط الجوية البريطانية منافسة مقارنة مع غيرها. وفي الوقت الراهن تبقى هذه الرسوم الإضافية قيد المراقبة والمراجعة المستمرة.

* تعتبر مدينة لندن من أهم المحطات للمسافرين من وإلى منطقة الشرق الأوسط، هل تعتبر الأسعار التي تقدمونها مشجعة للسياح أو رجال الأعمال؟

- باعتبارنا مبتكرين في صناعة الطيران وضعنا معايير الأسرة المسطحة في مقصورة الدرجة الأولى ورجال الأعمال. ونعمل على تقديم منتجات ذات جودة عالية وحائزة للعديد من الجوائز بقيمة أكبر من المبلغ المدفوع للحصول عليها. ونعمل على مراقبة السوق بشكل مستمر للتعرف على احتياجات العملاء وتصميم خدماتنا وتسعيرها انطلاقا من حاجاتهم. كما أن برنامج الولاء الخاص بالشركات الصغيرة على درجة رجال الأعمال يسمح لهم بتوفير المال والحصول على مكافآت على شكل نقاط يمكن استخدامها لربح رحلات مجانية أو إقامة مجانية في بعض الفنادق ورفع بطاقة الرحلة إلى الدرجة الأعلى.. وتتيح في الوقت نفسه كسب نقاط على المستوى الشخصي لأعضاء النادي الخاص بنا.

* توقعت منظمة الإياتا انخفاضا للأرباح في 2011 بأكثر من النصف لشركات الطيران مع تأثر تعافي القطاع بأسعار النفط المرتفعة والاضطرابات في اليابان وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، ما رأيكم؟

- يمثل الوقود ثلث تكاليفنا الكلية خاصة في حالات الرحلات الطويلة، ومع ذلك تعتبر أسعار الخطوط الجوية البريطانية أسعارا تنافسية، وفي الوقت الراهن نبقي رسوم ارتفاع أسعار الوقود مع إخضاع هذه الرسوم للرقابة المستمرة. ونحن واعون تماما بالضغوط الاقتصادية التي يواجهها عملاؤنا نتيجة زيادة رسوم الوقود، لذلك نتحمل معظم هذه الزيادة لإبقاء الرسوم التي يتحملها العميل في أدنى مستوى لها.

* ما هي العوامل التي يمكن أن تساعد القطاع على تحقيق معدلات نمو أعلى خلال الفترة المقبلة؟

- نستثمر بشكل كبير في تجربة العميل سواء على الأرض أو في الجو، وقد أكملنا البرنامج الذي كلفنا 300 مليون جنيه إسترليني لتطوير مقصورة «وورلد كلوب» لطبقة رجال الأعمال، وهذا العام سنعمل على استثمار 100 مليون جنيه إسترليني في المقصورة الأولى الجديدة التي من المقرر أن تنتهي في ربيع 2012. وقد أعلنا للتو عن افتتاح المبنى الفرعي «T5C» لمطار هيثرو في لندن لتحسين تجربة العملاء. كما أننا نقوم بعرض مقصورة جديدة للدرجة الاقتصادية والاقتصادية الأولى على بعض طائرات الرحلات الطويلة المزودة بنظام فيديو صوتي جديد مطور من قبل طاليس لزيادة المتعة على متن هذه الرحلات. وشهدنا أيضا دخول 3 طائرات «بوينغ 300 – 777» اعتبارا من عام 2010، وسنتسلم 3 في السنة المقبلة جنبا إلى جنب مع طلب 12 طائرة «A380» و24 طائرة «بوينغ 787». وفي الطلبية هناك خيار لطلب 25 طائرة جديدة في المجموع. وستساعدنا هذه الطائرات الجديدة على تحقيق هدفنا المتمثل في تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50 في المائة.

* هناك من يشير إلى أنكم تسعون إلى جذب المسافرين السياح من وإلى منطقة الشرق الأوسط من خلال الطائرات الجديدة المتجهة إلى لندن، في حين أن الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة لا تكون بنفس التميز الذي عليه طائراتكم في الخط السابق..

- إن هذه المعلومات غير صحيحة، حيث تعتبر سوق الولايات المتحدة من أكبر أسواقنا، وأؤكد أن الطائرات التي تحلق فوق المحيط الأطلسي هي على نفس المستوى من الأداء والجودة مقارنة مع الطائرات المسيرة في باقي شبكتنا، وإنني على ثقة تامة بأننا نسير النوع المناسب من الطائرات لخدمة هذا الخط، وهذا ما يؤكده عدد الحجوزات في هذه الطائرات، كما أنه تم خلال السنة الماضية تسلم طلبية لثلاث طائرات من نوع «بوينغ 300 – 777»، وقد ظهرت هذه الطائرات بشكل منتظم لخدمة خط الولايات المتحدة الأميركية، كما أن تحالفنا مع «الخطوط الجوية الأميركية» يتيح للعملاء إمكانية الحصول على عروض رحلات ذات أسعار مخفضة واختيار الخطوط الأكثر ملاءمة لهم، مع إمكانية الوصول إلى شبكة عالمية مكونة من 500 وجهة. كما أن هذا العمل المشترك يعمل على تعظيم قيمة المكافآت للمسافرين الدائمين، حيث سيمكنهم من كسب أميال واستخدامها على متن رحلات «الخطوط الجوية البريطانية» و«الخطوط الجوية الأميركية» المحلقة عبر المحيط الأطلسي.

* كيف كانت نتائج الشركة خلال الفترة الماضية، وهل تتوقعون أن تحققوا نتائج أفضل خلال العام الحالي 2011؟

- قدمت مجموعتنا القابضة «مجموعة الخطوط الجوية الدولية» نتائج الربع الأول لسنة2011، ويسرني القول بأنها أظهرت زيادة في إيرادات المجموعة على المستوى العالمي ككل بمعدل 15.4 في المائة مقارنة مع نتيجة الربع الأول في العام السابق، وتجدر الإشارة إلى أننا لا نقوم بتزويد معلومات عن تراجع الأداء لكل منطقة على حدة، حيث يعتبر ذلك حساسا تجاريا، وتوقعات الحجوزات المستقبلية يتم التنبؤ بها للمجموعة ككل. ونسعى دائما إلى البحث عن فرص جدية وخدمة أسواق أكبر.

* هل أصبحت تكاليف السفر عالية حتى إن شركات الطيران لا تستطيع أن تحقق أرباحا، وما هو مصدر التكلفة الأعلى؟

- يمثل الوقود ثلث تكاليفنا الكلية خاصة في حالات الرحلات الطويلة، وتكلفته تتجاوز 9 ملايين جنيه إسترليني يوميا، وقد وجهنا زيادة في سعر وقود الطائرات بنسبة 17 في المائة منذ شهر فبراير (شباط) هذا العام. ومع ذلك تعتبر أسعار «الخطوط الجوية البريطانية» أسعارا تنافسية، وفي الوقت الراهن نبقي رسوم ارتفاع أسعار الوقود مع إخضاع هذه الرسوم للرقابة المستمرة.

* لماذا تشهد بعض شركات الطيران الأوروبية إضرابا عن العمل من قبل الموظفين وتعطيلا لتشغيل الطائرات؟

- لا نستطيع التحدث نيابة عن شركات الطيران الأخرى، لكن من جهتنا نستطيع أن نؤكد أن طاقمنا الذي يشتهر بخبرته ومهنيته العالية سيحرص على تقديم أعلى مستويات الخدمة على متن رحلاتنا. ويسعدني القول إنه لن تكون هناك أي إضرابات مستقبلية، حيث تم التوصل إلى اتفاق مع اتحاد «يونيت» يتضمن اعترافا من قبله بأن التغييرات التي أجرتها «الخطوط الجوية البريطانية» في هيكل الاقتصاد في التكاليف المتعلقة بعمليات الطاقم تعتبر دائمة، كما تم الاتفاق على التغييرات التي ستسهم في تطوير علاقتنا مع الطاقم وتضمن عدم حصول أي إضرابات مستقبلية.

* ما هي الخطط المزمع تنفيذها من قبل شركة «الخطوط البريطانية» خلال الفترة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط؟

- نحن نسير 15 رحلة أسبوعيا بشكل مباشر ومن دون توقف من لندن وهيثرو إلى كل من الرياض وجدة. وسوف نرى في فصل الشتاء زيادة في عدد الرحلات المسيرة من الرياض من 5 إلى 6 أسبوعيا من الأحد إلى الجمعة. أما عدد رحلات جدة فسيبقى 5 رحلات أسبوعيا. ونحن نبحث باستمرار عن فرص جديدة لتوسيع شبكتنا وخدمة عملائنا بشكل فعال. وعلى الرغم من أننا لم نقم بإضافة خطوط جديدة فإننا نتطلع لزيادة خدمتنا للشرق الأوسط، وسوف نفعل ذلك من خلال استخدام طائرات أكبر وخدمات أكثر، وبالإضافة إلى الخدمات الخاصة بنا فقد بدأنا اتفاقية الرمز المشترك مع شريكنا «ايبيريا». وقد قربت علاقة العمل هذه أميركا اللاتينية لعملاء «الخطوط الجوية البريطانية» والشرق الأوسط للمسافرين على خطوط «ايبيريا». وقد وضعت شركة «الخطوط الجوية البريطانية» رمزها على الرحلات الجوية بين مدريد وايبيريا سان خوسيه (كوستاريكا)، وبنما سيتي، في حين زادت «ايبيريا» رمزها على رحلات «الخطوط الجوية البريطانية» إلى الرياض وجدة والبحرين والدوحة وأبوظبي ودبي والكويت ومسقط. وهذا يعني أنه يمكن للعملاء الحجز بسلاسة على أي من الخطوط الجوية في المدى الطويل، ونحن نبحث دائما عن فرص جديدة، ونراقب السوق بشكل مستمر وسنقوم بإدخال وزيادة بعض الخدمات عليها حيث إنها مجدية تجاريا للقيام بذلك.