السعودية: ارتفاع الأسعار يطال «الثوب» بزيادة تصل إلى 30%

متعاملون يؤكدون أن الأسباب تعود لارتفاع أسعار القماش

يقبل السعوديون على تفصيل الثياب الجديدة في موسم الإجازات مع كثرة المناسبات فيها (خالد الخميس)
TT

مع حلول الإجازة الصيفية التي تكثر فيها المناسبات الاجتماعية على اختلافها، وكثرة مناسبات الزواج التي باتت السعودية تشهدها كل عام، شهدت سوق الملابس الرجالية وبالتحديد الثوب - اللباس الرسمي في السعودية - ارتفاعا بنسب تتراوح ما بين 15 و30 في المائة خلال الفترة الحالية.

وشهدت محلات تفصيل الثياب الرجالية في العاصمة السعودية، الرياض، خلال الأسبوعين الماضيين، ازدحاما مع قرب شهر رمضان وعيد الفطر، ودخول الإجازة الصيفية، وتنوع المناسبات التي تجبر الكثير على اقتناء الزي السعودي.

وتتنوع الثياب الرجالية في الشكل وبلد الصناعة والقيمة التي تختلف عن بعضها بعضا، حيث يعتمد تسعير الثوب على سعر القماش وحجمه، إضافة إلى نوع تفصيله.

وبين ناصر راشد، متخصص في تفصيل الملابس الرجالية، أن مواسم الإجازات التي تكثر بها مناسبات الزواج هي الوقت المربح لمعظم المحلات التجارية لتفصيل الثياب الرجالية، التي غالبا ما تكون في حالة ركود خلال الأشهر الماضية، وما إن تقترب هذه الأوقات حتى يتهافت علينا المستهلكون من كل جهة.

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الأقمشة عالميا كان عاملا أساسيا في ارتفاع الأسعار وخاصة من اليابان التي تعتبر المورد الأساسي للسوق السعودية، مع ارتفاع أسعار الشحن التي أرهقت كاهل المستثمرين. وأكدوا أن أسعار الأقمشة شهدت ارتفاعا ملحوظا مقارنة بأسعار العام الماضي، حيث قفزت الخامة المتوسطة إلى 180 ريالا (48 دولارا) مقابل 120 ريالا (32 دولارا) في العام الماضي، في حين ارتفعت قيمة الخامات الجيدة لتصل إلى 320 ريالا (85 دولارا) مقابل 460 ريالا (122 دولارا) خلال هذه السنة. وقال أحمد محمد، أحد العاملين في مجال تفصيل الملابس الرجالية، إن أسعار تفصيل الثياب تعتمد أسعارها على نوع القماش المصنوع والقطن الطبيعي في تحديد السعر، مضيفا أن هناك أنواعا من الأقمشة منها الصناعية والطبيعية، وهي القماش الإيطالي والإسباني، وهي التي تعد أغلى أنواع الأقمشة الثياب الرجالية، وتبدأ الأسعار من 40 ريالا (10.6 دولار) وحتى 150 ريالا (40 دولارا) للمتر الواحد، بينما يشكل سعر الثوب الواحد للشخص المتوسط من 300 ريال (80 دولارا) إلى 600 ريال (160 دولارا) حسب القماش الذي يتم اختياره.

وزاد محمد: «هناك أقمشة يابانية وكورية، وأقمشة صينية وتايوانية، وغالبا ما تبدأ حسب المتر الواحد، الذي يبدأ من 5 ريالات (1.3 دولار) وحتى 40 ريالا (10.4 دولار)، فيما يشكل سعر الثوب الواحد للشخص المتوسط من 90 ريالا (24 دولارا) حتى 200 ريال (53 دولارا).

ويؤكد عمر ناصر، مالك لمحل متخصص في بيع الأقمشة الرجالية أن القماش الياباني يعد القماش المطلوب في السوق من قبل غالبية الأشخاص، وهو القماش الذي يستحوذ على نسبة كبيرة في السوق السعودية، وتتراوح أسعاره ما بين 150 ريالا (40 دولارا) و220 ريالا (58.6 دولار) للثوب الواحد، وبعد ذلك يأتي القماش الكوري ويتراوح سعره ما بين 110 ريالات (29.3 دولار) إلى 170 ريالا (45.3 دولار)، ثم الإندونيسي مابين 100 ريال (26.6 دولار) وحتى 110 ريالات (29.3 دولار) تقريبا، ثم التايلندي في حدود 70 ريالا (18.6 دولار) إلى 100 ريال (26.6 دولار)، مؤكدين أنه كلما زاد الطلب زاد السعر، مضيفا أن الأقمشة الأجنبية أقل طلبا من اليابانية في السوق لارتفاع أسعارها.

ويلمس عماد عبد الله، العامل في القطاع المصرفي، وأحد رواد محلات تفصيل الثياب، ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة في أسعار تفصيل الثياب الرجالية إلى ما يقارب 50 في المائة، خصوصا في الإجازة الصيفية التي تكثر بها مناسبات الأفراح التي تفرض اقتناء ثياب جديدة.

وشهد الزي السعودي الرسمي بعض التغييرات التي قبلها البعض من باب التغيير والتجديد؛ حيث بات يُطلق عليها «الثياب الكاجول» التي ظهرت أخيرا مطرزة تارة بأشكال زخرفية، وتارة أخرى بأشكال أضفت على الثوب السعودي نوعا من الجمالية، وفق نظرة البعض الآخر المؤيد لدخول هذا النمط التقليدي من التغيير، ويبن أحد المصممين أن أسعار تلك الثياب تبدأ من 450 ريالا (120 دولارا) وحتى 1200 ريال (320 دولارا).