قل على الصناعة الخليجية السلام

سعود الأحمد

TT

في مقال الأسبوع الماضي، الذي كان بعنوان «إلى من يهاجمون الغزال»، وجهت رسالة تدعو إلى دعم ومساندة مبادرات صناعة السيارات الخليجية، ملقيا الضوء على تجربة سيارات غزال، كونها ولدت في أحضان جامعة عريقة، وأنها مبادرة تحتاج لدعم كبار رجال الأعمال المتخصصين في الصناعة، ومن المؤسسات المالية، وقرارات حكومية إيجابية كإعطائها امتياز سيارات الأجرة.. حتى تقف هذه الصناعة على رجليها.

وبحكم أننا، كدول خليجية، بحاجة إلى تأسيس مشاريع صناعية استراتيجية نعتمد عليها في المستقبل، فإنه مهما قدمنا لها تضحيات «مؤلمة»، فإن ذلك سيعود على اقتصاداتنا وشعوبنا بالنفع. ورويت شيئا من قصة كفاح ونجاح سيارات «هيونداي» الكورية، على يد الأخوين يونغ وسي ويونغ شونغ، منذ أسسا شركة «هيونداي موتورز» بمشاركة شركة «فورد» في عام 1967. تصوروا ما ردود فعل رجال الأعمال على المقال.. اتصل بي صديق عزيز بمنصب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات صناعية، عضو في جهة معنية بالتجارة والصناعة.. ذكرتني مكالمته بقصة طريفة حصلت لأحد صغار المستثمرين تقول: إن أحد المستثمرين بدأ مشروع ألعاب إلكترونية كفكرة جديدة آنذاك.. وفي البداية انطلق المشروع بنجاح منقطع النظير.. لكن المنافسة كثرت من حوله بمحلات مماثلة بعدد كبير! يقول: عرفت أن المشروع مقبل على خسارة لي ولجيراني بسبب التزاحم لتقديم الخدمة نفسها في مكان واحد! ولم أجد وسيلة لبيع المعدات فقررت عرض المحل للإيجار وكتبت عليه «المحل للإجار».. وبعد مدة وردتني مكالمة (فرحت بها كثيرا، معتقدا أنه سوف يستأجر المحل).. وإذا به مدرس لغة عربية، يريد أن يصحح كلمة إجار لغويا. وأن الصحيح إيجار؛ لأن كلمة أجار فلانا تعني حماه من عدوه، وكما في قول العامة «أجارك الله»، وأن الكلمة لها استخدامات كثيرة، لكنها لا تعني المقصود، والتأجير هو اللفظ الأصوب لغويا! يقول: عرفت أن المشروع ليس له مشترٍ، فبعت معدته في حراج الخردة (ابن قاسم) وسلمت المحل لصاحب العمارة! وهذا ما حصل بالفعل من مكالمة رجل الأعمال التي وردتني؛ حيث لم يتم التطرق لموضوع دعم صناعة السيارات أو غيرها من الصناعات! واقتصر الحديث على تصحيح عبارة الهيئة السعودية للصناعات الأساسية، إلى الاسم الصحيح، وهو الشركة السعودية للصناعات الأساسية.. فشكرا لهذا التصحيح.

وسؤالي للمعنيين خليجيا: ما أخبار دعم صناعة السيارات مثل مشروع «غزال»؟! متى ستكون لدينا سيارات صناعة خليجية تغطي جزءا من طلب أسواقنا المحلية، أم لعلها القناعة التي أرجو ألا نصل إليها، بأن رواد الصناعة لدينا يسعون لتضخيم ثرواتهم، ولذلك فهم يبحثون عن المشاريع ذات العائد الأكبر والسريع لأنفسهم وأسرهم من بعدهم؟! فإذا كنا كذلك فقل على الصناعة الخليجية السلام.

* كاتب ومحلل مالي