محاولات لمعالجة «قنبلة الديون» وسط اقتراحات متعددة وخلافات متجذرة

بلجيكا دعت إلى تعيين وزير مالية موحد لمنطقة اليورو

TT

قال ديدير رايندرز، القائم بأعمال وزير المالية البلجيكي، أمس (الأربعاء)، إنه يتعين على زعماء الدول الأعضاء في منطقة اليورو (17 دولة)، المقرر أن يلتقوا في بروكسل اليوم (الخميس)، الموافقة على تعيين وزير مالية واحد لمنطقة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو). ومن المتوقع أن توافق قمة اليورو على حزمة إنقاذ ثانية لليونان، حيث ستحدد الطريقة التي من المتوقع أن تسهم بها بنوك القطاع الخاص فيها. وقال رايندرز في مقابلة مع صحيفة «لوسوار» البلجيكية، إن القمة يجب أن تتحرك لأبعد من المسائل الفنية وتعزز عملية الاندماج الأوروبي. ويشار إلى أن لجنة وزراء مالية منطقة اليورو «يورو غروب» (مجموعة اليورو) لها رئيس، وهو رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يانكر. وقال رايندرز، إن هناك حاجة إلى شخصية أكثر قوة. وأوضح أنه يتعين حصول وزير المالية المقترح لمنطقة اليورو على بعض الموارد. وينبغي بالتالي أن يكون قادرا على إصدار توصيات، وفرض عقوبات، في حال تعرضت للانتهاك. وكان رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أول من اقترح هذا المنصب في كلمة له الشهر الماضي، مشيرا إلى أنه هدف للأجل البعيد. وقال رايندرز إنه «ينبغي أن يكون وزير مالية (منطقة اليورو).. مسؤولا عن خزانة. وبكلمات أخرى، ينبغي أن يكون قادرا على إصدار سندات يورو». ومن شأن إصدار سندات يورو مشتركة أن يلغي فروق المخاطر بين ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، والدول الأعضاء التي تعاني أزمة سيولة نقدية مثل اليونان ما يضمن لها دخول أسواق رخيصة لتمويل ديونها. وحذر صندوق النقد الدولي دول منطقة اليورو من التباطؤ في حل أزمة الديون، ودعا إلى مزيد من التكامل الاقتصادي بين دولها لتفادي السقوط في هاوية أزمة الديون. وقال إن التكامل بين دول منطقة اليورو يجب أن يتضمن نظاما موحدا لإنقاذ البنوك وتوحيد نظام الضرائب. وتخوض دول منطقة اليورو سباقا مع الزمن للتوصل إلى اتفاق حول وسائل حل أزمة الديون، إذ شهدت برلين أمس (الأربعاء)، لقاء بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمهيدا لقمة تعقد غدا في هذا الشأن. وفي أثينا قال الناطق باسم الحكومة اليونانية إيلياس موسيالوس الأربعاء «لدينا (الخميس) قمة حاسمة لمستقبل البلاد وأوروبا». من جهته، أكد وزير مالية لوكسمبورغ لوك فريدن لصحيفة «فرانكفورتر آلغماينه تسايتونغ» الألمانية، أن «الأمر يتعلق باستقرار منطقة اليورو وبالمشروع الأوروبي كله».

وتأمل أسواق المال التي تهز منطقة اليورو منذ أسابيع في رد حازم يذهب أبعد من الخطة الثانية لإنقاذ اليونان التي تجري دراستها. وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من آثار أزمة الديون الأوروبية التي قد تكون مدمرة لاقتصادها. وتتوجه الأنظار إلى برلين التي لا تريد دفع ثمن خطأ الآخرين. وفي مؤشر على أن الخلافات التي ما زالت قائمة، قرر ساركوزي التوجه إلى برلين للقاء ميركل من أجل تحريك الوضع. وتتعلق المحادثات بالتوصل إلى حل بشأن مشاركة المصارف في الخطة الثانية لمساعدة اليونان. وتطالب ألمانيا التي تخشى عجزها عن تمرير دفع قروض أخرى بسبب معارضة رأيها العام، بهذه المساهمة. لكن هذا الاقتراح يقسم الأوروبيين الذي يخشون عجزا لا يمكن السيطرة عليه ويعارضه المصرف المركزي الأوروبي الذي يرى فيه تخلفا جزئيا أو كاملا من اليونان في سداد ديونها.

وفرضية كهذه ستجبر المصرف المركزي الألماني على عدم قبول سندات اليونان كضمانة لإقراض المصارف أموالا. وهذا سيجبر الحكومات على أن تمول بنفسها النظام المصرفي لليونان وغيرها.

واعترف وزير الاقتصاد الفرنسي فرنسوا باروان الأربعاء بأن درجة مشاركة القطاع الخاص تثير جدلا بين برلين وباريس، لكنه أشار إلى «تطابق كبير في وجهات النظر» حول ضرورة جعل «الديون اليونانية قابلة للدعم» من قبل البلدين. وأضاف باروان «نحن متفقون على الهدف ومتفقون على الوسيلة ومتفقون على جدول زمني ضيق جدا ولا نريد إعادة جدولة للديون اليونانية التي تعني للمضاربين انتصارا على طبق من فضة». ويعقد الأوروبيون اجتماعهم تحت ضغط كبير من الخارج. فقد أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالا هاتفيا مع ميركل. وقال البيت الأبيض إن «الرئيس تحدث هاتفيا هذا الصباح مع المستشارة أنجيلا ميركل في مسألة أزمة منطقة اليورو» قبل قمة قادة دول الاتحاد النقدي الخميس.

وأضاف أنهما «اتفقا على أهمية معالجة هذه الأزمة بشكل فعال لدعم النهوض الاقتصادي في أوروبا، وكذلك الاقتصاد العالمي».

من جهته، أعلن صندوق النقد الدولي الذي أطلق تحذيرات للأوروبيين أمس، أن مديرته العامة الجديدة الفرنسية كريستين لاغارد ستحضر القمة الأوروبية.

ويفترض أن ينجز قادة منطقة اليورو الذين سيجتمعون اليوم في قمة استثنائية، خطة جديدة لإنقاذ اليونان في الأيام المقبلة لتجنب انتقال عدوى الأزمة إلى بلدان أخرى. وقالت الحكومة الألمانية في برلين أمس إنها تتوقع أن يتوصل القادة الأوروبيون في قمة الخميس إلى «نتيجة جيدة» تؤدي إلى «تهدئة» الأزمة في اليونان التي تواجه خطر الإفلاس. من جهتها، صرحت وزيرة المالية الفرنسية فاليري بيكريس بأن فرنسا «تأمل» في أن يتم تبني الخطة الجديدة لمساعدة اليونان التي تجري مناقشتها، خلال القمة.

إلى ذلك، قال ديدير رايندرز، القائم بأعمال وزير المالية البلجيكي، أمس (الأربعاء)، إنه يتعين على زعماء الدول الأعضاء في منطقة اليورو (17 دولة) المقرر أن يلتقوا في بروكسل اليوم (الخميس)، الموافقة على تعيين وزير مالية واحد لمنطقة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو). ومن المتوقع أن توافق قمة اليورو على حزمة إنقاذ ثانية لليونان، حيث ستحدد الطريقة التي من المتوقع أن تسهم بها بنوك القطاع الخاص فيها.