أسواق الأسهم تترنح تبعا للكمات «ديون واشنطن وبروكسل»

المستثمرون فقدوا «بوصلة التوجيه»

جانب من تداولات بورصة وول ستريت (أ. ب)
TT

تحت لكمات الديون المتواصلة في منطقة اليورو وأميركا، تترنح أسواق المال العالمية ويفقد المستثمرون القدرة على اتخاذ القرار وقراءة التوجهات. فبينما ارتفعت سوق «وول ستريت» بمعدل كبير، أول من أمس، عادت، أمس، للانخفاض في بداية التعاملات. ولا يوجد تفسير مقنع لهذا الانخفاض بعد صدور أنباء سارة عن احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن رفع سقف الدين القومي، سوى أن الأمر لا يعدو أن يكون جني أرباح. وفي أسواق الصرف ارتفع سعر اليورو؛ حيث صعد اليورو أمام الدولار وسط تفاؤل المستثمرين بشأن توصل القادة الأوروبيين إلى صفقة من نوع ما لتخفيف مشاكل ديون اليونان في قمة هذا الأسبوع، لكنهم أبدوا تشككا من أن يهدئ ذلك من مخاوف اتساع نطاق الأزمة. وارتفع اليورو 0.3% مقابل الدولار إلى 1.4198 دولار، لكن من المتوقع أن تكون المكاسب محدودة، وهو ما يجعله يدور في نطاق قرب المستوى المرتفع الذي سجله الأسبوع الماضي قرب 1.4283 دولار. وارتفع اليورو على الرغم من تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قللت فيها من التوقعات بأن تسفر قمة اليوم الطارئة عن حل شامل لأزمة ديون اليونان بقولها إن هناك حاجة لمزيد من الإجراءات. لكن اليورو استمد دعما من تصريحات وزراء فرنسيين قالوا إن القادة الأوروبيين أقل انقساما مما تصوره وسائل الإعلام، ومن المرجح أن يتوصلوا لاتفاق خلال القمة يخفف مشاكل ديون اليونان. كما استمد اليورو قوته كذلك من تصريحات وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي التي أكد فيها أن بلاده لن تسمح بانهيار العملة الأوروبية المشتركة (اليورو). وقال فسترفيلي، أمس الأربعاء، في برلين: «فرنسا وألمانيا لن تسمحا بانهيار أوروبا أو اليورو». وذكر فسترفيلي أنه ينتظر من القمة الطارئة التي ستعقد اليوم الخميس في بروكسل لمناقشة أزمة اليورو «إشارة واضحة موالية لأوروبا»، معتبرا هذه القضية «مسألة مصيرية بالنسبة لقارة أوروبا». وفي سياق متصل، وصف فسترفيلي اليورو بأنه «ضمان الرخاء» في أوروبا، مشددا على ضرورة عدم نسيان قيمة هذه العملة في عصر العولمة، وقال: «عندما نسأل عن التكاليف ينبغي أن نسأل أيضا عن قيمة الشيء. استقرار اليورو لا يصب في المصلحة الأوروبية فقط، بل أيضا في مصلحة كل الأشياء وفي المصلحة الألمانية في المقام الأول».

وفي سوق المعادن النفيسة، واصل الذهب تراجعه، أمس، عن المستويات القياسية المرتفعة التي سجلها الجلسة الماضية؛ إذ هدأت السوق بعض الشيء بفعل آمال في نتيجة إيجابية لقمة منطقة اليورو، اليوم الخميس، وبوادر على إحراز تقدم في محادثات بشأن سقف الدين الأميركي. وانخفض الذهب في السوق الفورية 0.1% إلى 1586.56 دولار للأوقية «الأونصة» بحلول الساعة 0913 بتوقيت غرينتش. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم أغسطس (آب) 13.90 دولار للأوقية إلى 1587.20 دولار.

ودفعت مخاوف بشأن ديون منطقة اليورو إلى جانب أزمة ديون تلوح في الأفق في الولايات المتحدة موجة صعود لأسعار الذهب استمرت 11 جلسة حتى يوم الاثنين وهي أطول موجة صعود للمعدن في 4 عقود وشهدت تسجيل رقم قياسي مرتفع عند 1609.11 دولار للأوقية. وتراجع المعدن النفيس نحو 1% في نصف ساعة في أواخر جلسة الثلاثاء بعدما أيد الرئيس الأميركي باراك أوباما جهود مجموعة من أعضاء الحزبين بمجلس الشيوخ للتفاوض بشأن خطة جديدة لخفض العجز بهدف تفادي التخلف عن سداد ديون. وبلغت الفضة 38.79 دولار للأوقية مقارنة مع 38.96 دولار، في حين ارتفع البلاتين في السوق الفورية إلى 1763 دولارا للأوقية من 1762.49 دولار وزاد البلاديوم إلى 786.72 دولار للأوقية مقارنة مع 785.40 دولار.

ارتفعت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة أمس الأربعاء معززة مكاسب الجلسة السابقة إثر ارتفاع حاد في إغلاق وول ستريت أول من أمس، مدعومة بآمال أن يحول اتفاق على الميزانية دون عجز الولايات المتحدة عن سداد ديون، إضافة إلى نتائج أعمال قوية. وبحلول الساعة 0707 بتوقيت غرينتش ارتفع مؤشر «يوروفرست 300» 0.5% إلى 1082.28 نقطة بعد صعوده 0.8% في الجلسة السابقة.

وارتفعت الأسهم على نطاق واسع. وارتفع مؤشر ستوكس 600 لقطاع البنوك الأوروبي 1.4%، مع مواصلة القطاع ذي الثقل مكاسبه لليوم الثاني بعد تراجعات حادة في أعقاب اختبارات تحمل. وقال لوثار منتل، مدير الاستثمار بشركة «أوكتوبوس إنفستمنتس»، التي تدير 4 مليارات دولار: «من المهم أن نبرة أكثر إيجابية بعض الشيء تصدر عن الكونغرس على الأقل لتفادي مشكلة فورية في سقف ديونهم». وأضاف: «نتحرك داخل نطاق التداول مدفوعين بأنباء طيبة وأخرى سيئة. موسم نتائج أعمال الشركات الأميركية سيكون محفزا إيجابيا وسيمنحنا رؤية أفضل قياسا إلى المخاوف وبواعث القلق إزاء أزمة ديون منطقة اليورو.