السعودية تكشف عن بدء الإنتاج من أول حقل غاز غير مصاحب للنفط

بكمية 120 مليون قدم مكعب يوميا.. وخبير يؤكد أن الإنتاج سيسهم في دعم توليد الطاقة وصناعة البتروكيماويات

TT

كشفت شركة «أرامكو» السعودية أمس عن أنها بدأت في إنتاج الغاز من حقل كاران في أول إنتاج لها من حقل غاز غير مصاحب لإنتاج النفط، مشيرة إلى أن 5 آبار بدأت حتى الآن الإنتاج بما يصل إلى 120 مليون قدم مكعب يوميا للبئر، حيث يتم نقل الغاز إلى محطة الخراسانية البرية للغاز.

وقالت «أرامكو»، شركة النفط السعودية، إن باكورة الإنتاج الذي بدأ في يوليو (تموز) الحالي يتم توجيهه لتلبية الطلب الذي يصل إلى ذروته في الصيف بمتوسط إنتاج يزيد على 400 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز.

ومن المتوقع أن يصل الحقل إلى طاقته الإنتاجية الكاملة عند 1.8 مليار قدم مكعب بحلول عام 2013، وتركز «أرامكو» على زيادة إنتاج الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء والبتروكيماويات.

وقال الدكتور راشد أبانمي، الخبير النفطي، إن إنتاج الغاز الجاف غير المصاحب للنفط سيعمل على نقلات نوعية في عدة اتجاهات، كإنتاج الطاقة الكهربائية وإنتاج البتروكيماويات، إضافة إلى أنه سيخفف الضغط على إنتاج النفط واستخراج الغاز المصاحب له.

وأضاف الدكتور أبانمي، الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك سيسهم في توفير المزيد من كميات النفط المستخدمة محليا في إنتاج الكهرباء وإنتاج البتروكيماويات، وهو ما سيسهم في تعزيز صادرات النفط بشكل أفضل مما كانت عليه عندما كانت السعودية تستخرجه بمصاحبة النفط.

وتقوم «أرامكو» ببناء محطتين كبيرتين للغاز في مشروع واسط والشيبة لسوائل الغاز الطبيعي، الذي من المنتظر استكماله في 2014 وتتطلع إلى مشاريع بحرية جديدة.

ومن المنتظر أن يساعد واسط مع محطات الغاز في الخراسانية وكاران السعودية على تحقيق هدفها زيادة إنتاج الغاز الطبيعي غير المعالج من 10.2 مليار قدم مكعب يوميا في 2010 إلى 15.5 مليار قدم مكعب بحلول 2015.

وبالعودة إلى الدكتور أبانمي الذي يؤكد أن تكلفة إنتاج الغاز الجاف أقل من تكلفة إنتاجه مصاحبة مع النفط، وهو ما سيعمل أيضا على توفير التكلفة في إنتاجه وإمداداته للجهات المستفيدة منه كمنتجي الكهرباء ومصانع البتروكيماويات، مشيرا إلى أنه في وقت سابق عندما تتوقف مصانع البتروكيماويات للصيانة لمدة شهر أو شهرين يتم الاستفادة من الغاز المستخدم في تلك المصانع للاستخدام في أغراض أخرى.

وكان المهندس علي النعيمي وزير البترول السعودي توقع في 2007، زيادة مبيعات الغاز إلى 40 في المائة مع بدء إنتاج الغاز من مشروع حقل كاران في عام 2012 الذي تكلف 3 مليارات دولار.

وأشار النعيمي إلى أنه مع حقل كاران ستتحقق مبيعات غاز محلية تبلغ نحو 770 مليون قدم مكعب يوميا، باحتياطي يبلغ 9 مليارات قدم مكعب، مشيرا في ذلك الوقت إلى أن خطط السعودية المستقبلية لإنتاج وتطوير الغاز تتماشى مع التوقع للطلب الحالي والمستقبلي المتزايد على الغاز في العالم وعلى المستوى المحلي بسبب النمو الاقتصادي والسكاني في السعودية.

ومن شأن إنتاج الغاز أن يدعم صناعة البتروكيماويات في السعودية، التي تتجه لها المملكة بشكل كبير، خاصة مع إعلان إنشاء شركة جديدة للبتروكيماويات تحت اسم «صدارة» بشراكة بين «أرامكو» السعودية و«داو كميكال» الأميركية، تضاف إلى شركات البتروكيماويات أبرزها الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك).

ويقع حقل غاز كاران على بعد 160 كيلومترا شمال مدينة الظهران (شرق السعودية)، وتم اكتشافه في أبريل (نيسان) 2006، ويعتبر توفر الكثير من مصادر الغاز المنخفض التكلفة في المملكة أحد أبرز العوامل الإيجابية له على الصعيد العالمي.