السعودية: ارتفاع أسعار التمور 50% مع بداية شهر رمضان

تأخر دخول الموسم السبب الأكبر فيه

ارتفاع أسعار التمور في السعودية خلال الفترة الحالية («الشرق الأوسط»)
TT

ظفرت التمور بنصيب الأسد من ارتفاع أسعار المستلزمات الضرورية الواجب توافرها على موائد الإفطار في السعودية لموسم رمضان المبارك، وذلك بعد تسجيل متوسط ارتفاع في الأسعار 50 في المائة، بوجود 3 عوامل ساعدت وبشكل مباشر على فرض الأسعار الحالية بحسب شهادة عدد من تجار التمور.

واستحوذت مشاريع إفطار الصائم على كمية كبيرة من التمور المخزنة، إضافة إلى مهرجانات التمور التي استنزفت أعدادا هائلة من المخزون السنوي، كما أن تأخر دخول موسم التمور كان له أثر عظيم في ارتفاع الأسعار. تلك العوامل اتحدت وفرضت الأسعار الجديدة التي ارتفعت ما بين 20 في المائة إلى 80 في المائة، وتختلف باختلاف النوع، كما أن هناك أزمة في نقص أعداد التمور بنسبة لا تتجاوز الـ25 في المائة نتيجة الظروف السابقة، كما أن العشوائية التي يعيشها السوق أسهمت وبشكل كبير في إحداث الربكة التي تعيشها السوق.

من جهته، أكد سعد الحربي، وهو تاجر تمور، أن هناك تخبطا واضحا في رفع الأسعار بين تجار التمور، فتجد نفس النوع وبنفس الكمية بسعر مختلف بين بائع وآخر، والسبب هو اختلاف حصول هؤلاء التجار على بضائعهم، فمنهم من خزنها منذ الموسم الماضي ليعرضها هذا الموسم، ومنهم من اشتراها حديثا بكميات كبيرة من أجل بيعها بشكل مفرد للحصول على مكسب جيد، فتختلف الفائدة باختلاف تكاليف البضاعة عليه. ويضيف الحربي أن أكثر التمور احتلالا للصدارة هو التمر السكري الذي ارتفع سعره لأكثر من 80 في المائة عما كان عليه قبل مدة، وفي المقابل ارتفعت الأنواع الأخرى من 20 في المائة وصولا إلى سعر السكري، والسبب هو الإقبال الكبير الذي يشهده هذا النوع بالذات ناهيك عن قلة المعروض منه، مبينا أنه وعلى الرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار فإن الإقبال على التمور لم يتغير بل هو في زيادة مستمرة. وأقر عبد الله البعيجان، وهو صاحب شركة «الامتياز للتمور»، بالزيادة الحاصلة في أسعار السوق، وأوعز ذلك إلى شراء القائمين على مشاريع إفطار الصائم كميات كبيرة من التمور وذلك لتغطية نشاطاتهم طوال الشهر الكريم، واستشهد على ذلك بمزارعه التي نفدت منها التمور بعد أن عقد صفقة مع إحدى الجمعيات الخيرية لشراء جميع الإنتاج، مضيفا أنه يعرف العديد من زملاء المهنة الذين باعوا جميع إنتاجهم من التمور المخزنة على الجمعيات الخيرية، مما أوجد نقصا واضحا في الكميات المعروضة. وحول قيام الجمعيات بالشراء سنويا من دون تغيير الأسعار، أشار البعيجان إلى أن هذا الموسم يختلف تماما عن المواسم الأخرى، فتأخر دخول ما يسمونه بموسم «طباخ التمر» تسبب في حدوث أزمة طلب مرتفعة في مواجهة عرض لا يغطي جميع الطلبات، ويتوقع حلول موسم طباخ التمر خاصرة الشهر الكريم عندها ستعود الأسعار تدريجيا على ما كانت عليه. وأبدى فهد الدوسري، وهو صاحب محل لبيع التمور، تخوفه من الأيام القليلة المقبلة، التي تشهد فيها السوق موجة طلب كبيرة في ظل التناقص الواضح في العرض، مما سيفرض لا محالة ارتفاعا جديدا في الأسعار، ناصحا المستهلكين بالشراء بكميات قليلة للاستخدام المحدود والانتظار حتى توفر كميات كبيرة من معروض التمور وهو الوقت الذي يوافق منتصف الشهر المبارك. وتعتبر السعودية أول دولة منتجة للتمور بالعالم، إذ تبلغ نسبة إنتاجها 3.19 في المائة من الإنتاج العالمي للتمور، كما تعتبر السعودية ثاني دولة مصدرة للتمور بعد العراق، وتُعزى بعض أسباب انخفاض الكميات المصدرة من التمور إلى استهلاك معظم الإنتاج محليا، وتخزين كميات كبيرة في موسم الجني للاستهلاك عند الحاجة، وتقدر المساحة المزروعة بالنخيل في السعودية بأكثر من 691.480 دونم (وحدة قياس) وعدد الأشجار المزروعة 18.2 مليون نخلة وفق إحصائيات أخرى، وتحتل منطقة واحة الأحساء الصدارة في الزراعة والإنتاج.