المناخ الاقتصادي يؤرق شركات الاتصالات في مصر ويقوض نمو أعمالها

تراجع معدلات السياحة أفقدها جزءا كبيرا من أرباحها

TT

شهدت شركات الاتصالات في مصر بداية من العام الحالي عدة أحداث أثرت على أدائها، وظهر هذا التأثير على نتائج أعمالها؛ فمنذ قطع الاتصالات أثناء أحداث الثورة، تكبدت الشركات بسبب قطع خدمات الاتصالات والإنترنت والرسائل القصيرة، نحو 100 مليون جنيه، كما تم تحديدها من جهات محايدة.

وبعد هدوء الأوضاع، بدأ يظهر تأثير تراجع النشاط الاقتصادي على أداء تلك الشركات، فخلال النصف الأول من العام الحالي، تراجعت أرباح شركة «المصرية للاتصالات»، التي تحتكر خدمة الاتصالات الأرضية، بنسبة 10.2%، ليصل صافي أرباحها إلى مليار و723 مليون جنيه، مقارنة بنحو مليار و918 مليون جنيه هي الأرباح المحققة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وقال رئيس مجلس إدارة الشركة عقيل بشير إن البيئة التشغيلية السائدة لم تعد لطبيعتها بعد في مصر، رغم هدوء التأثيرات الحالية للثورة المصرية في الربع الثاني، فمستويات السياحة وأنشطة الأعمال ما زالت منخفضة؛ وهو ما يؤثر على نشاط الاتصالات بشكل عام، وأضاف أن شركته لا تزال تعاني من مستويات مرتفعة من سرقة الكابلات النحاسية بعكس الحال في ظل الظروف الطبيعية. وشركة «فودافون - مصر» التي تمتلك فيها شركة المصرية للاتصالات نسبة 45% والتي تعد شركة الجوال الأولى في البلاد من حيث عدد المشتركين، تراجعت أرباحها هي الأخرى رغم نمو أعداد مشتركيها، فوصلت أرباحها خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 517 مليون جنيه، وعزتها شركة «فودافون العالمية» في تقريرها المجمع عن نتائج أعمال الشركة المنتهية في يونيو (حزيران) الماضي إلى المناخ الاقتصادي التي تراه لا يزال مليئا بالتحديات، خاصة مع تراجع معدلات السياحة. فإيرادات الخدمات تراجعت بنسبة 1%، بسبب المنافسة الكبيرة بين شركات الاتصالات التي تؤدي إلى تراجع الأسعار، كما تراجعت العائدات من الخدمات التي تقدمها للسائحين مع تراجع أعدادهم، ولكن قابل ذلك نمو بنسبة 30.8% في أعداد المشتركين، مع تحسن واضح في استخدام المكالمات الصوتية ونقل البيانات.

في حين كان أكثر الشركات تأثرا شركة «موبينيل» التي حققت صافي خسائر خلال النصف الأول من العام الحالي بلغت 85 مليون جنيه، وذلك رغم نمو أعداد المشتركين ليصل إلى 30.541 مليون عميل مقارنة بنحو 26 مليون خلال الفترة نفسها من العام الماضي. بعد الارتفاع غير المتوقع في نفقات الإهلاك واستهلاك الدين، وكذلك الارتفاع غير المتوقع في النفقات غير التشغيلية. ولكن تبقى الشركة محط أنظار الجميع خاصة مع حملات المقاطعة التي قادها البعض على الشركة بعد قيام نجيب ساويرس الذي يمتلك حصه بها، بنشر صور كاريكاتورية اعتبرها البعض مسيئة للإسلام، مما أدى إلى قيام عملاء الشركة بالتحويل إلى شبكات أخرى، وهو ما أفقد الشركة بحسب تصريحات مسؤوليها نحو مليون عميل.