المصارف المغربية تتجاوز مشكلات السيولة وتستغني عن تدخلات البنك المركزي

بعد تحسن تحويلات المغاربة المهاجرين وحيوية بعض القطاعات المصدرة

TT

قال محمد الكتاني، رئيس مصرف «التجاري وفا بنك» ونائب رئيس اتحاد المصارف المغربية، إن هذه المصارف بدأت تجتاز مرحلة قلة السيولة التي عرفتها في الأشهر الماضية، والتي تطلبت تدخلات قوية من طرف بنك المغرب (البنك المركزي). وقال الكتاني، خلال لقاء صحافي في الدار البيضاء، إن ضغط السيولة بدأ يخف تدريجيا خلال الأشهر الأخيرة بعد أن تحسنت تحويلات المغاربة المهاجرين، وكذا بسبب حيوية بعض القطاعات المصدرة وتوسع عدد عملاء الحسابات البنكية، وخصوصا منتجات التوفير والادخار التي أصبحت تشكل مصدرا أساسيا للسيولة المصرفية. وأضاف الكتاني أن المصارف المغربية بدأت تجني ثمار المجهودات التي بذلتها خلال السنوات الأربع الأخيرة في مجال توسيع القاعدة الاجتماعية للنشاط المصرفي، والتي مكنت من رفع نسبة العملاء الذين يتوفرون على حساب مصرفي إلى 50 في المائة. وأشار الكتاني إلى أن إجمالي ودائع العملاء لدى المصارف ارتفعت بنسبة 5.9 في المائة خلال النصف الأول من العام، وبلغت 619 مليار درهم (77.4 مليار دولار)، بينما ارتفعت قروض المصارف المغربية بنسبة 8.4 في المائة وبلغت 645 مليار درهم (80.6 مليار دولار) خلال نفس الفترة. أما القروض المعدومة والمتنازع عليها فنزلت خلال هذه الفترة بنسبة 3.1 في المائة إلى 33.1 مليار درهم (4.1 مليار دولار).

وبخصوص مجموعة «التجاري وفا بنك» أشار الكتاني إلى أنها حققت زيادة في حجم الودائع بنسبة 8 في المائة خلال نفس الفترة، وبلغت 282.6 مليار درهم (35.3 مليار دولار) لتصبح بذلك المجموعة المصرفية الأولى من حيث حجم الودائع في المغرب. وارتفع إجمالي قروضها خلال نفس الفترة بنسبة 11 في المائة ليبلغ 237.8 مليار درهم (29.7 مليار دولار). وبلغت نسبة تغطية القروض بالودائع بالنسبة لمجموعة «التجاري وفا بنك» خلال هذه الفترة 119 في المائة. وأوضح الكتاني أن المجموعة لم تتأثر كثيرا بمشكلات السيولة التي عرفها القطاع المصرفي المغربي بفضل السياسة الاحترازية المتشددة التي تنتهجها في مجال الإقراض، وكذلك بفضل سياسة تنويع الموارد، خصوصا في مجالات خدمات التأمين المصرفي وصناديق الاستثمار المشتركة، وعدم اقتصارها على الودائع المصرفية الصرفة. بالإضافة إلى توسيع شبكتها التي أصبحت تضم 2205 وكالة مصرفية. وارتفعت أرباح مجموعة «التجاري وفا بنك» بنسبة 16 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وبلغت 2.6 مليار درهم (325 مليون دولار). وأشار الكتاني إلى أن مجموعة «التجاري وفا بنك» عازمة على مواصلة توسعها الدولي، خصوصا في القارة الأفريقية، وأنها أصبحت تتوفر على فروع في 23 بلدا.

وبالنسبة للفرع التونسي أوضح أنه بدأ يجني ثمار «سياسة القرب» التي انتهجها ومواكبته للشركات التونسية مند اندلاع الثورة. وقال: «تونس بلد لديه مقومات مهمة، طبقة وسطى واسعة وقدرات صناعية مهمة. ومند البداية أعلننا ثقتنا الكبيرة في تونس وقدراتها. ومنذ اليوم الثاني للثورة أطلقنا حملة تواصلية تحت شعار مساندة في اتجاه الشركات التونسية نعلن فيها أننا نمد إليها أيدينا في هذه المرحلة الصعبة. وكان التجاوب معنا قويا». وارتفعت ودائع الفرع التونسي لـ«التجاري وفا بنك» بنسبة 5 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وبلغت 19 مليار درهم (2.4 مليار دولار)، وارتفعت قروضه بنسبة 17 في المائة خلال نفس الفترة، وبلغت 18 مليار درهم (2.25 مليار دولار)، بينما انخفضت أرباحه الصافية بنسبة 2 في المائة إلى 161 مليون درهم (20.12 مليون دولار).