مدير الأنظمة الشخصية في «إتش بي السعودية»: المملكة تمثل 35% من حجم سوق الكومبيوتر في الشرق الأوسط

قال لـ «الشرق الأوسط»: التوجه الحكومي نحو التقنية يرفع حجم الاستثمار في هذا القطاع

خالد حجازي (تصوير: إقبال حسين)
TT

* هل أنت راض عن استثماراتكم في السعودية على وجه الخصوص؟

- إن السوق السعودية تعتبر من أهم الأسواق لشركة «هيولت باكارد» في الشرق الأوسط، يعكس ذلك حجم ومدى تطور استثمار الشركة في السعودية، حيث تعتبر «إتش بي» من أكثر الشركات العالمية العاملة في مجال تقنية المعلومات التزاما بالاستثمار في السعودية، فقد نما كادر الشركة في المملكة حتى جاوز 350 موظفا يخدمون مختلف قطاعات السوق السعودية، وهذا يعتبر رقما كبيرا بالمقارنة بالشركات الأخرى العاملة في نفس المجال، كما يوجد لدينا عدد كبير من مراكز الصيانة وخدمات ما بعد البيع، بالإضافة إلى شراكات مع عدد كبير من شركات إعادة البيع والتجزئة المحلية لتغطية المساحة الجغرافية الهائلة للسعودية، وهناك خطط مرحلية للنمو والانتشار بشكل أكبر، مما يعكس سياسة «إتش بي»، ومدى التزامها للنمو في السوق السعودية.

* ماذا تمثل السوق السعودية لشركتكم؟

- السوق السعودية تمثل نحو 30 - 35 في المائة من حجم أسواق الشرق الأوسط، وتتميز السوق بتنوعها وبقوة شرائية عالية، وتلاقي منتجات «إتش بي» المتميزة طلبا عاليا في السعودية، وذلك انعكاس لحب السوق السعودية لامتلاك أحدث ما تقدمه التكنولوجيا والحرص على الجودة العالية والتصميمات التي تمتاز بها منتجاتنا، لذا فإننا نحرص دائما على تقديم أحدث منتجاتنا هنا مساواة بما يحدث في أي من الأسواق الكبرى، والالتزام بتقديم أفضل خدمات ما بعد البيع كذلك.

* كم يبلغ حجم تقديراتكم لسوق الأنظمة الشخصية في السعودية في الوقت الراهن؟

- حسب الإحصاءات المتاحة لنا، أعتقد أن حجم السوق السعودية يتراوح ما بين 2.5 إلى 3 ملايين جهاز كومبيوتر شخصي سنويا بمختلف الأنواع، تتراوح قيمتها ما بين 1.5 – ملياري دولار (5.6 - 7.5 مليار ريال)، ونتوقع وصول حجم سوق أجهزة الكومبيوتر الشخصية إلى 3 مليارات دولار (11.25 مليار ريال) بحلول 2014.

* كم تبلغ حصة «إتش بي» من سوق الأنظمة الشخصية في السعودية؟

- حافظت «إتش بي» على صدارتها في السوق السعودية على مدى أعوام مديدة، وتبلغ حصتنا ما يتراوح بين 20 إلى 22 في المائة من السوق السعودية، متصدرين بذلك شركات تقنية المعلومات العاملة في السعودية.

* ما أبرز المنتجات التقنية التي تلقى رواجا في السعودية؟

- يزداد الإقبال في السعودية على أجهزة الكومبيوتر المحمول للمستهلك، حيث تزيد مبيعاتها على أجهزة الكومبيوتر المكتبية، ونلاحظ إقبالا على الأنواع عالية المستوى في الأداء والتصميم قد يزيد عما نلاحظه في الأسواق الأخرى، لوحظ ذلك في منتج (إتش بي إنفي) المتميز الذي يعتبر رأس الهرم في منتجات «إتش بي» المحمولة، حيث فاقت مبيعاته في السعودية مبيعات منطقة الشرق الأوسط مجتمعة!

* هل لديكم مشاريع أو حلول تقنية تحت الدراسة لدخول سوق الاتصالات في السعودية؟

- نعم، نحضر قريبا لطرح منتجات أجهزة التابلت بنوعيها (إتش بي توش باد) المعتمد على نظام تشغيل «إتش بي» الخاص «وابس»، ونتوقع أن يحقق ثورة في أجهزة التابلت ويزيد حدة المنافسة في السوق، وكذلك جهاز «إتش بي سلايت» المزود بنظام تشغيل «ويندوز 7» لمحبي هذا النظام واسع الانتشار من الأفراد أو الشركات.

* كانت لكم تجربة سابقة في إنشاء مصنع لـ«إتش بي» في السعودية قبل إغلاقه في 2007 تقريبا، فما السر وراء إغلاق المصنع؟ وهل توجد نية بإعادة افتتاحه مجددا، لا سيما أن المؤشرات في السعودية تشجع على إنشاء مصانع لشركتكم في المنطقة؟

- إن قرار إنشاء مصنع لا يرتبط فقط بحجم السوق، بل بعدة أمور تتعلق بمدى جدوى هذا الاستثمار ومدى إمكانية الاستمرار في تطويره والبقاء قيد المنافسة، لكن من المعلوم الآن أن الكل يتجه للتصنيع في الصين لتوافر الأيدي العاملة والبنى التحتية واللوجيستية الضخمة، مما يمكننا من تقديم منتجات أفضل بأسعار أقل وهذا لمصلحة الجميع، أما بالنسبة لمصنعنا في السعودية فقد أنشئ نتيجة لميزة تنافسية محلية وكذلك إقليمية، حيث كانت المنتجات المصنعة في السعودية تعامل بتفاضل في ما يخص رسوم الجمرك، وبعد ذهاب هذه الميزة لم تعد هناك إمكانية للمنافسة مع التكلفة في الصين مما أدى لإغلاق المصنع.

* السعودية تعد من أبرز الوجهات المتميزة بالاتساع والثراء بعناصرها البشرية والمادية، والمادية فكيف تعمل «إتش بي» إزاء هذا الأمر؟

- إن «إتش بي» ملتزمة بالاستثمار في العامل البشري السعودي الذي يتميز بالتنوع والرغبة في العمل والتعلم، وتعمل الشركة على الاستفادة من خبراتها وإمكاناتها للإضافة إيجابيا للاقتصاد المحلي، فلدينا سنويا برنامج خاص بانتقاء أفضل خريجي الجامعات السعودية، ومن ثم يتم تدريبهم بشكل مكثف وتوزيعهم على الوحدات المختلفة داخل الشركة للبدء بالعمل والتطور.

* كيف تستقرئون تأثير المشاريع التنموية الحديثة التي أقرتها الحكومة السعودية على قطاع مجال الخدمات التقنية في البلاد؟

- هناك نهضة كبيرة في هذا المجال، وهناك رغبة جامحة في القطاع الحكومي في السعودية للرقي وتطوير الخدمات المقدمة للمواطن السعودي، مما يتطلب بنية تحتية تقنية متميزة ومتطورة قد تنافس بل تفوق أحيانا نظيراتها في البلدان المتطورة الأخرى، وكان للمشاريع المقرة من الحكومة السعودية، بالغ الأثر في إمكانية تقديم تقنيات ومنتجات جديدة، تساهم في الوصول للأهداف الموضوعة.

* في ظل التصاعد التقني الذي يشهده العالم، وظهور أجهزة مختلفة ومتعددة المهام بشكل مستمر، ما الاحتياجات التي يستلزمها ظهور أي منتج تقني حديث؟

- إن العالم اليوم هو عالم متغير بشكل سريع جدا، لكن سياسة «إتش بي» في تطوير منتجاتها تنبع بشكل مركزي من حاجات ورغبات المستهلك، وكيف نستطيع تلبيتها على أكمل وجه، ونقيس نجاح منتجاتنا بمدى اتساقها مع نمط حياة زبائننا وتمكينها لهم من إنجاز أعمالهم بشكل أيسر وأسرع، وبجهد أقل، ونعمل جاهدين وباستمرار على استقراء هذه الحاجات ودراستها وإنتاج منتجات جديدة أو تحسين المنتجات الحالية لتناسب هذا العالم المتغير باستمرار، وهذا ما يجعل شركة «إتش بي» أكبر شركة تقنية معلومات في العالم.

* نرى في الوقت الراهن تمددا كبيرا لصناعة الأجهزة الكومبيوترية بأشكال مختلفة، ما التحديات الأبرز التي تواجه تسويق هذه المنتجات؟

- إن هذه المنتجات أصبحت تتداخل مع بعضها بشكل أصبح محيرا أحيانا، فاليوم نشهد اندماجا بين تقنيات الاتصال والتواصل وأجهزة الكومبيوتر والتلفزيون وكذلك أجهزة الموبايل، من ناحية أخرى هناك تداخل بين الأجهزة الخاصة بعالم الأعمال وأجهزة الاستخدام الشخصي، و«إتش بي» تقوم بشكل متفرد ومتميز بتقديم منتجات تلبي متطلبات الزبائن في كل هذه الشرائح، وربما كان هذا أحد أهم الأسباب لتأخيرنا لتقديم جهاز التابلت الخاص بنا، حيث قمنا ببناء فلسفتنا الخاصة التي تمكن المستخدم من البقاء على الاتصال دائما، والتمكن من مزامنة كافة معلوماته على مختلف الأجهزة التي يستخدمها، بحيث لا تفوته أي معلومة، وعملنا على تسهيل كل ذلك ووضعه بأسلوب وواجهة سهلة الاستخدام، مع إمكانية حقيقية لتعدد المهام لا توجد في الأجهزة الأخرى.

* ما رؤيتكم لمستقبل التقنيات الناشئة وحضورها على الساحة التقنية، وهل يؤثر حضورها على التقنيات التي باتت تقليدية؟

- ما دام أي من المنتجات يلبي حاجة معينة وخاصة بطريقة كاملة، فإنه لا يمكن لأي منتج الحلول محله، وهذا باعتقادي ما يحصل، فقد توقع الكثيرون أن تؤثر أجهزة الـ«نت بوك»، على أجهزة الجوال ولكن هذا لم يحصل، بل أصبح الكثيرون يحملون الجهازين معا، كما رأينا جهاز الـ«نت بوك» مع شرائح جديدة لم يكن جهاز الجوال مناسبا لاستخدامها، وهذا تماما ما يحصل مثلا في الصحافة الإلكترونية والورقية، فلم يلغي أحدهما الآخر، بل تكاملا معا، في سبيل التعايش مع نمط حياة المستهلك، لذا فإن أجهزة الحاسب المحمول والمكتبي التقليدي سوف تستمر في النمو بسبب تلبيتها لحاجات أصيلة للمستخدم، لكن بالطبع سنتابع تطويرها وإضافة إمكانيات جديدة لها تجعلها أكثر ملائمة مع نمط حياة الناس.