الرئيس التنفيذي لـ«شنايدر إلكتريك» في السعودية: حققنا مبيعات قياسية نتيجة انتعاش قطاعات التكنولوجيا والطاقة

كريستوف كامبين يتوقع أن تحافظ اقتصادات الشرق الأوسط على تطورها في 2011

كريستوف كامبين
TT

توقع كريستوف كامبين الرئيس التنفيذي لشركة «شنايدر إلكتريك» في السعودية أن تحافظ اقتصادات منطقة الشرق الأوسط على تطورها خلال العام الحالي 2011، مشيرا إلى أن التزايد في عدد السكان في السعودية يحصل بوتيرة متسارعة تسبق تطوير الصناعة والبناء والخدمات وذلك لا يزال يشكل تحديا في توفير الماء والكهرباء.

وتوقع كامبين أن تكون أرباح شركته في النصف الثاني من عام 2011 أعلى من النصف الأول بسبب وفرة المواد الأولية في هذا الموسم وسهولة الحصول عليها، ومن المتوقع أيضا أن تحقق الشركة حاليا نموا في المبيعات العضوية بنسبة 6 إلى 9 في المائة في عام 2011 وهامش أرباح التشغيل يعادل 15 في المائة.

وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة «شنايدر إلكتريك» والتي يقع مقرها الرئيسي في فرنسا: «شهدنا نشاطا ملحوظا في روسيا وأميركا اللاتينية، تليها منطقة الشرق الأوسط وأوروبا الوسطى، في حين استقرت أفريقيا إذ بلغت هذه المنطقة نسبة نمو قدرها 14 في المائة مقارنة بالسنة الماضية»، كما كشف عن عدد من التحركات الخاصة لشركته خلال الفترة المقبلة من خلال الحوار التالي:

* ماذا عن «شنايدر إلكتريك» وما هي العروض التي تقدمها؟

- «شنايدر إلكتريك» شركة عالمية متخصصة في مجال إدارة الطاقة، حيث بدأت بصناعة الحديد والصلب والآلات الثقيلة في القرن التاسع عشر ثم انتقلت إلى قطاع الكهرباء والأتمتة في القرن العشرين. واليوم وبعد تاريخ عريق يمتد لأكثر من 170 عاما، أصبحت «شنايدر إلكتريك» من أولى الشركات العالمية التي توفر الحلول لمساعدة الناس على الاستفادة القصوى من طاقتهم، وفي عام 2008، قررت «شنايدر إلكتريك» اعتماد علامة تجارية موحدة عقب استراتيجية الاستحواذ الفعالة التي طبقتها، حيث ضمت أكثر من 100 علامة تجارية إلى محفظتها، وذلك من أجل تقديم علامة تجارية قوية تتميز بعروضها الأوسع، وحلولها الشاملة، وتوفيرها للخدمات بشكل أكثر فاعلية لأداء الأعمال التجارية، وتغطي عمليات الشركة أكثر من 100 بلد، حيث توفر حلولا متكاملة لجعل الطاقة أكثر أمانا وموثوقية وكفاءة وإنتاجية في قطاعات السوق المتعددة بما في ذلك مراكز قيادية في مجال الطاقة والبنية التحتية، والعمليات الصناعية، والأتمتة ومراكز وشبكات البيانات، فضلا عن وجودها الواسع في مجال التطبيقات السكنية.

* كيف تتمكن الشركة من التميز عن منافسيها في نفس المجال؟

- تمتلك «شنايدر إلكتريك» كافة القدرات التي تمكنها من تقديم حلول متكاملة ومبتكرة تجعل الطاقة أكثر أمانا وموثوقية وكفاءة وإنتاجية. وتأتي إضافة أعمال جديدة - مثل الأتمتة والأمن، وأنظمة التركيب والتحكم، والمراقبة والتحكم بالطاقة، وخدمات الطاقة الحرجة والتبريد - إلى إمكانياتنا وقدراتنا العريقة في مجال الطاقة والتحكم، لتمكننا من تقديم حلول فريدة وشاملة في مجال السكن والبناء والطاقة والبنى التحتية والبيانات والشبكات، كما قامت الشركة بتطوير قدرات فريدة من نوعها في العالم لتقديم هذه الحلول وتحويل الطريقة التي يتصرف بها الناس في بيئتهم. وتساهم حلولنا في مساعدة العملاء على تخفيض النفقات والمحافظة على الاتصال في جميع الأوقات والاستفادة من إمدادات الطاقة النقية والآمنة وغير المنقطعة.

ونقوم بإعداد الحلول الأبسط والأكثر فعالية وحماية للبيئة من خلال تعزيز التكامل بين التقنيات الجديدة، كما أننا مستعدون للتحديات الجديدة كالشبكات الذكية. ونعتقد أن جودة الحل الذي سيستخدمه العميل تكمن في الاهتمام الكبير بالتصميم وبيئة العمل والاستخدام لنقدم حلولا تتكيف مع استخداماتهم اليومية، بالإضافة إلى ذلك، يتم تخصيص 4 إلى 5 في المائة من مبيعات «شنايدر إلكتريك» لعمليات الأبحاث والتطوير ضمن فريق يضم 7500 مهندس موجودين في 25 بلدا، و157 من الخبراء التقنيين المميزين في 11 بلدا. وقد سجلت الشركة 330 براءة اختراع في عام 2009.

* كيف تقيمون في «شنايدر إلكتريك» السوق السعودية؟

- تمتلك السعودية اقتصادا متناميا؛ حيث تنفق الحكومة جزءا كبيرا من الميزانية على تطوير الصحة والتعليم والبنية التحتية. من جهة أخرى، فإن التزايد في عدد السكان في المملكة يحصل بوتيرة متسارعة تسبق تطوير الصناعة والبناء والخدمات وذلك لا يزال يشكل تحديا في توفير الماء والكهرباء.

وتلتزم «شنايدر إلكتريك» بتقديم حلول متكاملة لإدارة استهلاك الطاقة وذلك باستخدام الموارد الطبيعية بشكل أكثر فعالية. وتوجد الشركة في السوق السعودية منذ أكثر من 30 عاما ولديها مصنعان وثلاثة فروع إقليمية في الرياض وجدة والخبر بالإضافة إلى خمسة مكاتب بيع محلية لضمان التواصل عن قرب مع كل من شركائنا وعملائنا.

* كيف استطاعت أن تواكب «شنايدر إلكتريك – السعودية» حاجة السوق العمالية من خلال تطوير موظفيها؟

- ينعكس التنوع في الأسواق والبلدان والعملاء التي تخدمها «شنايدر إلكتريك» على قوتها العاملة. فلدينا نحو 700 موظف من أصحاب المؤهلات العالية في السعودية من 22 جنسية مختلفة، مما يجعل الشركة بيئة متعددة الثقافات. وتبذل «شنايدر إلكتريك» جهودا واسعة في مجال التطوير الوظيفي كما أننا ملتزمون بشدة بالمحافظة على فعالية موظفينا من خلال التقييمات المنتظمة وتزويدهم بالمعلومات المناسبة وبرامج شهادات التدريب والمهارة. نهتم بموظفينا باعتبارهم يهتمون بعملائنا ونقوم بتزويدهم بكل الدورات التدريبية والوسائل التي تمكنهم من تحقيق أقصى إمكانياتهم.

وتشارك الشركة أيضا في تطوير الشباب السعودي من خلال التعليم والتدريب وفرص العمل، وقد حققنا مستوى أخضر في السعودة في الشركة. كما توفر الشركة فرصا للطلاب السعوديين للعمل كمتدربين لمدة 6 أشهر في أماكن عمل الشركة بناء على اتفاق بين الشركة والجامعات المحلية.

* ما طبيعة نشاط «شنايدر إلكتريك» في مجال التنمية المستدامة تحديدا؟

- تلتزم «شنايدر» بمسؤوليتها في تعزيز فرص الحصول على الطاقة للجميع دون تعريض المناخ للخطر؛ باعتبارها شركة عالمية متخصصة في مجال إدارة الطاقة، . وتعمل «شنايدر إلكتريك» وفق معايير ومبادئ التنمية المستدامة، وتحظى بمكانة بارزة على كافة مؤشرات الاستثمارات المسؤولة تجاه المجتمع. ويتمثل هدفنا في أن نرسخ مقاييس معيارية في مجال التنمية المستدامة، حيث ينبغي أن تكون منتجاتنا وعملياتنا ومصانعنا الأكثر نظافة وكفاءة في القطاع، وأن تمتثل للأنظمة البيئية العالمية الأكثر صرامة. وللمضي قدما في مواجهة التحديات البيئية نقدم لعملائنا أحدث الحلول والتقنيات لتعزيز كفاءة الطاقة. وتسمح خبرة «شنايدر إلكتريك» الشاملة للمجتمعات المحلية والعالمية بإنجاز المزيد مع استخدام موارد الكوكب بشكل أقل، ونشارك بفعالية مع الشركات المحلية في السعودية في قضايا فعالية الطاقة والمباني الخضراء والذكية، وباعتبارها شركة تدرك أهمية الحفاظ على البيئة، تلتزم «شنايدر إلكتريك – السعودية» بمبادئ فعالية الطاقة والحفاظ عليها في المصانع والمنشآت السكنية ومكاتب البيع الرئيسية. ويعتبر المقر الرئيسي للشركة في فرنسا أول مبنى في العالم يحصل على شهادة الآيزو 5001 في أنظمة إدارة الطاقة، وتعترف الشهادة التي حازت عليها الشركة بالتزامها بفعالية الطاقة وخبرتها في هذا المجال، الأمر الذي يساعدنا على تحقيق أعلى المعايير في إدارة الطاقة لمباني عملائنا ومبانينا على حد سواء. ويوفر نظام تخزين البيانات «هايفي» معلومات قيمة يمكننا الاستفادة منها لتطوير حلول فعالة وعملية لأداء الطاقة الأمر الذي يخلق قيمة كبيرة لدى عملائنا.

* كيف تساهم «شنايدر إلكتريك» في التنمية الشاملة في السعودية؟ وما هي المشاريع التي أنجزتها فيها حتى الآن؟

- تتميز السعودية بعدد سكان متزايد ورؤية بعيدة المدى لدى الحكومة، بالإضافة إلى الميزانية المخصصة للتعليم والصحة والبنية التحتية. وتدعم «شنايدر إلكتريك» خطط الاستثمارات الضخمة التي نفذتها الحكومة فتمارس أنشطتها لتتناسب مع التوجهات التي وضعتها قيادة الدولة. كما قمنا بتنفيذ العديد من المشاريع في البلاد من ضمنها مشروع جامعة الملك سعود للبنات الذي أحرزنا من خلاله جائزة أفضل مشروع للكهرباء ضمن جوائز البنى التحتية (بلد إنفرا) عام 2011. وقد أطلقت «شنايدر إلكتريك» مؤخرا موقعا إلكترونيا مخصصا للتعليم تحت اسم جامعة الطاقة، ويتألف من جامعة إلكترونية تقدم أحدث المعلومات والدورات التدريبية الاحترافية في مفاهيم فعالية الطاقة وأفضل الممارسات في هذا المجال. وهي مخصصة لتعلم كيفية تنفيذ الأفكار الجديدة التي توفر الطاقة وتعزز من فعالية الطاقة في الحياة المهنية أو التجارية. كما تتيح الوصول إلى مجموعة كاملة من برامج التدريب التي تركز على مظاهر عديدة من إدارة الطاقة بشكل مجاني بالكامل، أما بالنسبة للمشاريع التي تم إنجازها في السعودية، فقد انتهت «إيه بي سي» من «شنايدر إلكتريك» مؤخرا من تركيب مركز بيانات من الفئة الثالثة في البنك الوطني العربي في السعودية، وكذلك تركيب وحدات «إن رو» لحماية وتبريد بيئة مايكروسوفت الافتراضية في جامعة اليمامة في الرياض إضافة إلى تركيب أول مركز بيانات من الفئة الرابعة لشركة الاتصالات السعودية كما نفّذت «شنايدر إلكتريك» عام 2010 العديد من المشاريع الأخرى في المدينتين المقدستين ومنها مشروع مترو عرفات وجسر الجمرات وفندق بعث الخير وفندق العقيق وفندق كراون بلازا المدينة ومدينة المعرفة الاقتصادية حيث قدمت «شنايدر إلكتريك» إمدادات الطاقة وشبكات التوزيع التي تضمن الموثوقية والسلامة، وفي عام 2008 قامت «شنايدر إلكتريك» بتزويد برج أوقاف الملك عبد العزيز في مكة المكرمة بنظام فعال لإدارة الأبنية لتخفيض تكاليف التشغيل وبالوقت نفسه تقديم أكبر قدر من الراحة والسلامة، وقامت «شنايدر إلكتريك» قبل عدة سنوات بتقديم حل آمن وموثوق لتلبية متطلبات الطاقة الكهربائية في برج المملكة وهو البرج الأطول في السعودية.

* قامت شركة «شنايدر إلكتريك» مؤخرا بتنظيم معرض الحلول والابتكار. هل لك أن تخبرنا أكثر عن ذلك؟

- يعد «معرض الحلول والابتكار» حدثا سنويا يقدم حوافز استراتيجية لتعزيز الأعمال في المستقبل. ويعتبر المعرض أكبر حملة ترويجية، وقد انعقد في الثامن من يونيو (حزيران) في مدينة الرياض، وفي 18 يونيو في مدينة جدة. وركز المنتدى هذا العام على إدارة الطاقة والرعاية الصحية والتعليم. كما قدم المعرض فرصا عالية الجودة في مجال الشبكات وتطوير الشركات. ونجح في استقطاب أكثر من 1000 من المهنيين الاحترافيين في مجال الطاقة والبناء ومجالات أخرى ذات صلة كالمهندسين وأصحاب القرار الرئيسيين والشركاء والعملاء. كما التقى المشاركون مع الخبراء والمتخصصين من «شنايدر إلكتريك»، وتم استخدام المعرض كمنصة لعرض مجموعة «شنايدر إلكتريك» من الحلول المتكاملة التي تسهل إدارة الطاقة الذكية لعملائها. وضم الحدث عرض العديد من الحلول في عدة قطاعات صناعية كالمساحات السكنية والمشافي والفنادق ومناطق التسوق والمباني التعليمية وتوزيع الطاقة والتعدين والنفط والغاز وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والمواد الغذائية والمشروبات.

* ما الحلول المبتكرة التي عرضتها الشركة في معرض الحلول والابتكار؟

- تم استخدام المعرض كمنصة لعرض مجموعة «شنايدر إلكتريك» من الحلول المتكاملة التي تسهل الإدارة الذكية للطاقة لعملائها. وتضمن الحدث عرض العديد من الحلول في عدة قطاعات صناعية كالمساحات السكنية والمشافي والفنادق ومناطق التسوق والمباني التعليمية وتوزيع الطاقة والتعدين والنفط والغاز وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والمواد الغذائية والمشروبات، «إيكوستركتشر» هي مجموعة الهندسة الشاملة لإدارة الطاقة الفعالة في شركة «شنايدر إلكتريك» التي تربط خمسة مجالات من خبرة الشركات (الطاقة، مراكز البيانات، العمليات والآلات، مراقبة المباني، الأمن المادي) ضمن هندسة تكنولوجية مرنة ومفتوحة، مما يوفر ما يقارب 30 في المائة من فعالية الطاقة. وتساهم الهندسة الفعالة في «إيكوستركتشر» في تمكين الجميع من الحصول على أنظمة متميزة نظرا للتصاميم المتطابقة لمنتجاتها والبرمجيات ذات المنصة المفتوحة. كما تزود المستخدمين النهائيين بالأدوات الأساسية اللازمة للتقليل من الوقت لتصاميمهم والتكاليف التشغيلية والرأسمالية، وبما أن المستهلكين والشركات والاقتصاد بأكمله أصبحوا يعتمدون بشكل متزايد على التكنولوجيا، توجب على الأجهزة أن تصبح أكثر سهولة وفعالية وذكاء. وبفضل «إيكوستركتشر» تدعو «شنايدر إلكتريك» الناس أن يتوقعوا ذات الشيء فيما يتعلق بالطاقة.

* ما مدى انتشار منتجاتكم حول العالم وما مدى قوة الطلب عليها؟ وما الذي تتنبؤون به لهذا النمو؟

- تلتزم «شنايدر إلكتريك» بتقديم الحلول لمشكلة الطاقة العالمية، حيث أعلنت مؤخرا نتائج نصف العام مسجلة نموا كبيرا في قطاع الصناعة والاقتصادات الجديدة. إذ سجلت المبيعات العضوية في الربع الثاني من عام 2011 نموا قدره 8.8 في المائة يقوده قطاع قوي وانتعاش قطاع التكنولوجيا كما شهدنا اندفاعا لقطاع الطاقة، وبلغت مبيعات الربع الثاني من عام 2011 أكثر من 7.6 مليار دولار، حيث تشهد تحسنا قويا بعد تسجيلها زيادة في المبيعات قدرها 8.8 في المائة، وأبرز القطاعات نشاطا كان قطاع الصناعة الذي يشكل 21 في المائة من كامل مبيعات الشركة في الربع الثاني حيث زادت مبيعاته بـ14.2 في المائة، وشهدنا نشاطا ملحوظا في روسيا وأميركا اللاتينية، تليها منطقة الشرق الأوسط وأوروبا الوسطى، في حين استقرت أفريقيا، إذ بلغت هذه المنطقة نسبة نمو قدرها 14 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، ووسعت «شنايدر إلكتريك» وجودها في الاقتصادات الجديدة التي تمثل نحو 40 في المائة من المبيعات اليوم.

وتواصل المجموعة تحقيق إنتاجية عالية من المتوقع أن توفر نحو 567.48 مليون دولار، وتتوقع المجموعة أن تبلغ تكاليف مدخلات المواد الأولية نحو 567.48 مليون دولار على أن تعوض جزئيا بزيادة أسعار قدرها 1 في المائة في عام 2011، كما نتوقع أن تكون أرباح النصف الثاني من عام 2011 أعلى من النصف الأول بسبب وفرة المواد الأولية في هذا الموسم وسهولة الحصول عليها، ومن المتوقع أيضا أن تحافظ الاقتصادات الجديدة على تطورها، وتحقق الشركة حاليا نموا في المبيعات العضوية بنسبة تتراوح ما بين 6 و9 في المائة في عام 2011 وهامش أرباح التشغيل يعادل 15 في المائة.