كساد بسوق الملابس في مصر يدفع المصنعين إلى تخفيض إنتاجهم الشتوي

رغم التخفيضات غير المسبوقة لأسعارها وصلت إلى 80%

تواجه المحال التجارية في مصر كسادا قبل أيام عيد الفطر على غير العادة
TT

في تلك الأوقات من كل عام كانت تمتلئ أسواق القاهرة ومحافظات مصر بالمشترين صغارا وكبارا لشراء الملابس الجديدة احتفالا بعيد الفطر المبارك، لكن الوضع اختلف هذا العام، فعلى الرغم من التخفيضات التي لم تشهدها الأسواق من قبل، فإن المحلات شبه خاوية في وقت كنت تستطيع بالكاد أن تسير بأحد المراكز التجارية، أو تسير على أرصفة أحد ميادين وسط العاصمة التي تمتلئ بالمحال التجارية.

وفي المراكز التجارية الكبرى بالعاصمة يستوقفك انتشار لافتات التخفيضات الضخمة على واجهات المحلات، لكن تلك التخفيضات لم تكن كفيلة بلفت الانتباه إليها، يقول عبد الرازق محمد (26 سنة)، مسؤول البيع بأحد المراكز التجارية الكبرى: «لم نعرض أي تخفيضات كبيرة قبل مواسم الأعياد مثلما يحدث الآن، وعلى الرغم من أننا نقدم تخفيضات تصل إلى 70% فإن حركة البيع والإقبال ضعيفة جدا، ففي السنوات السابقة كان المحل يكتظ بالزبائن في حالة تقديمنا تخفيضات تصل إلى 25% فقط».

أما يسرا حسن، التي جاءت لتقتنص فرص التخفيضات بالمحلات في القاهرة، فتقول: «لا أتذكر انتشار التخفيضات بهذا الشكل في غير مواسم التخفيضات المعهودة إلا منذ 3 أعوام وقت الأزمة المالية العالمية، لكن حتى في هذا الوقت كانت التخفيضات تبدأ من 20% ولم تصل إلى 70% إلا عندما تكون قد انتهت من معظم الملابس التي يقبل عليها الناس، أما الآن فلا يوجد محل واحد يضع لافتة تخفيضات أقل من 50%». وتضيف حسن، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أثناء عروض التخفيضات وقت الأزمة العالمية في 2008 كانت المحلات أكثر ازدحاما، على الرغم من أن التخفيضات كانت في الشتاء، وهو وقت يقل فيه الإقبال على شراء الملابس».

وتتابع حسن: «لا يمر يوم دون أن تصلني رسائل نصية على جوالي من محلات الثياب الكبرى تفيد بوجود تخفيضات كبيرة، وفي إحدى المرات أرسل لي أحد المحلات رسالتين في الأسبوع نفسه، الأولى كانت تخطرني بوجود تخفيضات تصل إلى 50% على مجموعة معينة من الملابس، والأخرى كانت في نهاية الأسبوع تفيد بتخفيضات على كل المجموعات بنسبة 70%».

يفسر البعض هذه الظاهرة بقلق الناس من تدني الظروف الاقتصادية في المستقبل أو بسبب قصر موسم الصيف هذا العام لتأخر امتحانات نهاية العام وقدوم شهر رمضان في الصيف، ويتفق مع هذا الرأي أحمد سعيد، مسؤول مبيعات إحدى شركات الملابس العالمية: «انخفضت مبيعاتنا بنسبة 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، على الرغم من التخفيضات التي تصل إلى 50%». ويضيف سعيد: «هذا العام أقدمت معظم المحلات على عمل تخفيضات بشكل مبكر عن كل عام، وعلى الرغم من ذلك فإن إقبال الجمهور لم يصل إلى قوة العروض والتخفيضات».

وبينما يرى يحيى الزنانيري، رئيس جمعية منتجي الملابس والمنسوجات، أن قطاع الملابس مر بموسم سيئ هذا العام، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «تكدست بضائع كثيرة بالمحلات، وبالتالي قررنا عمل تخفيضات كبيرة لتصريف البضائع، ومع ذلك ظلت حركة البيع شبه متوقفة طوال أول 20 يوما من رمضان، لكنها بدأت تنشط قليلا خلال الـ10 أيام الأخيرة مع قرب قدوم العيد، لكنها لم تعط الصورة المتفائلة، ولعل ذلك بسبب انخفاض القوة الشرائية لدى المستهلكين نتيجة الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد».

ويضيف الزنانيري: «نتوقع أن يستمر ركود المبيعات طوال هذا الموسم، وربما تزداد وطأته خلال الأيام المقبلة نتيجة قرب دخول المدارس، وقد اتخذنا إجراءات بتخفيض الإنتاج من مجموعات ملابس الموسم الشتوي تحسبا لتكدس البضائع مرة أخرى».

أما محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية، فينفي وجود أزمة في سوق المنسوجات، وإنما يبرر الأمر بضعف القوة الشرائية لدى المستهلكين بسبب شهر رمضان، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «وزارة التجارة هي التي تحدد موعد إقامة العروض والتخفيضات السنوية لتصفية المعروض من ملابس موسم معين، وقد تزامنت هذا العام مع حلول شهر رمضان والأعياد، وكانت الغرفة التجارية قد طلبت تأجيل التخفيضات، لكن طلبها قوبل بالرفض، ونحن نعمل على زيادة الإنتاج وإعادة تشغيل المصانع المتوقفة».