كارول بارتز تشن هجوما مضادا على مجلس إدارة «ياهو» بعد إقالتها

وسط تساؤلات حول الوجهة التي ستأخذها الشركة

كارول بارتز.. المديرة التنفيذية السابقة لشركة «ياهو» (نيويورك تايمز)
TT

أجرت كارول بارتز، وهي المديرة التنفيذية السابقة لشركة «ياهو» الأميركية العملاقة والتي أقيلت من منصبها يوم الثلاثاء الماضي، أول مقابلة شخصية لها بعد الإقالة مع مجلة «فورتشن». واستخدمت بارتز لهجة حادة للغاية عندما وصفت شعورها بعد إقصائها من المنصب الذي وصلت إليه في عام 2009. وقالت بارتز: «هؤلاء الناس (واستخدمت كلاما بذيئا للغاية لا يمكن نشره)»، ولكن المعنى الذي يمكن نشره هو أنها لم تكن سعيدة بسبب طردها عبر الهاتف، ثم إعطائها مهلة لمدة ساعتين لتقرر ما إذا كانت ستستقيل أو يتم إقالتها من قبل مجلس الإدارة. وكان هذا واضحا للغاية من خلال البريد الإلكتروني السريع الذي وجهته لكل العاملين في شركة «ياهو»، والذي كان يحمل ضمنا رسالة مفادها أنها كانت تستحق معاملة أفضل.

وكان نص البريد الإلكتروني كالتالي: «أعلن لكم ببالغ الحزن أنه قد تم طردي عبر الهاتف من قبل رئيس مجلس إدارة شركة (ياهو). لقد كان من دواعي سروري أن أعمل معكم جميعا وأتمنى لكم الأفضل في المستقبل».

وفي ردها على الانتقادات الموجهة لها بسبب قرار الدخول في شراكة مع محرك بحث «بينغ» الخاص بشركة «مايكروسوفت»، قالت بارتز: إن مجلس إدارة «ياهو» لم يأخذ الوقت الكافي للتعامل مع الصفقة، واصفة أعضاء مجلس الإدارة بأنهم «أغبياء وحمقى».

ولم تكن بارتز الوحيدة التي انتقدت مجلس الإدارة، حيث أرسل دان لوب، الذي يرأس صندوق التحوط «ثيرد بوينت» رسالة لاذعة إلى مجلس إدارة شركة «ياهو» يطالبه بعمل «تغييرات جذرية» في قيادات الشركة.

وكشف الصندوق في الرسالة عن أنه يملك حصة في شركة «ياهو» تبلغ 5.1%، داعيا إلى استقالة رئيس مجلس الإدارة روي بوستوك، فضلا عن 3 آخرين من أعضاء المجلس. وقال لوب، الذي كان لا يحب بارتز أيضا، إن تعيين المديرة التنفيذية كان «سوء تقدير خطير» وأن الشركة يجب أن تعيد تقييم أهدافها وهي تتحرك إلى الأمام.

وفي تعليقها على البريد الإلكتروني الذي أرسلته بارتز إلى جميع العاملين في الشركة، قال موقع «ديلي إنتل»: «لا تمثل الجماليات جزءا كبيرا من ثقافة (ياهو)»، في حين كتب الموقع الإلكتروني AllThingsD.com التابع لصحيفة «وول ستريت جورنال» قائلا: «إنه، مثلها، مجرد شيء غريب يحمل ببساطة عنوان (وداعا)».

ولم تذكر بارتز، التي أرسلت الرسالة من جهاز الـ«آي باد» الخاص بها، أنها كانت على متن طائرة على الساحل الشرقي، في حين كان رئيس شركة «ياهو» روي بوستوك متوجها إلى الغرب، بمعنى أنه لم تكن هناك أي فرصة لكي يلتقيا يوم الثلاثاء. ولكن منذ أن أعلنت بارتز عن نواياها في عام 2009 عندما تولت منصب المدير التنفيذي، لم يكن أحد ينتظر منها أي حفاوة.

وبعد القرار المفاجئ بالإطاحة ببارتز من منصبها، كثرت التساؤلات والتنبؤات حول الخطوات التي تعتزم الشركة تنفيذها في المستقبل. وفي هذا الشأن، هناك تكهنات مفادها أن شركة «ياهو» سوف تدرس عملية «بيع نفسها إلى المزايد الصحيح»، وذلك حسب صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن شخص لم تسمه وقالت إنه «شخص مطلع على القضية». وقال يوسف سكوالي، وهو محلل بمجموعة «جيفريز»، إنه من شبه المؤكد أن يتم بيع شركة «ياهو» قبل تعيين رئيس تنفيذي جديد.

ومن جهتها، لم تستجب «ياهو» على الفور إلى أحد الطلبات للتعليق على التقارير التي تتكهن ببيع الشركة. وقبل أن تتولى بارتز منصب المديرة التنفيذية للشركة في عام 2009، رفض الرئيس التنفيذي في ذلك الوقت والمؤسس المشارك جيري يانغ عرضا من شركة «مايكروسوفت» للاستحواذ على «ياهو». وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن «مايكروسوفت» لن تتقدم على الأرجح بعرض آخر، غير أن كارا سويشر التي تعمل في موقع AllThingsD.com تتوقع تقديم الكثير من العروض من شركات مثل شركة الأسهم الخاصة «سيلفر ليك» ومؤسسة «نيوز كورب». ورغم أن شركة «ياهو» قد فقدت الكثير في مجال اتجاهات الويب، فإنها ما زالت شركة رائدة وقيمة في مجال الإعلام وخلق المحتوى. ويرى باسكال إيمانويل غابري، الذي يعمل في الموقع الإلكتروني «بيزنس انسيدر» أن شركة «ياهو» تحتاج إلى التركيز في هذا المجال.

يقضي مستخدمو الإنترنت الكثير من الوقت على موقع «ياهو» – تحتل شركة «ياهو» الترتيب الثاني بعد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» من حيث الوقت الذي يقضيه مستخدمو الإنترنت على المواقع الإلكترونية، حيث يقضي المستخدمون ساعتين في المتوسط على موقع «ياهو»، حسب التصنيفات الأخيرة لشركة «نيلسن».

ووسط الشائعات التي تقول بأنه سيتم بيع «ياهو»، يقول آخرون إن الشركة تتطلع إلى شراء موقع «هولو»، وهو ما من شأنه أن يزيد من الوقت الذي يقضيه مستخدمو الإنترنت على موقع «ياهو». والسؤال المطروح الآن هو: كيف تستخدم موقع «ياهو»؟ وما الذي يتعين على الموقع فعله من وجهة نظرك؟

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»