الهدوء يعود للأسواق بعد تأكيدات فرنسية ألمانية لدعم اليونان

الذهب يتراجع واليورو يرتفع والأسهم تلبس اللون الأخضر

TT

عاد الهدوء أمس إلى أسواق المال العالمية ولبست مؤشرات الأسهم الحلل الخضراء فيما تراجع الذهب وصعد سعر اليورو في أعقاب التصريحات الفرنسية الألمانية التي أكدت الدعم الكامل لليونان وأن اليونان لن تترك إلى مصير الخروج من منطقة اليورو، ولكن رغم الانفراجة بقيت الأسواق مع ذلك متوترة قبل اجتماع وزراء المالية الأوروبيين في بولندا.

وأغلقت الأسهم الأوروبية على ارتفاع فيما افتتحت الأسهم الأميركية تعاملاتها على صعود ضمن موجة التفاؤل التي تعم الأسواق والمستثمرين. وفي لندن ارتفع اليورو قليلا أمس الخميس بفضل تأكيدات من ألمانيا وفرنسا بشأن إبقاء اليونان في منطقة اليورو لكن من المتوقع أن تظل العملة الموحدة ضعيفة بسبب مخاوف من احتمال تخلف أثينا عن سداد ديونها في نهاية المطاف. ويساور المتعاملين قلق من أن حدوث تخلف عن السداد داخل منطقة اليورو قد يسبب أزمة مالية كبيرة وما زالوا مستعدين لبيع العملة والأصول عالية المخاطر عند أي موجة صعود.

وبقيت تكلفة تأمين الديون اليونانية من التخلف عن السداد عند مستويات مرتفعة للغاية أمس الخميس.

وارتفع اليورو 0.3 في المائة إلى 1.3793 دولار. وعزز بيان مشترك من ألمانيا وفرنسا أول من أمس الأربعاء الآمال في حصول اليونان على الدفعة التالية من المساعدات من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لتفادي تخلف فوري عن السداد. وقال مانويل أوليفيري محلل العملات لدى «يو بي إس» في زيوريخ «تصريحات /زعيمي ألمانيا وفرنسا/ ميركل وساركوزي عززت المعنويات في الأجل القصير لكن ليس هناك مجال كبير لتحسن حقيقي في المواقف تجاه دول الأطراف أو ظروف النمو العامة في منطقة اليورو حاليا». وأضاف «من المرجح أيضا أن يضطر البنك المركزي الأوروبي لاتخاذ موقف مؤيد لمزيد من التيسير النقدي لذلك لا نعتقد أن اليورو سيظل مدعوما لفترة طويلة». ويقع اليورو أيضا تحت ضغط مخاوف متنامية من امتداد الأزمة إلى الاقتصادات الكبرى في منطقة اليورو مما يفتح الباب للحديث عن حاجة محتملة لسندات مشتركة من منطقة اليورو لبناء الثقة في المنطقة. وتعارض ألمانيا هذه الفكرة بقوة.

وتكثر التكهنات أيضا بأن مؤسسة موديز ستخفض التصنيف الائتماني لإيطاليا قريبا بعد مرور نحو 90 يوما من إعلان المؤسسة الأميركية أنها قد تخفض التصنيف الإيطالي. وارتفع الدولار على نطاق واسع هذا الشهر وسط مخاوف بشأن أزمة الديون الأوروبية والنمو العالمي دفعت المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة لكن صعوده قد يكون محدودا بسبب ضعف الاقتصاد الأميركي.

ويحظى الين بدعم عند مستوى ليس بعيدا عن مستواه القياسي المرتفع مقابل الدولار نظرا لأن سوق الدين اليابانية من أكثر الأسواق سيولة في العالم وهو ما يجذب الباحثين عن الأمان. واستقر الدولار عند 76.65 ين قرب مستواه القياسي المنخفض 75.941 ين الذي سجله الشهر الماضي لكن المخاوف بشأن احتمال تدخل طوكيو للحد من صعود الين دعمت الدولار. وسيسمح هذا الاجتماع في فروكلاف في جنوب غرب بولندا مبدئيا بتجاوز العقبات المتبقية أمام تطبيق خطة المساعدة الثانية لليونان التي قررها الاتحاد الأوروبي في 21 يوليو(تموز) الماضي. والموافقة على هذه الخطة التي تنتظرها الأسواق بفارغ الصبر، تتأخر وتتعثر أمام تحفظات عدة دول بينها سلوفاكيا وفنلندا. وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الفنلندي يوركي كاتاينن أكد في مقال نشر في ألمانيا أنه لا يتمنى خروج اليونان من منطقة اليورو! لكنه أبقى على طلب تقديم ضمانات. وفي حالة استثنائية، سيشارك وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر في هذا الاجتماع، في حين تعتبر الولايات المتحدة أن الاقتصاد العالمي سيبقى ضعيفا طالما استمرت أزمة منطقة اليورو. واعتبر غايتنر الأربعاء أن الأوروبيين «سيتعين عليهم أن يتحركوا بسرعة أكبر» وأن عليهم أن يضخوا المزيد من الأموال لتفادي أزمة كبرى.

وفي سنغافورة تراجع الذهب واحدا في المائة في تعاملات متقلبة أمس الخميس بعد صعود الأسهم بفعل تفاؤل بشأن خطوات مبدئية من صانعي السياسة الأوروبيين لحل أزمة ديون منطقة اليورو.

ودفع إخفاق الذهب في العودة للمستويات المرتفعة التي سجلها في الآونة الأخيرة المستثمرين لتقليص مراكزهم وترقب مجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية قبيل اجتماع لجنة السوق المفتوحة الاتحادية بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الأسبوع المقبل لتحديد أسعار الفائدة.