الرئيس التنفيذي لـ«إسمنت حائل»: نتطلع للاستحواذ على حصة 4% من السوق السعودية

الزهراني لـ«الشرق الأوسط»: لا يوجد تقاسم حصص بين الشركات المحلية

سوق الإسمنت في السعودية مفتوحة وتحكم بالعرض والطلب
TT

كشف مسؤول تنفيذي في أحدث شركة لإنتاج مادة الإسمنت في السعودية أن المنافسة في السوق المحلية مفتوحة ولا يوجد تقسيم للحصص بين الشركات العاملة فيها، مشددا على عدم وجود اتفاقية معلنة بين الشركات تنص على ذلك على الرغم من عددها الذي تجاوز 14 شركة تتوزع في مناطق المملكة المختلفة.

وذكر لـ«الشرق الأوسط» المهندس مطر الزهراني رئيس شركة «إسمنت حائل» أن انتشار شركات الإسمنت في السعودية لن يؤثر على إنتاج وإيرادات الشركة أو الشركات الأخرى، حيث إن سوق الإسمنت كحال الأسواق الأخرى سوق مفتوحة وتحكم بالعرض والطلب، وأشار المهندس مطر إلى أن تقديراتهم الأولية تشير إلى أن «إسمنت حائل» ستستحوذ على نسبة تتراوح ما بين 3.5 إلى 4.

وبين رئيس شركة «إسمنت حائل» الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقد أول من أمس أن السوق السعودية ما زالت قادرة على استيعاب المزيد من شركات الإسمنت وبحاجة لشركات جديدة في بعض المناطق، مع توقعه بتنامي الطلب على الإسمنت خلال السنوات الخمس المقبلة، وكذلك مستقبل صناعة الإسمنت في ظل الطلب الحقيقي مع الأوامر الملكية ببناء 500 ألف وحدة سكنية إلى جانب العديد من المشاريع الحكومية والخاصة.

وكان خادم الحرمين الشريفين قد أعلن في مارس (آذار) منحا بقيمة 93 مليار دولار لبناء 500 ألف وحدة سكنية ورفع الأحد الأعلى لقيمة قروض صندوق التنمية العقارية إلى 500 ألف ريال، وقال المهندس الزهراني إن شركة «إسمنت حائل» ستنافس بقوة و«سننظر لانتشار الشركات بإيجابية، وسيكون 80 في المائة من إنتاج الشركة داخل منطقة حائل، الذي يتوقع أن يشهد طلبا مرتفعا خلال السنتين المقبلتين مع انطلاق العمل بمدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية، ومشاريع هيئة تطوير حائل التي أعلن عنها مؤخرا بالإضافة للمشاريع الحكومية والقطاع الخاص»، وتابع أن «رؤية الشركة أن تكون من أكفأ الشركات وتكون منتجاتها بسعر جيد وذات جوده عالية وبصفة مستمرة مع الطلب القوي على الإسمنت من منتجات الإسمنت العادي والإسمنت المقاوم للكبريت».

وتعتزم شركة «إسمنت حائل» بيع نصف رأسمالها في طرح أولي في 20 سبتمبر (أيلول) الحالي ويستمر حتى 26 من الشهر نفسه.

وبشأن ما إذا كان لدى الشركة مخاوف من توقيت الاكتتاب في ظل ما تشهده المنطقة والاقتصاد العالمي من اضطرابات، قال المهندس الزهراني: «لسنا بمعزولين عن العالم، ولكن المؤشرات تقول إن صناعة الإسمنت في السعودية واعدة جدا، والطلب عليها حقيقي وبالمليارات، وأعتقد أن المستثمر السعودي على درجة عالية من الوعي.. لذلك، نحن متفائلون بنجاح الاكتتاب».

واستبعد رئيس شركة «إسمنت حائل» أن يتضرر سير الاكتتاب من إجازة اليوم الوطني الذي يصادف يوم السبت 23 سبتمبر (أيلول) علما بأن الاكتتاب يبدأ يوم الثلاثاء 20 من الشهر الحالي، وبين أن الاكتتاب لن يتأثر من إجازة اليوم الوطني بحسب المعطيات المتوفرة كما ذكر، وتوقع أن يتم تغطية الاكتتاب.

وكانت هيئة سوق المال السعودية أعلنت في يونيو (حزيران) أنها وافقت على قيام «إسمنت حائل» بطرح 48.95 مليون سهم للاكتتاب العام بما يعادل 50 في المائة من أسهم الشركة بقيمة عشرة ريالات للسهم بما يعادل 2.66 دولار.

وعن المراحل المنجزة من المشروع، بين المهندس مطر الزهراني أنه تم الانتهاء من تصاميم المشروع والأعمال الهندسية وتم التعاقد لشراء الآلات والمعدات الرئيسية وجاري العمل في الموقع.

واستبعد رئيس شركة «إسمنت حائل» فكرة ربط مصنع الإسمنت بقطار الشمال - الجنوب، وقال: «أقرب نقطة لربط المصنع تبعد 70 كيلومترا، وهذا جعلنا نتريث في عملية الربط بسبب أن التركيز في تسويق الإنتاج على منطقة حائل»، وعاد ليقول: «في حالة كان مجديا اقتصاديا سيتم الربط مع سكة القطار».

وعن الضرر البيئي الذي قد يلحق بالبيئات المجاورة جراء العمل في المصنع، قال المهندس مطر الزهراني إن المعالجة ستتم وفق الاشتراطات البيئية المطلوبة، ولن تكون هناك مخاوف من هذه الأضرار بعد اعتماد المواصفات البيئية الصارمة للمصنع.

يذكر أن موقع المشروع سيكون في مدينة تربة حائل، التي تقع في شمال شرقي المنطقة وتبعد مسافة تتجاوز 180 كيلومترا، ويضم المحجر أكثر من 60 مليون طن من الخام الجيري.

ويجاور المصنع منجم «البوكسيات» بالزبيرة، الذي سيتم نقل المواد الخام منه إلى رأس الزور على ساحل الخليج العربي شرقا بواسطة قطار النقل.

وعن التأثيرات المتوقع أن تحدث لاقتصاد منطقة حائل جراء إنشاء مصنع الإسمنت، قال الرئيس التنفيذي لشركة «إسمنت حائل» إن أبرز القطاعات التي ستتأثر هما قطاعا الخدمات والنقل. وعن موقع المدينة السكنية التي ستبلغ تكلفتها 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار)، ذكر أنها ستكون بالقرب من المصنع، ولن تكون في مدينة تربة التي تجاور المصنع بسبب عوائق؛ ذكر منها الكهرباء وعدم اكتمال الخدمات في تربة، وأكد أنه تمت دراسة ذلك بالتفصيل ولكن هذه العوائق حالت دون ربط مدينة تربة بالمدينة السكانية على الرغم من أن تربة تضم قطاعات ومصالح حكومية وخاصة كالمدارس والخدمات الطبية والمصارف والأسواق، وضم مدينة إسكان الإسمنت سيؤثر بشكل إيجابي على تنمية المدينة وسيخلق فرص عمل وفرصا استثمارية.

وأبان رئيس شركة «إسمنت حائل» أن «العمل جار لدراسة احتياج الشركة من الموظفين ويتم العمل على التوظيف والتدريب واستقبلنا طلبات تزيد على 1500 طلب وتستهدف الفنين خريجي الكليات التقنية والمعاهد الفنية وسيكون هناك إعلان خلال الفترة المقبلة عن الفرص الوظيفية المتاحة».

وتوقع المهندس الزهراني أن تكون بداية الإنتاج الفعلي للشركة في الربع الأول من عام 2013 بحجم إنتاج قدره خمسة آلاف طن في اليوم مع تحقيق أرباح مع نهاية السنة الإنتاجية الأولى. وتبلغ التكلفة الإجمالية لمشروع الشركة نحو 1.2 مليار ريال (320 مليون دولار).