كيف سجل نجوم رياضيون أهدافا مالية في مرماهم؟

أفلسوا بعد مغامرات استثمارية فاشلة

TT

سوف ينزل مايكل فيك الملعب وهو يرتدي يوم الأحد الزي الرسمي لفريق فيلادلفيا إيغلز، الذي تقبل انضمامه إليه بعد سجنه بتهمة المساعدة في إدارة حلبة لنزال الكلاب. لكن بسبب إفلاسه عقب سجنه، سيلعب لصالح «بي إم دبليو فايننشيال سيرفيس»، و«دودسون بيست كنترول»، و«سامر تايم بول»، و«مونتسيلو وودز هوم أونرز أسوسيشين». لا كرعاة، بل دائنين له إضافة إلى آخرين.

يمثل الرياضيون المحترفون المفلسون عنصرا مؤسفا من المشهد الرياضي، وليس فيك هو الوحيد من بين لاعبي كرة القدم الأميركية الذين تعثروا ماليا، فقد عانى كل من بيرني كوسار، نجم فريق كليفلاند براونز السابق، ومارك برونيل، اللاعب الحالي في نيويورك جيتس، من الإفلاس أيضا. ربما لا تتعدى مشكلات نجوم الرياضة المالية مشكلات المواطن العادي الذي يجني الكثير من الأموال سريعا، لكنها تبدو ضخمة نتيجة شهرتهم وانخداعهم بمشاريع مثيرة للشفقة. ربما يكون ما يراهن عليه نجوم الرياضة، خاصة لاعبي كرة القدم، الكثير لأن مهنتهم تدوم فقط لنحو أربعة مواسم، وقد ينتج عنها عاهات وتكاليف علاج أو مشكلات بدنية.

إن فيك من الرياضيين القلائل الذين يحظون بفرصة ثانية، فينبغي أن يتيح له العقد الجيد الذي وقعه مع فريق إيغلز سداد كل ديونه. لا يحظى أكثر الناس بفرصة ثانية لتصحيح مسار حياتهم بهذه السرعة. لقد كتبت خلال الأسابيع القليلة الماضية عن الأطباء وأخطائهم المالية والأخطاء التي ترتكبها الأرامل.

في الوقت الذي يبدو فيه أن أيا منا لن يوقع عقدا بسبعة أرقام للعب أي نوع من الكرة، تقدم الكارثة المالية التي يعانيها الرياضيون المحترفون ثلاثة دروس هي أن أي شخص يمكنه العمل، سواء كان حديث التخرج يحصل على راتب من أربعة أرقام للمرة الأولى، أو ورث فجأة، أو ربح مبلغا كبيرا من المال.

لقد قدم سلو ستيف يونغ نموذجا جيدا، وأرسى أساس الصحة المالية من خلال التخصص في الشؤون المالية بجامعة بريغهام يونغ، وفاز بأكثر الجوائز قيمة بالنسبة للاعبين بعد أن قاد فريق سان فرانسيسكو 49 إلى الفوز في دوري كرة القدم الأميركية، ويعمل حاليا مدير تنفيذي في مؤسسة «هانتسمان غاي غلوبال كابيتال». ويتحدث عن كيف أحسن استغلال المال عندما بدأ حياته المهنية، بقوله: «لم أكن مستعدا للتعامل مع الأمر. إن الأمر مثل تعلم القيادة، حيث لا يستطيع الكثيرون الانتقال من صفر إلى 100 فجأة».

ونصح اللاعبين المبتدئين بالتمهل، وهو ما عبر عنه الاتحاد القومي للاعبي كرة القدم. تقول دانا هاموندز، مديرة خدمات اللاعبين والتنمية في الاتحاد: «امنح نفسك وقتا. ركز على كرة القدم، وخلال الموسم سوف يكون لديك الوقت الكافي لإدراك ما يحدث. لا حاجة إلى التورط في أي نوع من الاستثمارات، فما يحتاجون إليه فقط هو الانتباه إلى النقود التي يحصلون عليها خلال أول عامين».

تبين أن هذه نصيحة صعبة بالنسبة إلى الكثير من اللاعبين، ففي الوقت الذي كان يتعين على فيك توضيح وضعه المالي أمام قاضي الإفلاس، كان قد تورط حتى أذنيه في كل أشكال الاستثمار، حيث شارك في مشروع لتأجير السيارات، ومزرعة خيول، ومطعم، وما يطلق عليه مطار «إم دي»، وكلاب البيتبول. وتمثل هذه القائمة من المشاريع المشكوك في جدواها نموذجا للنصائح التي يسديها بعض الخبراء إلى الأشخاص الذي يصبحون أثرياء فجأة. يقول يونغ وهو يضحك، بينما يتذكر مزرعة القطط المكسيكية التي عرض عليه أحدهم إقامتها بطريقة تبدو استراتيجية: «لا تظن أن هناك مجتمع سري يمتلك معرفة الاستثمار، بينما تجهل أنت ذلك». وقال: «سندات الخزانة أمر بسيط، لكن ابحث عمن يمكن أن يساعدك في هذا».

في النهاية يقول سمال إن الرياضيين ومن هم على شاكلتهم قد يريدون أو يحتاجون عائدات أكبر من تلك التي توفرها السندات. يريد البعض الآخر الاستقرار ورعاية أسرهم الذين ساعدوهم منذ البداية. ليس بالضرورة أن يواجه رياضيون محترفون سابقون والذين ينصحون اللاعبين، مشكلات في ذلك الأمر، لكن لدى الأطباء النفسيين خبرة في توجه المحترفين نحو تضخيم الأمور المالية، ويعزونها إلى نمط غريب من أنماط التفكير التي ترتبط بدخولهم فجأة إلى عالم مختلف تماما عما ألفوه مع أصدقائهم وأفراد أسرتهم.

يقول براد كلونتز، المشارك في تأليف كتاب «العقل أهم من المال» (دار نشر كراون بيزنس 2009) والطبيب النفسي الممارس: «يمر مخ الحيوان بحالة من الذعر لانفصاله عن القبيلة. ويريد أخوك الذي كان دوما إلى جانبك اقتراض المال منك لإقامة مشروع. لذا يميل الرياضيون إلى التخلي عن أموالهم. عندما تنفد أموالك لا تواجه مثل هذه المواقف».

لا يبدو هذا منطقيا، لكننا أمام حالة إفلاس يواجهها فيك كان من أسبابها إنفاق ما يتراوح بين 120 و150 ألف دولار على شراء مجوهرات لأخيه.

أما بالنسبة إلى المنازل، فيقول ريجي ويلكس، المستشار في مصرف «ميريل لينش»، الذي كان يلعب في مركز الدفاع بفريق إيغلز في نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات: «اشتر منزلا في قرية أو حتى استأجر واحدا لتعرف ما معنى العيش في منزل مستقل، بعيدا عن كليتك أو أبويك».

ربما لا يستطيع المبتدئون بوجه خاص التنبؤ بما سوف يحرمون منه أو يقايضونه بسبب حماستهم لفريقهم الجديد ومدينتهم الجديدة. وتشير سوزان برادلي، مؤسسة معهد «سادين ماني إنستيتيوت»، التي عملت مع الاتحاد القومي لكرة القدم واتحاد اللاعبين، إلى أن بعض الفرق لا تقدم للاعبين إيداع رواتب مباشرا، على الرغم من منح أفراد طاقم العمل هذه الميزة.

ينبغي على أي شخص يتقاضى أجرا مثل الأجور التي يتقاضاها الرياضيون، أن يسعى للحصول على استشارات في الشؤون المالية. تخيل أنك مكانهم ومحاط بكل أنماط البشر فقط من أجل ما تمتلكه من أموال. ولكن يقول الغرباء إنهم يريدون حمايتك وحماية مالك. ما يتعين عليك فعله هو الاستعانة بشخص تعرفه جيدا، مثل زميلك أو أحد أفراد الأسرة، ليجد لك مستشارا، أو ليقوم هو بهذا الدور. لكن أوقع هذا التوجه فيك في مشكلات، فقد أرسله أحد رفقائه إلى فتاة، وعندما وجد فيك أنها تواجه مشكلة مع بورصة نيويورك، نصحه أخوه باللجوء إلى مستشار آخر يزعم أن دوم لي لويس من عملائه. وتبين أن هذا المستشار يواجه مشكلة مع واضعي القواعد المنظمة للبورصة.

لدى اتحاد اللاعبين قائمة بمستشارين، واستعان نحو 50 في المائة من اللاعبين بأحدهم خلال السنوات الماضية. ويشترط الاتحاد أن يكون لدى المستشارين المدرجة أسماؤهم على القائمة خبرة خمس سنوات، علاوة على حصولهم على درجة علمية، وسجل نظيف مع واضعي اللوائح. لا يضمن هذا صدقهم وأمانتهم، لكن ينطبق هذا على عضوية المنظمات البارزة، مثل «فايننشيال بلانينغ أسوسيشين» أو «ناشونال أسوسيشين أوف بيرسونال أدفايزرز».

إذا كنت مديرا لإحدى برامج الاستشارات التابعة للاتحاد، كنت سأجعل كل المستشارين يوافقون على العمل بحسب ما يقتضي صالح عملائهم، ويجنون المال من خلال الرسوم لا العمولات، وأحدد نسبة أصول اللاعبين أو رواتبهم بحسب ما يحتاجون. وتقول هاموندز إن الاتحاد سيقف إلى جانبها في المشكلة التي تواجهها مع لجنة الأوراق المالية والبورصة إذا كانت لديها تلك المتطلبات. لكن يمكن لأي رياضي أو أي شخص آخر ممن حصلوا على أموال كثيرة فجأة، اشتراط هذه المعايير الإضافية عند اختيار مستشاريهم.

ويقول ويلكس إن ما جذبه إلى انتهاج هذا الطريق هو ما سمعه من 80 في المائة من زملائه السابقين عن استثماراتهم. واقترح مستوى إضافيا من الحماية. وأضاف: «ينبغي أن يكون هناك فصل بين الخدمات»، حتى يتعلم كل محترف من الآخر. وأوضح قائلا: «لن أجلس هنا وأخبرك بالمحاسب أو وكيل الأعمال المناسب.. قد أقترح عليك ثلاثة أو أربعة أسماء، لكن عليك أن تجري مقابلات معهم».

لكن يبدو على ويلكس الإحباط في حالة مايكل فيك من الأشخاص الذين يساعدون فيك بقدر أكبر مما كان عليه الحال عندما كان يمارس كرة القدم الأميركية. ويقول: «يجب أن يكون لديك مستشارون قادرون على إخبارك بضرورة الإصغاء إليهم، ويهددونك بقطع علاقتهم معك إذا لم تفعل».

*أسهم آلان ديلاكويرير وجاك ستايزينسكي في إعداد هذا التقرير

*خدمة «نيويورك تايمز»