الأسواق ترتدي اللون الأحمر بعد تعثر احتمال إنقاذ اليونان

المستثمرون يهربون من اليورو إلى الدولار وسندات الخزانة الأميركية

متعاملون أمام شاشة التداول في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

أصبحت الأسواق في عين العاصفة بعد تعثر إنقاذ أثينا، حيث تبخرت المكاسب التي حققتها وسط الأسبوع وعادت المؤشرات في أوروبا وعبر الأطلنطي إلى اللون الأحمر. وتجددت مخاوف المستثمرين أمس من تدهور أزمة اليونان وارتفعت احتمالية ألا تستطيع تسديد التزامات ديونها في أعقاب تأجيل الدفعة الثانية من أموال خطة الإنقاذ البالغة 8 مليارات يورو. وفقد مؤشر الفاينانشيال تايمز لقياس الأسهم البريطانية الكبرى في إغلاق أمس 116 نقطة، فيما فقد مؤشر داو جونز الصناعي 212 نقطة لينخفض إلى 11295 نقطة في التعاملات المبكرة. وتراجعت الأسهم في جميع أسواق أوروبا تقودها أسهم البنوك التي باتت في وضع حرج بعد أزمة السيولة التي تعرضت لها في نهاية الأسبوع الماضي. ومما زاد من عملية الشكوك في احتمال إنقاذ اليونان الهزيمة التي تعرض لها التحالف الحاكم في ألمانيا بسبب سياسته تجاه أوروبا. وفي ظل هذه الظروف المتشائمة توجهت أنظار المستثمرين إلى اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي وتكالب المستثمرون أمس على شراء سندات الخزينة الأميركية والدولار لحماية استثماراتهم في اليورو وسندات اليورو. ووسط هذا الاضطراب سجل الذهب أكبر ارتفاع.

وفي أسواق الصرف ارتفع الدولار لأعلى مستوى أثناء الجلسة أمام الفرنك السويسري أمس الاثنين مع عدم تحقيق صانعي السياسة الأوروبيين أي تقدم صوب حل أزمة ديون منطقة اليورو مما أذكى مخاوف حول احتمال تخلف اليونان عن سداد ديونها وامتداد الأزمة إلى اقتصادات أكبر في منطقة اليورو إضافة إلى تضرر بنوك المنطقة. وعادة ما يكون الفرنك السويسري هو الأكثر استفادة من التدفقات صوب الملاذات الآمنة إلا أن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي السويسري في الأسابيع القليلة الماضية لإضعاف عملته أمام اليورو دفعت مزيدا من تلك التدفقات تجاه الدولار. وارتفع الدولار في أحدث معاملة 1.1 في المائة أمام الفرنك السويسري إلى 0.88628 فرنك على منصة التعاملات الإلكترونية إي.بي.إس بعد أن صعد إلى نحو 0.8865 فرنك. وهبط اليورو 0.2 في المائة أمام الفرنك السويسري إلى 1.2061 فرنك على منصة التعاملات إي.بي.اس في أوائل التعاملات في نيويورك.

وفي أسواق الطاقة تراجع النفط أكثر من اثنين في المائة أمس إذ عززت المخاوف المتزايدة بشأن أزمة ديون منطقة اليورو قلق المستثمرين بشأن مستقبل الطلب على السلع الأولية. وتراجع النفط وأسواق الأسهم والنحاس اليورو بينما ارتفع مؤشر الدولار والذهب. وأقبل المستثمرون على الأصول الآمنة قبيل اجتماع لمجلس الاحتياط الاتحادي «البنك المركزي الأميركي» قد يشير لمزيد من إجراءات التحفيز لدعم أكبر اقتصاد في العالم. وقال كريستوف باريت الرئيس العالمي لبحوث النفط في بنك كريدي أجريكول الفرنسي لـ«رويترز»: «الأسواق المالية تريد خطة دقيقة وواضحة لكيفية التعامل مع أزمة الديون الأوروبية لكنها لا تحصل عليها. لخلفية الاقتصادية ضعيفة».

وسيترقب المستثمرون ما سيسفر عنه اجتماع المركزي الأميركي وقمة مجموعة العشرين يومي الخميس والجمعة المقبلين للحصول على مؤشرات على الخطوات التي قد تتخذها الحكومات وصانعو السياسة لاستعادة ثقة الأسواق. وبحلول الساعة 15:51 بتوقيت غرينتش تراجع خام برنت في العقود الآجلة تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) 2.6 دولار إلى 109.62 دولار للبرميل بعدما هبط إلى 108.87 دولار. وانخفض الخام الأميركي الخفيف في عقد أكتوبر (تشرين الأول) الذي ينتهي تداوله اليوم الثلاثاء 2.14 دولار إلى 85.82 دولار للبرميل.

واستفاد الذهب في سوق المعادن الثمينة حيث ارتفع السعر الفوري للذهب 0.8 في المائة أمس مواصلا مكاسب بلغت 1.2 في المائة في الجلسة السابقة مع إقبال المستثمرين على المعدن كملاذ آمن في ظل المخاوف من تفاقم أزمة الديون في منطقة اليورو. وسيركز المستثمرون على اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) يومي الثلاثاء والأربعاء. ومن شأن أي شكل من أشكال التحفيز للاقتصاد أن يدعم أسعار الذهب. وبحلول الساعة 06:43 بتوقيت غرينتش ارتفع السعر الفوري للذهب نصفا في المائة إلى 1820.29 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن زاد أكثر من واحد في المائة في الجلسة السابقة.