رئيس شركة «إسمنت حائل»: نتوقع أن نحقق أرباحا في العام الأول.. والطلب الداخلي يغني عن التصدير

مطر الزهراني قال إن نتائج الشركات المدرجة أبلغ مؤشر لجدوى مشاريع الإسمنت

مطر الزهراني رئيس شركة اسمنت حائل (تصوير: خالد الخميس)
TT

كشف المهندس مطر الزهراني رئيس شركة «إسمنت حائل» عن أن شركته ستحقق أرباحا من العام الأول للتشغيل، الذي يتوقع أن يكون في عام 2013، مشيرا إلى أن بدء الإنتاج التجريبي سيكون في بداية العام نفسه.

وكشف الزهراني عن أن أولوية الإنتاج ستكون لمدينة حائل (شمال السعودية)، في الوقت الذي شدد فيه على أن التصدير الخارجي سيكون متاحا في حال كانت هناك فرصة سانحة للشركة، خاصة أن الشركة ستبحث عن أي فرص تحقق الأفضل لمساهميها.

وجاء حديث رئيس شركة «إسمنت حائل» في حوار مع «الشرق الأوسط»، تزامن مع انطلاق الاكتتاب في 50 في المائة من رأسمالها يوم أمس في طرح أولي، سيستخدم في تنفيذ المشروع الواقع في مدينة حائل، الذي تبلغ تكاليفه نحو 1.2 مليار ريال (320 مليون دولار).

* ما هي الاستراتيجية التي تعمل عليها شركة «حائل»؟

- شركة «إسمنت حائل» هي اللاعب رقم 10 بين شركات الإسمنت السعودية المدرجة في قطاع الإسمنت بالسوق السعودية، وهي الشركة الـ14 بين الشركات العاملة في السوق، تتضمن رؤية الشركة على أن تكون واحدة من أكفأ شركات الإسمنت محليا وإقليما، وإذا وضعنا هذه الرؤية في هذه الجملة فإنها تتضمن الكثير من العمل والجهد والتصورات لبناء المشروع، وإذا نظرنا للشركات المطروحة فإن لها باعا قديما وأثبتت وجودها في السوق، وهذا يشكل تحديا لشركة «إسمنت حائل» لدخول السوق وإثبات الجدارة، ورسالة الشركة هي تقديم منتجات جيدة بأسعار منافسة وبصورة مستمرة للمستهلك، ونحن الآن في طور البناء ونحرص على أن تكون الشركة مبينة على أسس قوية وصلبة بحيث تستطيع أن تنافس منذ البداية، نسعى إلى أن نكون في المكان الصحيح، ونحقق هذه الأهداف، وهدفنا في المرحلة الحالية إكمال المشروع في الوقت المحدد، حيث إن مدة عقد بناء المشروع مع المقاول هي 25 شهرا، بدأت فعليا من الأول من يناير (كانون الثاني) 2011 وتنتهي في 31 يناير 2013، وبقي للمقاول نحو أكثر من 16 شهرا، حتى يكمل المشروع ونحن نعمل بشكل مستمر، حيث إن لدينا اجتماعا أسبوعيا في موقع المشروع، لمتابعة مراحل التنفيذ، ومن خلال الفترة الماضية لدينا ثقة في إنهاء المشروع في الوقت المحدد، ونحن نعمل على وضع اللمسات النهائية في خطة التوظيف، حيث لدينا برنامج لتوطين الوظائف، خاصة أن العامل البشري هو ما يحدث الفرق، ونحن نسعى إلى الإنهاء من الاتفاقات لإيجاد بنية تحتية للتدريب لتخريج موظفين مميزين.

* طرحتم أمس 50% من رأسمال الشركة للاكتتاب العام، هل لنا بمعرفة أكثر عن الاكتتاب؟

- عدد الأسهم المطروحة للاكتتاب يبلغ 48.95 مليون سهم (50 في المائة من رأسمال الشركة، بسعر اكتتاب 10 ريالات للسهم الواحد، وتم تخصيص جميع الأسهم المطروحة للمواطنين السعوديين، ومتحصلات الاكتتاب سوف تنفق في تنفيذ المشروع، ومجموع التكاليف المتوقعة لهذا المشروع سيبلغ 1.2 مليار ريال (320 مليون دولار)، ورأس المال سيصل إلى 979 مليون ريال (261 مليون دولار).

* ما هي العوامل التي ستساعد شركة «إسمنت حائل» على النجاح خلال الفترة التي ستعمل فيها خاصة في ظل المنافسة في السوق السعودية؟

- هناك طلب حقيقي في السوق السعودية، إذا نظرنا للطلب على المساكن بشكل عام، فهو في ازدياد، وقد اطلعت على دراسة بنكية تتوقع نموا كبيرا وقفزات في قطاع المساكن، بخلاف المشاريع الاستثمارية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى المشاريع الحكومية والبنى التحتية، جميع هذه المشاريع تتطلب وجود مادة الإسمنت، ودلالات الموجودة لدينا اليوم تؤكد وجود طلب قوي خلال الخمس سنوات المقبلة، في ظل هذا الطلب الكبير نحن نشعر بالتفاؤل، ونجد أن هناك طلبا على الإسمنت أكبر، حيث إن بعض الشركات عملت على إيجاد توسعات جديدة، بمعنى أنه لولا عدم وجود طلب على هذه المادة لما بدأت في مشاريع التوسعات، ونتيجة الطلب الكبير ونتيجة المشاريع سواء في القطاع الخاص أو الحكومي نجد أن الوضع مطمئن جدا.

* ما هي التحديات التي تواجهها شركات الإسمنت؟

- لا يوجد عمل من دون تحديات، وهذه طبيعة الحياة، وفي تصوري أن المرحلة الراهنة جيدة ومناسبة وهي من أفضل كل الفترات، وفيما يتعلق بالتصدير ليس هناك حظر وإنما هناك اشتراطات، من يرغب بالتصدير يستطيع أن يلتزم بتلك الاشتراطات، ولا أعتقد وجود إشكالات كبيرة، والتحدي لشركة «إسمنت حائل» هو إكمال المشروع في الوقت المحدد حسب الميزانية، وكذلك التوظيف وتدريب موظفي الشركة.

* هل تتطلعون للتصدير الخارجي؟

- في المرحلة الحالية نظن أن الطلب الداخلي سيكون كبيرا وهو الهدف الأول، ولو وجدنا بعد بدء الإنتاج أن هناك حاجة للتصدير لن نتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة، لكن في المرحلة الحالية هناك الكثير من المشاريع، خاصة أن منطقة حائل تضم مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية التي ستستهلك كميات كبيرة من الإسمنت، وبحكم القرب الجغرافي نتوقع أن نحصل على حصة جيدة من ذلك الطلب.

* هل هناك إحصائية حول كميات الطلب في مدينة حائل؟

- هناك طلب بحدود 3500 طن يوميا، ونتوقع أن يزيد في العام المقبل نتيجة المشاريع الاستثمارية ومشاريع الإسكان، أضف إلى ذلك بدء مشروع مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية، التي ستساعد على رفع أرقام الطلب على مادة الإسمنت.

* هل تسعون للوجود في جميع مناطق المملكة؟

- ترخيصنا فقط لمنطقة حائل، وأحد العوامل المهمة لقطاع الإسمنت هو النقل، وتكاليفه، وإذا استهدفنا مناطق أخرى فإن تكلفة النقل ستزيد، وبالتالي الأسعار تزيد، مما يؤثر على ربحية الشركة، ومن الأفضل أن يبقى الترخيص في المناطق القريبة من مصانع الشركة حيث تكون تكلفة النقل ضمن الحدود المعقولة.

* هل هناك مراحل سيتم فيها تنفيذ المشروع بالكامل حتى الوصول إلى بدء الإنتاج؟

- نحن تجاوزنا مرحلة التصميم، وشراء المعدات وبدء التنفيذ الفعلي في الموقع لدينا اليوم أكثر من 300 عامل خاص بالمقاول ونتوقع قبل نهاية الشهر أن يصل العدد إلى 400 عامل، الآن التركيز في الأعمال المدنية، بعد اكتمال المشروع الذي نتوقع أن يكون في نهاية 2012، وبعد ذلك يبد التشغيل التجريبي، وهو حقيقة يتوقف على عدة عوامل، والتي تختلف من شركة إلى أخرى، ولكن نتوقع أن يتم في الربع الأول من 2013، وفي الربع الثاني نتوقع أن يكون إنتاجنا في الحدود الطبيعية، ونأمل أن نصل إلى 5 آلاف طن يوميا.

* متى تتوقعون أن تصلون إلى نقطة التعادل؟

- نتوقع أن نصل إلى نقطة التعادل في 2013 ونتوقع أيضا أن نحقق أرباحا.

* منطقة الشرق الأوسط تعيش حاليا فترة إعادة البناء والإعمار كما هو الحال في العراق وقطر والإمارات وبعض الدول الأخرى، وفي حال سمح التصدير هل تنوون الدخول إلى تلك الأسواق لتغطية الطلب المتزايد؟

- لا شك أن كل شركة تبحث عن الفرص واقتناص الأفضل لتحقيق العائد لمساهميها، ولكن في الوقت الحالي فإن الطلب المحلي والإمداد المحلي أكثر جدوى، خاصة مع زيادة التكلفة في النقل الخارجي، ولكن في حال وجدت فرصة في مشاريع بقطر والعراق على وجه الخصوص سنعمل على الاستفادة من تلك الفرص.

* هناك من يقول إن توقيت الاكتتاب غير مجد، كيف ترى توقيت الاكتتاب؟

- إذا نظرنا لقطاع الإسمنت الذي يعيش على طلب حقيقي، وبالنظر إلى القلق في بعض الأوساط الاقتصادية الذي هو نابع من الخوف لعدد من القطاعات المبنية على طلب غير حقيقي، ولكن الحال في مشاريع الإسمنت مختلف لوجود المشاريع الكبرى في البلد، ونحن نعي أن قطاع الإسمنت آمن كاستثمار متوسط وبعيد المدى، وإذا أردنا أن نؤكد ذلك فإن نتائج الشركات المعلنة تكفي إذا ما قارنا أداءها في الربع الثالث والربع الثاني مع أدائها في الفترة نفسها في الأعوام السابقة، وهي دلائل تؤكد قوة الاستهلاك خلال الفترة المقبلة.

* ماذا أعددتم في «إسمنت حائل» لتتوافق مصانعكم مع حماية البيئة؟

- نعمل على تنفيذ تقنية حديثة تطبق أفضل المعايير البيئية بحيث حجم الغبار لا يزيد على 30 ملليغراما، ونحن حريصون على هذا الجانب لأنه من ضمن المسائل الملقاة على عاتقنا ونحن نعمل على تطبيق تلك المعايير.

* كيف ترى قطاع الإسمنت السعودي خلال الفترة المقبلة؟

- بحسب الدراسات، فإن الطلب سوف يستمر على قطاع الإسمنت، خاصة في ظل المشاريع الضخمة الحالية، إضافة إلى مشاريع الإسكان، وهو ما سيسهم في تعزيز الفورة الاقتصادية في البلاد.