زوليك: تدهور منطقة اليورو يؤدي إلى تراجع قيمة الأصول في الاقتصادات الصاعدة

قال إنه لا أحد محصن من تبعات الأزمة الاقتصادية في أميركا وأوروبا واليابان

روبرت زوليك يرسم مستقبلا قاتما للعالم (أ.ب)
TT

أبدى روبرت زوليك، رئيس البنك الدولي، قلقه من ارتفاع أسعار الغذاء في الدول النامية، محذرا من تدهور الأوضاع الاقتصادية في كل من منطقة اليورو والولايات المتحدة واليابان، بما يؤدي إلى تراجع قيمة الأصول لدى الاقتصادات الصاعدة وقيامها بإجراءات حمائية لإنتاجها.

وأثنى زوليك على أداء الدول النامية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائلا «إنها النقطة المضيئة في الانتعاش الاقتصادي العالمي»، وتوقع أن يستمر هذا الأداء الجيد ليكون المحرك الرئيسي للنمو العالمي. وقال «إن البلدان النامية لعبت دورا عاما في تحقيق الاستقرار والثقة في الاقتصاد العالمي، وسوف تحافظ على معدلات نمو قوية في المستقبل». وأوضح زوليك أن هناك نوعين من السياسات التي على الدول النامية اتباعها، الأول عدم الإقدام على تصرفات غبية (إجراءات حمائية)، والثاني أن تظل أعين الخبراء الاقتصاديين في الدول النامية على تحقيق وتحفيز الاستثمار والنمو طويل المدى. وأوضح أن تمكين المرأة وإزالة العوائق أمامها هو أحد أنواع التخطيط لنمو طويل المدى.

وقال زوليك في مؤتمر صحافي صباح الخميس «إن العام يدخل مرحلة الخطر، وليس أمام القادة أي أعذار للتأخر عن القيام بإصلاحات ومعالجة المشاكل المالية، فالأزمة المالية قد تنتقل من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان إلى الدول النامية، والجميع يجب أن يتدخل لمواجهتها، وعدم القيام بشيء لا يدل على تحمل المسؤولية»، مضيفا أن «التحديات الحالية تتطلب قادة شجعانا، ولا يوجد أحد محصن من تبعات الأزمة».

وقال زوليك «إنني ما زلت أعتقد أن دخول الولايات المتحدة واليابان وأوروبا إلى مرحلة الركود من غير المحتمل، لكن ثقتي في هذا الاعتقاد تتآكل يوميا بعد توالي صدور البيانات الاقتصادية». وأضاف رئيس البنك الدولي أن العوائق الحمائية على التجارة الدولية قد قلت خلال العام الماضي، لكن قلق الدول النامية من ارتفاع معدلات التضخم قد يغري المسؤولين بفرض إجراءات حمائية على الصناعات المحلية. وأكد أن البنك الدولي يعمل مع منظمة التجارة العالمية والمؤسسات الدولية الأخرى للحصول على معلومات والتنسيق في مواجهة الدول التي تقدم على إجراءات حمائية من خلال سياسة «الإعلان والتشهير».

وأوضح زوليك أن اجتماعات البنك وصندوق النقد الدولي، ستركز على قضيتين، هما خلق الوظائف وتمكين المرأة. وأشار إلى أن الدول الفقيرة لم تحقق أي هدف من أهداف الألفية، وتعتمد على تلقي المساعدات من المؤسسات الدولية، ولا بد لهذه الدول أن تسمح ببناء قطاع خاص قوي يحقق النمو ويخلق فرص عمل.

ونصح رئيس البنك الدولي الصين بإعادة هيكلة بعض القطاعات قائلا «رغم النمو الكبير الذي حققته الصين على مدى ثلاثين عاما فإنه من الذكاء أن تقوم بإعادة هيكلة بعض القطاعات، وهو التحدي الذي تواجهه في العقد القادم». وأوضح أن الصين أخذت خطوات جيدة في إصلاح النظام المصرفي وتحقيق مرونة للعملة. بينما نصح روسيا باتخاذ خطوات جادة لإصلاح وهيكلة المصارف الصغيرة والمتوسطة.

وأكد زوليك أنه يتعاون مع الإدارة الأميركية والكونغرس لتقديم تقييمات للجنة السوبر التي تقوم بمراجعة الوضع الاقتصادي الأميركي وتقديم مقترحات لتقليص الإنفاق الحكومي وخلق فرص عمل.

من جانب آخر، حذر المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من «مخاطر سلبية كبيرة في وضع الاقتصاد الأميركي»، وأعلن عن برامج لمبادلة السندات تهدف إلى إبقاء أسعار الفائدة طويلة الأجل متدنية. وحذر الاحتياطي الفيدرالي من استثمار الضعف في أسواق العمل الأميركي واستمرار ارتفاع نسب البطالة. فيما أعلن وزير الخزانة الأميركي تيموثي غيثنر أن الأزمة في منطقة اليورو والانقسامات السياسية في الولايات المتحدة هي أكبر الأخطار التي تهدد الاقتصاد العالمي.