خطوة «الاحتياطي الفيدرالي» ترفع الدولار وتخفض النفط والذهب

وسط مخاوف المستثمرين من المستقبل

TT

سجل مؤشر الدولار أعلى مستوى في سبعة أشهر أمس الخميس، معززا مكاسبه واسعة النطاق، إذ دفعت مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي المستثمرين للإقبال على العملة الأميركية التي يعتبرونها ملاذا آمنا بفضل سيولتها. وسجل اليورو أدنى مستوى في عشر سنوات أمام الين عند 103.168 ين وفقا لبيانات منصة التعاملات «إي بي إس»، إذ هوت العملة الموحدة أمام العملة اليابانية التي تعتبر ملاذا آمنا هي الأخرى. وارتفع مؤشر الدولار الأميركي إلى 78.130 نقطة، مسجلا أعلى مستوياته منذ فبراير (شباط).

وفي سوق المعادن، انخفضت أسعار الذهب أمس بعد أن ساعدت إجراءات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي تعزيز النمو في ارتفاع الدولار، لكنها دفعت أسواق الأسهم العالمية للتراجع وأَضرت بأسعار السلع الأولية. وانخفض البلاديوم لأقل مستوى في عشرة أشهر، وفقدت العقود الآجلة للبلاديوم الأميركي نحو ستة في المائة في أكبر خسارة تتكبدها في يوم خلال ستة أشهر، بعد أن أظهر مؤشر رئيسي للصناعات التحويلية في الصين انكماشا في أنشطة المصانع في أكبر مستهلك للسلع الأولية في العالم للشهر الثالث على التوالي. وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي محذرا من مخاطر اقتصادية نزولية «كبيرة» إنه سيطلق برنامجا بقيمة 400 مليار دولار لتحويل جزء كبير من محفظته البالغة 2.85 تريليون دولار من حيازات السندات، بحيث تميل بدرجة أكبر إلى السندات طويلة الأجل.

وعلى الرغم من أن الخطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، فقد أحبطت المستثمرين الذين كانوا ينتظرون إجراءات تحفيز أقوى مما دفع الأسهم وأسعار السلع الأولية إلى الانخفاض.

وفي لندن، انخفض سعر مزيج برنت أكثر من أربعة دولارات إلى 105.87 دولار للبرميل، مع تهاوي أسعار النفط بسبب مخاوف الاقتصاد العالمي وارتفاع الدولار الأميركي. وهبطت أسعار النفط بما يزيد على ثلاثة دولارات للبرميل، حيث لامست العقود الآجلة للخام الأميركي 82.75 دولار للبرميل، في ظل إشارات أذكت مخاوف حول نمو الاقتصاد العالمي وصعود الدولار، مما زاد من الضغوط النزولية. وشعر المستثمرون بالقلق من إعلان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي أن اقتصاد الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم يواجه مخاطر نزولية، وأعرب محللون عن مخاوفهم من أن تكون إجراءات دعم النمو الاقتصادي غير كافية. وازدادت الصورة قتامة بفعل التباطؤ في الصين وتسجيل القطاع الخاص في منطقة اليورو أسوأ معدلات نمو في أكثر من عامين مما جعل آفاق الاقتصاد العالمي ملبدة بالغيوم.

وقال ثوربيورن باك ينسن، المحلل لدى «إيه إس غلوبال» لإدارة المخاطر «يتجه خام برنت ليختبر مستوى 107 دولارات للبرميل». وانخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف 2.70 دولار، إلى 83.22 دولار للبرميل في الساعة 08.54 بتوقيت غرينتش، أمس، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي مزيج برنت 2.23 دولار، إلى 108.13 دولار للبرميل. وتعرض النفط لمزيد من الضغوط النزولية اليوم بفعل صعود الدولار الذي ارتفع لأعلى مستوى في سبعة أشهر أمام سلة من العملات، مع فرار المستثمرين من الأصول المنطوية على مخاطر.

وفي أسواق الأسهم، هبطت الأسهم الأميركية بشكل حاد في أوائل التعاملات أمس، وفقدت ما يزيد على ثلاثة في المائة مواصلة خسائرها لليوم الثالث، في ظل توقعات كئيبة من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي وبيانات محبطة من أوروبا والصين، مما أجج مخاوف من ركود عالمي. وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 371.83 نقطة توازي 3.34 في المائة، إلى 10753.01 نقطة.

وهوت الأسهم الأوروبية لتسجل أدنى مستوى في 26 شهرا مع هبوط الأسهم الدورية مثل أسهم شركات التعدين، إذ تراجع إقبال المستثمرين على الأصول عالية المخاطر بعد التوقعات القاتمة لمجلس الاحتياطي الاتحادي، وبيانات كشفت عن أن الاقتصادين الصيني والألماني يفقدان قوة الدفع.

وفي الساعة 11.20 بتوقيت غرينتش، أمس، تراجع مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 4.4 في المائة، إلى 877.55 نقطة. وقال ألكسندر باراديز، محلل الأسواق لدي «ساكسو بنك»: «هناك احتمال لمزيد من التراجع.. عندما نتخطى مستويات الدعم هذه هناك مخاطر بحدوث تراجع مفاجئ بنسبة تتراوح بين 10 و15 في المائة، لذا يتوخى الناس الحذر في الوقت الحالي. وفي أنحاء أوروبا، نزل مؤشر «فاينانشيال تايمز 100» في بورصة لندن خمسة في المائة، بينما فقد مؤشر «كاك 40» الفرنسي 5.1 في المائة.