أسعار الإطارات تواصل ارتفاعاتها إلى 40% في السعودية

وسط الاتجاه نحو أنواع رديئة لتدني أسعارها

باتت الإطارات في السعودية حبيسة الأدراج في ظل مزيد من الارتفاعات القياسية
TT

بدا واضحا في السعودية الارتفاع المتزايد والمطرد في أسعار الإطارات الخاصة بالسيارات، هذا الارتفاع ألقى بظلاله على متعاملين في الأسواق بالبلاد، في ظل عدم وضوح الأسباب، وسط صعود أسعار النفط.

وارتفعت في السعودية خلال الأشهر الماضية أسعار إطارات السيارات بنحو 40% مع صعود أسعار النفط التي تسببت في إحداث تصاعد مباشر في قيمة تصنيع المادة الخام للمطاط، المكون الرئيسي لصناعة الإطارات.

وكشفت مصادر في السوق لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تداولات حامية بين الشركات السعودية المستوردة للإطارات بكافة أصنافها والشركات العالمية المصنعة حول تخفيف نسب الارتفاع في الأسعار وإبقائها في معدلاتها السابقة، إلا أن الشركات العالمية تمسكت بالأسعار، متذرعة بأسعار النفط المنعكسة سلبا على تصنيع المادة الخام من المطاط.

من جانبه، لفت أحد المتعاملين خلال حديثه بأن أسعار الإطارات في ارتفاع متزايد خلال العامين الماضيين، وسط اتجاه قوي إلى شراء إطارات ليست ذات جودة عالية.

إلا أن تلك المصادر أفادت بأن الاستهلاك في سوق السعودية لم يتأثر برغم هذا الارتفاع، بل العكس ازداد الطلب، كما تسبب عامل المناخ الحار في ارتفاع الطلب أيضا على بعض الإطارات، خاصة على النوعيات المقبلة من جنوب شرقي آسيا من دول مثل الصين وإندونيسيا.

فيما أرجع عبد الله الزكري مدير التسويق بقسم الإطارات في شركة «الجميح» في السعودية الأسباب التي دفعت أسعار الإطارات في وقت سابق إلى الصعود إلى تضاعف طلب الصين من المطاط وبكميات كبيرة مما ولد نقصا في السوق، خاصة أن أشجار المطاط بطيئة النمو حيث لا يتجدد نمو الشجرة إلا كل 8 سنوات.

وتوقع الزكري لـ«الشرق الأوسط» أن تستهلك السيارات في السعودية خلال العام الجاري 6 ملايين إطار من قبل أصحاب السيارات الشخصية أولا، فسيارات الأجرة، تأتي بعدها الشاحنات الكبيرة التي تستخدم 10 إلى 18 إطارا في الشاحنة الواحدة، وتنبأ الزكري أن تبلغ العوائد المتوقعة للشركات المسوقة للإطارات ومنافذ بيعها خلال العام الجاري إلى نحو 600 مليون ريال (160 مليون دولار) في ظل استيراد سنوي يقدر بنحو 3 مليارات ريال (800 دولار). وذكر محمد سيد أحد العاملين في معرض النور «للكفرات» أن الأسعار وصلت إلى ما يقارب ما بين 260 إلى 270 ريالا (69.3 إلى 72 دولارا)، وأكد في ذات الوقت على أن تلك الأسعار مرشحة في التزايد.

وقال سيد إن تلك الأسعار قابلها عزوف تام من قبل الزبائن نظرا إلى وصولها إلى مستويات قياسية، كما لمح إلى اتجاه الزبائن إلى الإطارات ذات الجودة الأقل وهي التي تقل أسعارها، فيما أفاد أنه من الملاحظ عدم تنازل المتعاملين في معارض «الكفرات» والإطارات عن أي مبالغ ولو قليلا.

يذكر أن أسعار الإطارات قبل 7 سنوات الموجودة في سوق الإطارات ولدى ورش الإصلاح ومتاجر زينة السيارات 160 ـ 180 ريالا (42.6 ـ 48 دولارا) للإطار الإندونيسي، و150 ـ 170 ريالا (40 - 45.3 دولار) للإطار الصيني، في حين تتباين أسعار الإطارات اليابانية للسيارات الصغيرة بين 150 و400 ريال (40 ـ 106.6 دولار)، وإطارات الشاحنات بين 1200 و1300 ريال (320 و346.6 دولار).

وتراجع سعر الخام الأميركي يوم الأربعاء الماضي تحت وطأة عدم التيقن بشأن نتيجة اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) وحالة القلق إزاء أزمة ديون منطقة اليورو.

ووفقا لوكالة رويترز، تأثر سعر النفط أيضا بتقرير أظهر زيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأميركية يوم الثلاثاء الماضي.

وتحول خام برنت للهبوط اليوم وأمس وخسر أكثر من دولار للبرميل ليواصل خسائره من الجلسة السابقة وسط مخاوف بشأن آفاق الاقتصاد والطلب على النفط، وتراجع مزيج برنت خام القياس الأوروبي دولارا إلى 104.49 دولار للبرميل.