نذر الشؤم والانقسامات تحبط الأسواق العالمية

الأسهم الأوروبية عادت للتراجع بعد بداية مشرقة

الاسواق تنزلق بعد فترة الصعود الصباحية ويشاهد متعاملون يسجلون الصفقات في سوق نيويورك (رويترز)
TT

نذر الشؤم تواردت على أسواق الأسهم العالمية بعد بداية مشرقة وتفاؤل حول مستقبل حلول الأزمة الأوروبية. وأدت أنباء عن الانقسامات إلى تراجع الأسهم الأوروبية أمس الأربعاء بعدما سجلت أكبر قفزة لها في يوم واحد منذ مايو (أيار) 2010، وذلك مع تنامي المخاوف من عقبات تواجه صناع السياسات لتخفيف أزمة الديون. وأشارت ألمانيا إلى أنه قد يعاد طرح بعض أجزاء خطة الإنقاذ الجديدة للتفاوض بناء على النتائج التي تتوصل إليها لجنة مراجعة ثلاثية، بينما قالت «فايننشيال تايمز» إن انقساما ظهر داخل منطقة اليورو بشأن الاتفاق. وبحلول الساعة 0709 بتوقيت غرينيتش تراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.6 في المائة إلى 932.70 نقطة بعدما سجل أكبر قفزاته اليومية منذ مايو 2010 أمس الثلاثاء بفعل آمال في رفع حجم صندوق الاستقرار المالي الأوروبي برأسمال مقترض.

وقالت أندريا وليامز التي تدير أصولا بقيمة 2.1 مليار دولار في «رويال لندن» لإدارة الأصول، «من الواضح أن السوق تحمست بفعل المحادثات بشأن صندوق الاستقرار المالي الأوروبي. لكننا مازلنا بعيدين جدا عن إتمامها.. لم تصدق عليها العديد من الدول حتى الآن. نحن نخفض الوزن النسبي لأسهم البنوك في محافظنا منذ ثلاثة إلى أربعة أشهر ولن نغير هذا الموقف». وانحدر سهم «مان غروب» 17.2 في المائة بعدما تراجعت الأصول تحت إدارتها إلى 65 مليار دولار في نهاية سبتمبر (أيلول) من 71 مليار دولار في نهاية يونيو (حزيران) بسبب الأوضاع المتقلبة في السوق. وفي أنحاء أوروبا تراجع مؤشر «فايننشيال تايمز 100» البريطاني واحدا في المائة، بينما هبط كل من «كاك 40» الفرنسي و«داكس» الألماني 1.2 في المائة. وفي «وول ستريت» بعد الافتتاح المشرق لمؤشر «داو جونز» عاد للتراجع، حيث مسح الانخفاض معظم الأرباح التي تحققت في الساعة الأولى من التعامل. وفي السوق الأوروبية، ارتفع اليورو أمام الدولار أمس الأربعاء بعد أن أفاد مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي بأنه سيجري اتخاذ مزيد من الإجراءات لحل أزمة الديون، لكن العملة تظل عرضة لضغوط بيع في ظل غياب خطوات حاسمة لتعزيز ميزانيات إنقاذ منطقة اليورو. وقال جوزيه مانويل باروزو، رئيس المفوضية الأوروبية، في خطاب حالة الاتحاد إنه يتوقع أن يعمل البنك المركزي الأوروبي على ضمان استقرار منطقة اليورو، مشيرا إلى أن البنوك اليونانية قد تتلقى مزيدا من المساعدات. وأضاف أن منطقة اليورو يمكن أن تصدر سندات مشتركة فور حدوث مزيد من التكامل. وارتفع اليورو في أحدث تحرك 0.2 في المائة إلى 1.3623 دولار. وقلصت العملة بعض مكاسب الجلسة السابقة حينما صعدت إلى 1.3668 دولار. لكن مستثمرين حذروا من أن صعود اليورو حدث بفعل تصريحات باروزو وتعافيه يوم الثلاثاء نتيجة لمقترحات تعزيز صندوق الاستقرار المالي الأوروبي، وقوامه 440 مليار يورو، يمكن أن يكون مؤقتا.

وما زالت المخاطر مرتفعة أمام اليورو هذا الأسبوع مع تصويت البرلمان الفنلندي على مقترحات بتوسيع نطاق صندوق الاستقرار المالي اليوم، بينما سيصوت البرلمان الألماني غدا الخميس. وفي هذه الأثناء، ارتفع الين مدعوما بتحويلات مالية يابانية من الخارج وعمليات شراء من جانب مصدرين يابانيين قبل نهاية ربع السنة ونهاية النصف الأول من السنة المالية اليابانية.

وفي سوق المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب أمس الأربعاء مواصلة مكاسب الجلسة السابقة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها يوم الاثنين مع إقبال المشترين الفوريين على السوق عند مستويات منخفضة وتراجع الأصول عالية المخاطر. وصعد الذهب في السوق الفورية 0.6 في المائة إلى 1658.60 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 09.13 بتوقيت غرينيتش. واستقر الذهب في نطاق تداول مقداره 40 دولارا منذ أوائل التعاملات أول من أمس الثلاثاء بعد أن سجل أدنى مستوى في نحو ثلاثة أشهر يوم الاثنين حين تراجع 120 دولارا. وقال بنك «يو بي إس» في مذكرة إن أحجام التداول في بورصة شنغهاي للذهب ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ السنة القمرية الجديدة في يناير (كانون الثاني). وأضاف «نشط المشترون من ذوي الرؤية بعيدة الأمد في السوق. سيؤدي هذا الطلب والشراء إلى مساعدة الذهب على التعافي بعد عمليات البيع المكثفة في الآونة الأخيرة». وارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم ديسمبر (كانون الأول) 8.40 دولار إلى 1660.90 دولار للأوقية.

وفي لندن، هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط أكثر من دولار في التعاملات الآسيوية أمس الأربعاء مع صعود العملة الأميركية، وهو ما يجعل الأصول المقومة بالدولار أكثر تكلفة. وتراجع سعر الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) 1.56 دولار أو 1.85 في المائة إلى 82.89 دولار للبرميل بحلول الساعة 05.30 بتوقيت غرينيتش. وهبطت عقود خام القياس الأوروبي مزيج برنت 1.07 دولار أو 1.0 في المائة إلى 106.07 دولار للبرميل. وتراجعت أيضا أسواق السلع بعد انتهاء موجة مشتريات لتغطية مراكز مدينة ساعدت في صعود الأسعار في الجلسة السابقة.