خبير تقني يتنبأ بسقوط شركات عالمية في 2020 ما لم تطبق «الحوسبة المعلوماتية»

51 شركة سعودية تبدأ المشروع بتكلفة 2.5 مليار دولار

TT

حذر خبير تقني من أن الشركات التي لم تخضع للحوسبة المعلوماتية ستسقط قبل 2020، مدللا على شركات عالمية لم تستطع الاستمرار بسبب افتقارها للحوسبة، وأن 51 شركة سعودية قد بدأت فعليا في الحوسبة المعلوماتية بتكلفة 2.5 مليار دولار.

وأوضح أحمد معمر، المدير التنفيذي لشركة «إل إم سي»، أن العالم مر بفترة طويلة لن يتم فيها الصرف على تقنية المعلومات، خاصة العالم العربي الذي وصفه بأنه يعاني من انخفاض واضح في هذا المجال، مبينا عودة السعودية بقوة نحو فتح حقول استثمارية مهمة بشكل علمي ومنظم.

وكشف معمر أن السعودية تستثمر في تقنية المعلومات بشكل أوسع مقارنة مع مثيلاتها في الدول العربية، بحكم حاجة الشركات السعودية إلى التزود بتقنية المعلومات بغرض تطوير وإحكام النظام المعلوماتي في الشركات الخاصة والحكومية على حد سواء، مضيفا أن السعوديين هم أكثر العرب تعاملا مع التقنية المعلوماتية مع تنامي استخدام شرائح كبيرة منها لبرامج «فيس بوك» و«تويتر» وتطبيقات أخرى.

وأضاف المدير التنفيذي لـ«إل إم سي»، أن السعودية كحكومة توثبت خطوات كبيرة جدا في الحكومة الإلكترونية، ومجال الصحة وقطاع الاتصالات الذي يعتبر من أقوى القطاعات في الشرق الأوسط، مدللا على قوة القطاع التكنولوجي في السعودية بوجود شركات عالمية كبيرة، متمثلة في إداراتها المركزية.

وأبان أن التحدي المعلوماتي والتقني الذي يواجه المؤسسات الحكومية في السعودية هو ذاته الذي تواجهه كبريات الشركات العالمية، وزاد: «السعودية بحاجة إلى تسريع العملية التقنية لتتواءم مع التقدم التقني والمعلوماتي الذي تسير عليه شركات عالمية».

وأشار كريم بن معمر إلى أن شركة «إي إم سي» تقوم بعملية متقدمة فيما يعرف بمجال الحوسبة المعلوماتية وهي اتجاه معروف في الـ«آي تي» لا يمكن تجاهله، ومن المستحيل بمكان أن تذهب إلى أي شركة سواء كانت حكومية أو خاصة وتجدها متقدمة ولا تقدم الحوسبة المعلوماتية بحكم أنها تعطي كفاءة في تقديم المعلومة وتعطي ديناميكية متقدمة في تنفيذ المعلومات، في ضوء تكلفة مالية أقل، كما أنها مساعدة للبيئة.

وأضاف أن المشكلة الكبيرة التي تعاني منها معظم الشركات العالمية والمؤسسات هي أنها تستقبل وبشكل يومي كميات كبيرة من المعلوماتية، ومليارات الملفات التي ترسل وتخزن، وهنا يكمن دور الحوكمة المعلوماتية في استخراج المعلومات المهمة التي تفيد صناع القرار في تلك الشركات، خاصة في مجال البنوك وقطاع الاتصالات بحكم أنها تعطي معلومات متكاملة عن المستهلك.

وأشار بن معمر إلى أن الشركات ستستطيع تجاهل التضخم الكبير في المعلومات، وتجاهل الحوسبة المعلوماتية، حيث يعتبر الأخير الإطار الموجه لكيفية التعامل الأمثل في إدارة المشاريع الناجحة والمتقدمة، مفيدا بأن شركات سعودية رائدة قامت فعليا بحوسبة معلوماتها لتكفل صناعة نجاحها.

وضرب المدير التنفيذي مثلا بأن أكثر من 90 في المائة من الشركات السعودية بدأت في نهج عملية الافتراضية المعلوماتية الكفيلة بتحديد مسار اتجاه نشاطاتها العملية والاستثمارية، وهي تحمي وتحول دون الانغماس في مشكلات تقنية إذا لم يتم تدارك الوضع، وهو ما تكفله الافتراضية، ومعظم الشركات حتى في الخليج العربي دشنت رحلتها نحو الحوسبة المعلوماتية.

وقال أيضا: «خبرة شركة (إي إم سي) في حوكمة المعلومات في 80 في المائة من منظومة شركات عالمية، ووصلنا إلى 400 ألف عميل»، موضحا أن وزارات في السعودية بدأت رحلتها من مرحلة الصفر في تنفيذ الحوكمة المعلوماتية، كوزارة الإسكان والهيئة العليا للسياحة والآثار، وتعتبر بيئتها خضراء لتنفيذ البنية التحتية الصحيحة في ترشيد وحوكمة المعلومات، حيث بدأت بتقنية عالية ومحكمة في مأسسة سيرها التقني.

وحول حجم الاستثمار التقني المتوقع، قال: «إن 51 في المائة من الشركات السعودية أثناء خضوعها لاستبيانات علمية، كشفت أنها صرفت مجتمعة 2.5 مليار دولار على الحوكمة المعلوماتية، وهو ما يعكس نية السعودية في التوجه فعليا نحو الحكومة الذكية، وأن الحوسبة المعلوماتية تتزامن مع سير الخط الاقتصادي لأي بلد، لدرجة أن الشركات التي لا تواجه التطور نحو الحوسبة المعلوماتية ستسقط قبل 2020م».

ودلل بن معمر على صحة النسبة بعدد الشركات التي لديها عمر زمني يصل إلى المائة عام، موضحا أن الشركات القديمة تبدلت وأتى بعدها شركات استندت على التقدم التكنولوجي والحوسبة المعلوماتي، لها ديناميكية عالية وتواكب روح العصر.