مصادر لــ«الشرق الأوسط»: شركة «سار» ستتولى تنفيذ مشروع الجسر البري

ربط الدمام بالجبيل كان بداية نقل ملكية المشروع من المؤسسة العامة للخطوط الحديدية

منصور الميمان ورسم توضيحي لمخطط الجسر البري المزمع تنفيذه في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

أفصحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» ستتولى تنفيذ مشروع الجسر البري، الذي يربط شرق السعودية بغربها، وأن ملكية المشروع الضخم ستتحول من المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، إلى شركة «سار». وبحسب المصادر فإن جزءا من المشروع أسندته الحكومة السعودية في يونيو (حزيران) الماضي لشركة «سار»، وهو مهمة ربط مدينة الجبيل بالدمام، وهي أحد مكونات الجسر البري في شرق البلاد.

وكانت الحكومة السعودية أقرت يوم الاثنين الماضي عددا من الإجراءات الخاصة بمشروع الجسر البري الذي يربط ميناء جدة الإسلامي بميناء الدمام والجبيل، من بينها أن يكون تنفيذ مشروع الخط الحديدي الذي يربط غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر، بشرقها على ساحل الخليج العربي، عبر الشبكة الحالية القائمة بين الرياض والدمام، بالطريقة نفسها التي ينفذ بها مشروع (الشمال - الجنوب) وقطار الحرمين السريع.

وسيخرج المشروع من عباءة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية التي تولت التسويق للمشروع منذ عام 2003، وحتى عام 2008، وتوقف المشروع في المراحل الأخيرة من الترسية، ليتم تجميده نحو 3 سنوات.

وسيتولى صندوق الاستثمارات العامة التابع لوزارة المالية السعودية تمويل المشروع، حيث نص قرار تنفيذ المشروع على أن يتولى صندوق الاستثمارات العامة تمويل البنية التحتية للمشروع وأن يطرح تشغيله للمنافسة، حيث أكد منصور الميمان الأمين العام للصندوق بأن هذا التكليف يعبر عن ثقة القيادة السعودية بقدرة الصندوق على إنجاز هذا النوع من المشاريع وأكد أن الصندوق سيسعى بكامل طاقته ليكون على مستوى الثقة.

يشار إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يملك الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) التي تتولى تنفيذ أطول خط حديدي في البلاد يمتد من مناجم التعدين في شمال ووسط البلاد إلى المدن الصناعية على ساحل الخليج العربي، وامتدت مشاريع الشركة إلى ربط أكبر ثلاثة موانئ سعودية على الخليج العربي بخط حديدي وربط مدينتين صناعيتين هما الجبيل ورأس الخير.

وقال الميمان إن صندوق الاستثمارات العامة لديه الخبرة الكافية في إدارة دفة مشاريع كبرى من هذا النوع، مشيرا إلى تكليف الصندوق بإعداد الدراسات والتصاميم اللازمة لإنشاء وتنفيذ مشروع سكة حديد (الشمال - الجنوب) وإنشاء شركة مملوكة تتولى تنفيذ المشروع وتشغيله، وقد عمل الصندوق على إنجاز المشروع وفقا للمعايير العالمية، كما قام بالتزامن مع إنجاز المشروع بتأسيس شركة (سار)، لتتولى بناء وتشغيل المشروع، وقامت الشركة منذ تأسيسها بالعمل على توظيف وتأهيل مجموعة من المهندسين والإداريين السعوديين الذين يقومون بإدارة وتشغيل هذا المشروع الضخم، بأطوال إجمالية بلغت 2400 كيلومتر يمر فيها الخط الحديدي عبر ست مناطق إدارية.

ومن المعلوم أن مشروع سكة حديد (الشمال - الجنوب) يتكون المشروع من خطين رئيسيين هما خط التعدين الذي يربط المناجم بمناطق التصنيع والتصدير برأس الخير، وخط الركاب والبضائع الذي يمتد من الرياض إلى الحديثة على الحدود الأردنية مرورا بسدير، القصيم، حائل والجوف.

وقال الميمان إن شركة «سار»، استطاعت إكمال خط التعدين البالغ طوله 1392 كيلومترا وبدء التشغيل التجريبي له في أبريل (نيسان) من العام الحالي، ويتولى المشروع في الفترة الحالية نقل خام الفوسفات من منجم حزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية إلى مناطق التصنيع برأس الخير، كما يسير العمل كذلك بوتيرة متسارعة لإنهاء خط الركاب والبضائع حيث من المتوقع الانتهاء منه في عام 2014.

وأضاف «إن شركة (سار) في يونيو (حزيران) الماضي، تم تكليفها بربط رأس الخير بالجبيل والدمام وربطها بالمصانع والموانئ ليكون ضمن شبكة مشاريعها، في إشارة إلى أن الشركة ستتولى تنفيذ مشروع الجسر البري».

وزاد «بناء سكة حديد الجسر البري وربطها بسكة حديد الشمال - الجنوب سيحقق عوائد اقتصادية واجتماعية جمة، حيث سترتبط المدن الصناعية والاقتصادية بالموانئ الرئيسية مما سيسهل حركة الصادرات والواردات كما ستوفر وسائل نقل مريحة لركاب المدن والقرى التي تمر بها تلك الشبكة».