الأسهم السعودية تتجاوب مع النتائج المالية ومعطيات حركة الاقتصاد العالمي

بنك «البلاد» يحقق 22 مليون دولار أرباحا و«سبكيم» تنمو 147% في الربع الثالث

TT

تفاعلت سوق الأسهم السعودية إيجابا خلال أولى تداولاتها الأسبوعية مع النتائج المالية التي أظهرتها الشركات العاملة خلال الفترة الماضية، المتزامنة مع بعض المعطيات الاقتصادية العالمية الإيجابية، التي ظهرت في نهاية الأسبوع الماضي حول قدرة دول مجموعة العشرين باحتواء عجز ميزانيات الدول الأوروبية.

كما أسهمت عودة الثقة إلى الأسواق المالية من خلال قفزات كبيرة في بعض الأسواق العالمية، مع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات 86 دولارا للبرميل الواحد، الأمر الذي عزز بشكل كبير تحرك قطاع الصناعات البتروكيماوية، الذي قاد المؤشر العام إلى الإغلاق عند مستوى 6124 نقطة، وبنسبة بلغت 0.94 في المائة، كاسبا 59.6 نقطة وسط قيم تداول تجاوزت 4.5 مليار ريال (1.2 مليار دولار).

وقال الدكتور بندر العبد الكريم، المحلل المالي، إن النتائج الأولية بالإجمال كانت جيدة، ومن المتوقع أن يدعم قطاع البتروكيماويات هذه النتائج الإيجابية خلال تعاملات الأسبوع الحالي.

وبين المحلل المالي أن نتائج القطاع المصرفي كانت أقل من التوقعات، إلا أنها أعطت إشارة أولية إلى انتهاء مسألة المخصصات المالية، التي أثقلت كاهل البنوك في الأعوام الماضية، مشيرا إلى أن ضعف الإقراض وتراجع الفائدة وارتفاع المنافسة كان لها الأثر في عدم تحقيق نتائج كبيرة في الفترة الحالية.

وكانت أبرز نتائج أعلنت أمس هو إعلان بنك البلاد عن تحقيق صافي ربح للربع الثالث بلغ 85.5 مليون ريال (22.8 مليون دولار)، مقابل صافي ربح 2.4 مليون ريال (640 ألف دولار) للربع المماثل من العام السابق، وذلك بارتفاع قدره 3463 في المائة، ومقابل صافي ربح للربع السابق 81.7 مليون ريال (21.7 مليون دولار) وذلك بارتفاع قدرة 4.7 في المائة.

وبلغ صافي الربح للتسعة أشهر 222.6 مليون ريال، مقابل صافي ربح 87.8 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وذلك بارتفاع قدره 153.5 في المائة، ويعود سبب الارتفاع في صافي الدخل للتسعة أشهر، مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2010 إلى ارتفاع الدخل من الأنشطة الرئيسية ودخل العمولات. مع العلم أنه قد تم إعادة تبويب بعض بنود المركز المالي.

وبحسب أحمد العوهلي، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات (سبكيم) إحدى الشركات العاملة في قطاع البتروكيماويات، فإن ارتفاع أرباح الشركة خلال الربع الثالث جاء بفضل زيادة الإنتاج نتيجة لتحسن الأداء والتشغيل لمصانع الشركة وليس لدخول مصانع جديدة.

وبلغ صافي الربح خلال الربع الثالث 208.4 مليون ريال (55.5 مليون دولار)، مقابل 84.1 مليون ريال (22.4 مليون دولار) للربع المماثل من العام السابق، وذلك بارتفاع قدره 147.8 في المائة، ومقابل 165.4 مليون ريال (44.1 مليون دولار) للربع السابق، وذلك بارتفاع قدره 26 في المائة.

وبلغ صافي الربح خلال 9 أشهر 494.7 مليون ريال، مقابل 252.9 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وذلك بارتفاع قدره 95.6 في المائة، ويعود سبب الارتفاع في أرباح الربع الثالث وفترة التسعة أشهر من عام 2011 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي إلى الارتفاع في كمية الإنتاج وبالتالي كمية المبيعات إضافة إلى تحسن أسعار المنتجات، وتحسن أداء عمل المصانع.

وبالعودة إلى المحلل المالي العبد الكريم، فإن قطاع الصناعات البتروكيماوية يعتبر من أبرز القطاع المهمة في السوق، وذات تأثيرات مباشر وغير مباشرة على السوق، وخاصة أن هناك شركات كبيرة مثل «سابك» ذات ثقل اقتصادي داخلي وخارجي، موضحا أن ما يحدث في أوروبا وبعض دول شرق أسيا سيكون هو المحرك الرئيسي لأسعار النفط، وأيضا النمو الاقتصادي، اللذان يعتبران من أهم المؤشرات في شركات البتروكيماوية.

وأضاف المحلل المالي أن هناك شركات ستتعرض بكل المقاييس للمتغيرات الاقتصادية العالمية، وبالتالي الحكم عليها في الفترة المقبل صعب جدا، لعدة أسباب، منها عدم وضوح الرؤية حول مدى قدرة الدول الكبرى لاحتواء الأزمة، وإلى متى ستستمر تأثيرها على الاقتصاد العالمي.