مسؤول مالي ليبي: محادثاتنا مع صندوق النقد تتعلق باستشارات وليست مساعدات

قال لـ«الشرق الأوسط»: إن إنتاج النفط ارتفع إلى 500 ألف برميل يوميا

TT

في الوقت الذي توقع فيه صندوق النقد الدولي أمس أن يشهد الاقتصاد الليبي انكماشا إلى النصف حتى نهاية العام الجاري، اعتبر مسؤول مالي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن هذا الأمر تحصيل حاصل بعد 9 أشهر من الحرب التي خاضتها البلاد، لافتا إلى أن هناك بوادر مشجعة لرفع وتيرة إنتاج النفط الليبي إلى حدود ستكون مطمئنة، مشيرا إلى أن محادثات تجرى مع صندوق النقد الدولي تتعلق بجوانب استشارية، لافتا إلى أن «آخر شيء يمكن أن نطلبه هو المساعدات المالية».

وقال مسعود أحمد مدير قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق أمس إن الصندوق يتوقع انكماش الناتج الاقتصادي لليبيا إلى النصف تقريبا هذا العام بسبب الحرب التي أطاحت بمعمر القذافي، مشيرا إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت البلاد ستحتاج إلى مساعدة من الصندوق، لأن ليبيا يمكنها أن تعتمد على استخدام الأصول العالمية الكبيرة التي تجمعت في السنوات الماضية وعلى إنتاج النفط، مضيفا أنه إذا نجحت ليبيا في إعادة إنتاجها النفطي إلى 700 ألف برميل يوميا بنهاية العام الجاري فإن التعافي الاقتصادي سيكون سريعا جدا، وفقا لوكالة رويترز.

من جهته اعتبر وفيق شاطر المسؤول المالي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أنه حتى الآن ليبيا في وضع متغير ولكن هناك بوادر مشجعة لجهة رفع الإنتاج النفطي في ليبيا، مشيرا إلى أن وتيرة الارتفاع ستكون مطمئنة، بعد أن وصلت معدلات الإنتاج إلى 500 ألف برميل يوميا. وكشف الشاطر عن مباحثات تجرى مع عدة أطراف من ضمنها صندوق النقد الدولي وهي تتركز حول جوانب استشارية تتعلق باستخدام الأصول المجمدة وقيمة الأصول المحررة وتفاصيل تتعلق بالمشهد الاقتصادي الليبي العام.

ويشير الشاطر إلى أن المساعدات التي نحتاجها حاليا هي مساعدات استشارية «ولكن لا نقفل الباب على مساعدات مالية، فكل ذلك مرتبط بطبيعة الأصول المحررة والإنفاق الحكومي ومستويات إنتاج النفط وأسعاره التي لا نعرف ما ستكون عليه في المستقبل»، مضيفا أن طلب المساعدات المالية سيكون آخر شيء نقوم بطلبه، فنحن لا نتكلم عن مساعدات الآن نتكلم عن هيكلية الاقتصاد الليبي.

وفيما يتعلق بتوقعات صندوق النقد الدولي بانكماش الاقتصاد الليبي بمعدل النصف، يرى الشاطر أن الأمر تحصيل حاصل «ليبيا مرت بحرب تحرير استمرت 9 أشهر والانكماش في 2011 تحصيل حاصل ولكن هذا لا يعني أن النظرة مظلمة للمستقبل فالأمور بخير».

وكانت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط قالت في وقت سابق إنه من المتوقع أن يصل إنتاج النفط الليبي إلى 500 ألف برميل يوميا مع بداية أكتوبر (تشرين الأول) أو إلى نحو ثلث الإنتاج قبل الحرب، مشيرة إلى أنه رغم ذلك فإن عودة ليبيا إلى إنتاج الـ1.6 مليون برميل يوميا التي كانت تنتجها قبل الثورة «لا تزال بعيدة» وأنه في بداية أكتوبر يمكن أن يصل إنتاج ليبيا من النفط إلى 500 ألف برميل يوميا.