أسواق المال تترنح تحت لكمات ديون اليورو

في مؤشر للتشاؤم.. المستثمرون يتحولون إلى الذهب والنفط يتراجع

TT

في مؤشر يعكس حالة التشاؤم التي تسود الأسواق وتهبط بمعنويات المستثمرين حول خروج قمة قادة أوروبا المنعقدة في بروكسل، انخفضت أسعار النفط وسجل الذهب أعلى مستوياته بينما تحولت مؤشرات أسواق المال الرئيسية إلى اللون الأحمر. ورغم أن نتائج الشركات الأميركية قد ساهمت في رفع معنويات المساهمين في جولات التداول الأولية في نيويورك، عاد مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» و«ناسداك» إلى التراجع أمس حيث فقد ناسداك 1% وسط نتائج أعمال مخيبة للآمال قبيل اجتماع القادة الأوروبيين لمعالجة أزمة ديون المنطقة. وكانت الأسهم فتحت مرتفعة بدعم تصريحات متفائلة من شركة «بوينغ» لكن الأسهم فقدت مكاسبها في غضون أول 90 دقيقة. وتعرض ناسداك لضغوط من «أمازون.كوم» التي أصدرت توقعات ضعيفة في ساعة متأخرة يوم الثلاثاء.

وفي طوكيو أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض طفيف أمس بضغط من الين القوي ومخاوف بشأن الأرباح، فضلا عن حالة عدم اليقين قبل اجتماع زعماء أوروبيين. وتراجع مؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 0.2% إلى 8748.47 نقطة. وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.2% إلى 746.48 نقطة.

وفي أسواق المعادن الثمينة سجل الذهب أعلى مستوى في شهر أمس، وهو في طريقه لتسجيل أطول موجة صعود في أكثر من شهرين مع لجوء المستثمرين للذهب كملاذ آمن في مواجهة النتيجة غير المؤكدة لقمة الاتحاد الأوروبي وأثر قراءة ضعيفة مفاجئة لثقة المستهلك الأميركي. وتراجعت التوقعات بأن تتمخض ثاني قمة للاتحاد الأوروبي في 4 أيام عن حل شامل فيما يتجادل مسؤولون بشأن حجم زيادة صندوق الإنقاذ الأوروبي بينما لا يلوح في الأفق أي اتفاق بشأن حجم الخسائر التي سيتحملها حائزو سندات الديون اليونانية من القطاع الخاص.

وارتفعت أسواق الأسهم الأوروبية 0.8% منذ بداية الأسبوع مدفوعة بآمال حل الأزمة وأرباح قوية لشركات أميركية. وبينما استقر اليورو ارتفع الذهب أكثر من 4.0%. وتجاوز الذهب مستوى 1700 دولار للأوقية لأول مرة في شهر يوم الثلاثاء مدفوعا ببيانات معنويات المستهلكين الأميركيين التي أظهرت أن ثقة المتسوقين في أكبر اقتصاد في العالم هوت لأدنى مستوى في عامين ونصف العام الشهر الجاري. وفي أحدث معاملة ارتفع الذهب الفوري نحو 0.9% تقريبا إلى 1715.90 دولار للأوقية «الأونصة» في الساعة 09:17 بتوقيت غرينتش وارتفع في وقت سابق من الجلسة 11.1% إلى 1719.80 دولار. وارتفعت عقود الذهب الأميركية تسليم ديسمبر (كانون الأول) 1.1% إلى 1718.40 دولار.

وفي بورصة الطاقة، تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآجلة أمس ليتخلى النفط عن مكاسبه التي حققها في وقت سابق نتيجة استمرار القلق من فشل أوروبا في إيجاد حل حاسم لأزمة الديون السيادية.

واستمر المستثمرون في توخي الحذر قبل اجتماع رؤساء دول منطقة اليورو المقرر الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش بعدما ذكر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أن احتمال الاتفاق على تفاصيل وأرقام ضعيف. ونزل مزيج برنت 31 سنتا إلى 110.60 دولار للبرميل الساعة 12:42 بتوقيت غرينتش.

وفقد الخام الأميركي 65 سنتا إلى 92.52 دولار للبرميل بعد أن حقق مكاسب بلغت نحو 1.6% أمس.

وتضاءلت احتمالات التوصل لصفقة شاملة لاحتواء أزمة ديون منطقة اليورو مع استمرار الخلافات العميقة بشأن الجوانب العامة للاتفاق المحتمل بما في ذلك تعزيز صندوق الإنقاذ في منطقة اليورو.

وارتفعت العلاوة السعرية لمزيج برنت فوق الخام الأميركي الخفيف إلى 17.93 دولار بعد أن أغلق يوم الثلاثاء على علاوة قدرها 17.75 دولار وهو أقل فارق عند التسوية منذ أوائل يوليو (تموز). وكان الفارق قد اتسع إلى مستوى قياسي قدره نحو 28 دولارا في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

وذكر معهد البترول الأميركي في تقرير صدر يوم الثلاثاء أن مخزونات الخام زادت بمقدار 2.7 مليون برميل الأسبوع الماضي وهو أكثر من مثلي توقعات في مسح أجرته «رويترز» بزيادة قدرها 1.3 مليون برميل. لكن إجمالي المخزونات الأميركية أقل بنحو 8% عن مستواه قبل عام البالغ 332.9 مليون برميل وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الحكومية.