وكالة الصين الجديدة: الصين لن تكون المنقذ المالي لأوروبا

TT

حذرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية أمس أن بكين لن تكون «المنقذ» المالي لأوروبا، مع توجه الرئيس الصيني هو جينتاو في زيارة رسمية للمنطقة يحضر خلالها قمة لمجموعة العشرين.

وقد رفعت زيارة هو الآمال من أن الصين التي تتمتع بأكبر احتياطي في العالم من العملات الأجنبية قد تقدم تعهدا قويا تجاه صندوق الإنقاذ الأوروبي، غير أن تعليقا أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة قال إن على أوروبا أن تتعامل مع ويلاتها المالية بنفسها.

وقالت الوكالة إن «الصين لا يمكنها أن تضطلع بدور المخلص للأوروبيين، ولا أن تكون الدواء للداء الأوروبي».

وتابعت «الأمر متروك للدول الأوروبية بنفسها في التعامل مع مشاكلها المالية»، مضيفة أن الصين يمكن فقط أن تساعد «في إطار قدراتها على المساعدة كصديق».

ومن المقرر أن يلتقي قادة الدول العشرين صاحبة الاقتصاديات الأبرز في العالم في مدينة كان الفرنسية يومي الخميس والجمعة بعد أسبوع من توصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة للتعامل مع أزمة الديون.

وتسعى أوروبا لتوسيع قدرة صندوق دعم الاستقرار المالي الأوروبي ليصل إلى تريليون يورو (1.4 تريليون دولار) ربما عبر آلية استثمار خاصة أو عبر صندوق النقد الدولي.

وقد أبدت الصين، التي تملك 3.2 تريليون دولار من احتياطي النقد الأجنبي وهو الأضخم في العالم، رغبتها في المزيد من الإيضاحات قبل أن تقدم على الاستثمار في الصندوق الأوروبي وذلك بعد محادثات أجراها رئيس الصندوق كلاوس رغلينغ في بكين سعيا لتلقي الدعم.

وخلال زيارته سيتوجه الرئيس الصيني أولا إلى النمسا حيث سيوقع على عدة اتفاقات «إطار» تشمل قطاعات اقتصادية وتجارية، قبل أن يتجه لحضور اجتماع مجموعة العشرين، حسبما قالت «شينخوا» في تقرير منفصل. وقال نائب وزير الخارجية الصيني كوي تيانكاي الجمعة إنه يتعين أن تركز مجموعة العشرين على أزمة الديون السيادية في «البلدان المتقدمة» والضغوط المتنامية التي يفرضها التضخم العالمي. وقال إنه يتعين أن يبذل المشاركون جهودا لإضفاء الاستقرار على الأسواق المالية واستعادة ثقة المستثمرين. ومن جانبها ستتطلع البلدان الشريكة في مجموعة العشرين إلى قيام الصين بتنشيط الطلب المحلي وتنويع نموذجها الاقتصادي القائم على الصادرات ورفع قيمة العملة المحلية اليوان بما يعكس قيمتها الفعلية ومن ثم خفض فائض ميزانها التجاري الهائل.

غير أن مسؤولا صينيا آخر قلل من التوقعات بانفراج في اجتماع مجموعة العشرين، فقد قال نائب وزير المالية جو غوانغياو الجمعة إن الاستثمار في صندوق الإنقاذ الأوروبي ليس مطروحا على جدول الأعمال.

وتخشى بكين من المخاطر المالية للاستثمار بمقدار كبير في الصندوق مما قد يؤدي إلى انتقادات داخلية في الصين، حيث يتساءل المواطن الصيني عما يدفعه لمساعدة البلدان الغنية.

وتبدو معارضة شعبية لتلك الخطوة على الإنترنت وعلى وسائل الإعلام الحكومية. وصرح آندي روذمان الخبير الاقتصادي في الشؤون الصينية لوكالة الصحافة الفرنسية «لن تشارك الصين في برنامج دولي ما لم يمكن تبريره للشعب الصيني، ومن ثم لا تتوقعوا إنقاذا من الصين».

وكانت الصين قد تضررت من قبل من جراء استثمارات خارجية، فقد اشترت أسهما في بنك «مورغان ستانلي» الاستثماري ومؤسسة «بلاكستون» غير أنها خسرت قيمتها في خضم الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وقال آندي شيي، الاقتصادي السابق البارز لـ«مورغان ستانلي» «لقد انخدعت الصين من قبل، والآن باتت أكثر حرصا لما تعرضت له في الماضي».