أسواق المال تتجاهل «استفتاء اليونان» وتستقبل قمة الـ20 بارتفاع

تعليق دفع قسط من خطة الإنقاذ إلى أثينا

TT

تجاهلت الأسهم الأوروبية أمس عملية «استفتاء اليونان» واستقبلت قمة الـ20 التي ستعقد اليوم في مدينة كان الفرنسية بابتسامة، معوضة بعض الخسائر الحادة التي منيت بها في الجلسة السابقة مع إقبال المستثمرين على شراء أسهم البنوك التي هبطت بشدة مؤخرا. وواصلت السوق مكاسبها أيضا بعد بيانات أفضل من المتوقع للوظائف في القطاع الخاص الأميركي وهو ما أثار تفاؤلا بشأن بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة التي ستصدر غدا وزاد الآمال في تحسن النمو في أكبر اقتصاد في العالم. وقفز سهم بنك أونيكريديت الإيطالي 7.3% محققا واحدا من أفضل معدلات الأداء في مؤشر يوروفرست 300 بعد أن هبط 12.4% يوم الثلاثاء.

وصعد مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.03% ليغلق عند 971.65 نقطة بعد أن كان هبط 3.4% في الجلسة السابقة عندما أحدثت خطة يونانية للدعوة إلى استفتاء على خطة إنقاذ مالي صدمة في الأسواق. وفي أنحاء أوروبا صعد مؤشر فايننشيال تايمز 100 البريطاني 1.15% ومؤشر داكس الألماني 2.25% ومؤشر كاك 40 الفرنسي 1.38%.

ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو أمس اليونانيين إلى التوحد وراء حزمة إنقاذ دولية ثانية لبلادهم محذرا من تداعيات قد يواجهونها إذا رفضوا قبول الخطة.

وقال باروسو في بيان إنه «من دون موافقة اليونان على برنامج (الإنقاذ)، ستصبح الظروف بالنسبة للمواطنين اليونانيين أكثر إيلاما بشكل كبير خصوصا بالنسبة للمواطنين الأكثر تأثرا. العواقب سيكون من الصعب توقعها».

وتأتي تصريحاته قبل ساعات فقط من انعقاد اجتماع أزمة في منتجع كان بفرنسا يشارك فيه مسؤولون بارزون من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وصندوق النقد الدولي ورئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو بشأن دعوته المفاجئة لإجراء استفتاء عام على برنامج الإنقاذ. وأضاف باروسو: «أريد أن أتقدم بمناشدة ملحة للغاية ومن القلب من أجل الوحدة الوطنية والسياسية في اليونان... إذا كانت تلك المساندة (لبرنامج الإنقاذ) مهمة بالأمس … فإنها مهمة للغاية تماما اليوم».

إلى ذلك قال مسؤولون ألمان في برلين أمس إنه تم تعليق الشريحة السادسة من برنامج المساعدات الدولية لليونان والتي تبلغ قيمتها 8 مليارات يورو (11 مليار دولار) بعد قرار أثينا الدعوة إلى إجراء استفتاء عام على شروط حزمة الإنقاذ وإجراءات التقشف. وقال متحدث باسم وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله: «الشريحة لم يتم دفعها حتى الآن»، مضيفا أن المعلومات الواردة من أثينا هي أن الحكومة اليونانية لن تكون في حاجة إلى الأموال حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وقال شتيفين زايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه لن يتم تقديم أي أموال لأثينا قبل اجتماع وزراء مالية دول منطقة اليورو الاثنين المقبل. إلى ذلك أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس مجددا دعوتها إلى تنفيذ حزمة المساعدات التي اتفق عليها قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي لحل أزمة الديون اليونانية. وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي يزور ألمانيا: «اتفقنا على برنامج بشأن اليونان خلال الأسابيع الماضية».

وفي إشارة إلى اجتماع طارئ مقرر في وقت لاحق بمنتجع «كان» الفرنسي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومدير عام صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد وقادة أوروبيين آخرين، قالت ميركل «نحتاج الوضوح لتنفيذها (حزمة الإنقاذ)، وهذا هو ما ستتناوله محادثاتنا مساء اليوم». وأجرت ميركل محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو مساء الثلاثاء وقالت إنها تعتزم إجراء مزيد من المحادثات معه في اجتماع منتجع كان اليوم.