الرئيس البشير: «أوفيد» وقف مع السودان حين تخلى عنه الآخرون

لدى استقباله سليمان الحربش رئيس صندوق الأوبك للتنمية الدولية في الخرطوم

سليمان الحربش («الشرق الاوسط»)
TT

ثمن الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير، الدعم التنموي الهام الذي تلعبه دول الأوبك ممثلة في صندوقها الدولي للتنمية (أوفيد)، مؤكدا أن صندوق الأوبك للتنمية الدولية وقف مع السودان في وقت أحجم فيه آخرون متخلين عن السودان، مبديا تقديره لمشاريع متنوعة يدعمها الصندوق في شكل منح وهبات وقروض، وأخرى يساهم فيها الصندوق كمستثمر وذلك في القطاعين العام والخاص، لا سيما مشاريع قال إنها ستدخل تغييرا كبيرا في البنية الصناعية والاجتماعية بالسودان، خص منها بالذكر مشروع تعلية خزان الرصيروص، ومشروع تشييد سد ستيت وعطبرة اللذين يخطط لهما أن يساهما في ري أكثر من 3 ملايين فدان بمنطقة النيل الأزرق ومنطقة حلفا شمالا.

إلى ذلك كان الرئيس البشير قد استقبل بمقر إقامته بالقيادة العامة بالخرطوم، سليمان الحربش، مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) والوفد المرافق له، الذي غادر السودان بعد زيارة رسمية استهلها بحضور افتتاح برج «بنك بيبلوس أفريقيا» بالخرطوم، الذي يشارك «أوفيد» فيه بنسبة 18 في المائة. في سياق مواز عقد وفد «أوفيد» اجتماعا مشتركا مع كل من وزراء الري والصحة والكهرباء والسدود، ومحافظ بنك السودان «البنك المركزي»، ووزير الدولة بوزارة المالية الذي وصف الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها السودان حاليا بأنها «حالة امتصاص أزمة»، في إشارة للفجوة في ميزان المدفوعات وللعجز الكبير الذي تسبب فيه فقدان الخزينة العامة لمدخول النفط بما يزيد على 70 في المائة بعد انفصال الجنوب، مما تطلب العمل، كما قال، وفق خطط إسعافية إنتاجية لسد الفجوة في أقصر فترة، وذلك بالتركيز على مشاريع إنتاجية ذات مردودات سريعة، تعمل في الوقت ذاته بأساليب تكاملية للاستفادة من كل الفرص المتاحة، بحيث لا يكون هناك فاقد إنتاج.

إلى ذلك كان محافظ بنك السودان قد طمأن وفد «أوفيد» إلى استعداد السودان لسداد القروض، مشيرا إلى أن الإنتاج من الذهب وحده سيدعم الخزينة بعملات أجنبية تمكن من السداد بالعملات الحرة، بالإضافة لما ستحصله الخزينة من موارد خدمات البترول وعائدات بترول الشمال، مبديا اهتمام البنك بمشاريع خدمية إنتاجية للاستفادة من ثروة السودان الحيوانية، بتشجيع الاستثمار في إنتاج وتصدير اللحوم واستخدام العلف للتسميد.

من جانبه أشار الحربش لما يوليه الصندوق من اهتمام خاص لمشاريع تنمية مستدامة تقوي البنيات الأساسية في السودان، مكررا القول في مؤتمر صحافي عقده بمركز «طيبة برس» بالخرطوم، عصر أمس، إن «أوفيد» يولي السودان عناية خاصة، وإنه قد قدم للسودان 43 منحة ما بين وطنية وأخرى إقليمية تشمل السودان والدول المجاورة، موضحا أن من أولويات «أوفيد» الاهتمام بمشاريع القضاء على فقر الطاقة.

إلى ذلك كان الحربش قد ذكر، في معرض رد على سؤال صحافي، أن صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) لا يفرض مشاريع بعينها على الدول المستفيدة، وإنما يتعامل وفق طلبات يتلقاها من تلك الدول التي يزيد عددها على 120 دولة، مواصلا في رد على سؤال آخر عن الكيفية التي ينأى بها «أوفيد» عن الضغوطات السياسية التي تسعى لاستهداف دول بعينها بقوله: «(أوفيد) منظمة غير مسيسة تستهدف الشعوب وليس الحكومات»، مؤكدا أنهم لا ينشغلون أو يدخلون العوامل السياسية عندما يدرسون المشاريع التي يختارونها، مشيرا إلى أنهم يمتنعون عن تقديم مساعدات في حالتين محددتين فقط، هما أن يكون البلد في حالة حرب ونزاع عسكري، وعندما تتخلف دولة عن السداد لأسباب غير وجيهة، مكررا الحديث عن أن التزامهم تجاه دعم السودان لا رجعة فيه.

وفي سياق آخر أكد الحربش أن الإرادة السياسية للدول أعضاء الأوبك هي التي دفعت هذه الدول لتقاسم مواردها النفطية مع الدول النامية، على الرغم مما تعانيه هي نفسها من فقر ومشكلات، لا سيما بسبب الأزمة الاقتصادية، وما ذلك إلا لكونها باقية على فكرة التضامن، مذكرا بأن بعض دول صندوق الأوبك للتنمية الدولية خصصت أكثر من 4 في المائة من دخلها لمساعدة الدول النامية، وأن نصيب الفرد في دفع تلك المساعدات في تلك الدول بلغ 34 دولارا، في حين لم تلتزم دول متقدمة بما التزمت بدفعه.

وفي سياق مواز كان وفد «أوفيد» قد عقد اجتماعا مغلقا مع رصفائه بالبنك العربي للتنمية الاقتصادية بأفريقيا «باديا»، بحثوا فيها أوجه التعاون في مجال الأمن الغذائي وتوفير الطاقة للفقراء، بالإضافة لإمكانات تمويل برامج القطاع الخاص إنابة عن «باديا».