مسؤول بالمركزي الصيني: الصين تنتظر وضع خطط قابلة للتنفيذ قبل وضع أموال في منطقة اليورو

قال: على أوروبا أن تنفذ خطط التقشف

TT

قال مستشار للبنك المركزي الصيني أمس (الجمعة) إن الصين يجب أن تنتظر وضع خطط قابلة للتنفيذ في أوروبا قبل أن توجه أي أموال إلى خطة إنقاذ. وأضاف أن الصين يجب أن تصر على «ضوابط محددة» بشأن كيفية استخدام هذه الأموال.

وقال لي داو كوي في منتدى في بكين إن الصين ستعمل كذلك على الأرجح مع دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا) بشأن خطوات محتملة لمساعدة أوروبا على التغلب على أزمة الديون.

ولي داو عضو في لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي التي تضم 15 عضوا وهو أستاذ اقتصاد في جامعة تسينغوا لكن ليس له نفوذ حقيقي على القرارات الفعلية بشأن أسعار الفائدة واليوان. وقال إنه يتعين على الصين النظر بتدقيق إلى تطور أزمة الديون السيادية في أوروبا إذ إن المنطقة هي أكبر شريك تجاري للصين. وتابع «يجب أن نولي انتباها كبيرا لاقتصادات أوروبا وأميركا في ظل اقتصاد العولمة. إذا تعرضت أوروبا لمشكلة فإن الأمر لن يكون بسيطا بالنسبة للصين».

وقال «إذا وجهنا أموالنا يجب أن تكون هناك ضوابط محددة. لا يمكننا أن نقول إننا سنعطيكم المال لتنفقوه كما تريدون. فأنتم الأغنياء تقترضون من الفقراء. ولا يصح أن تواصلوا العيش ببذخ». من جانبه اعتبر وزير التجارة الصيني شين ديمينغ على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة كان الفرنسية يوم الخميس أن الأزمة في منطقة اليورو تركت أثرا محدودا على الصين والاقتصاد العالمي ولكن تأثيراتها السلبية سوف تتزايد لأنها ستستمر، وذلك حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال أمام الصحافيين الصينيين على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في كان، المدينة الساحلية المتوسطية، إن مشاكل منطقة اليورو «تأثيرها حتى الآن ضعيف على الطلب». وأوضح «إذن، لا يوجد تأثير كبير على تجارتنا»، ولكن «ستمر فترة من الوقت قبل أن تصبح الأزمة فعلا تحت السيطرة». وأضاف «شعوري هو إذن أن التأثير المستقبلي لهذه الأزمة على العالم والتجارة الصينية سوف يزداد».

ومع ذلك، أعرب الوزير الصيني عن ثقته بقدرة أوروبا على «السيطرة على هذه الأزمة ووضع حد لها»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «العملية كما نعتقد ستكون طويلة وسوف تترك أثرا على الاقتصاد العالمي».

وردا على الاتهامات التي توجهها الولايات المتحدة ودول أخرى إلى الصين بالإبقاء على قيمة عملتها، اليوان، متدنية، اعتبر شين أن المناشدات التي تحث بكين على رفع قيمة عملتها لا تؤدي إلا إلى «التسبب بمشاكل كبيرة». وقال أيضا «عندما يتحدثون عن تقييم الرينمينبي (الاسم الآخر للعملة الصينية) نرى حركات كبيرة للرساميل تسبب لها مشاكل كبيرة». وأشار إلى أن «قيمة اليوان حاليا وصلت إلى مستوى معقول في سلة معقولة». وأكد الوزير الصيني أن «أجمل هدية يمكن أن تقدمها الصين إلى قمة كان هي أننا حافظنا على نمو إجمالي الناتج الداخلي بمعدل 9 في المائة ووصلت تجارتنا إلى مستوى ثلاثة آلاف مليار دولار».

إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة، الخميس، أن الرئيس الصيني هو جينتاو قال لنظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في كان إنه «يعود لأوروبا خصوصا أن تحل مشكلة ديونها» مع إعرابه عن ثقته بقدرة القارة القديمة على مواجهة الأزمة.

وقال هو لساركوزي خلال عشاء العمل الذي جمعهما الأربعاء عشية بدء أعمال قمة مجموعة العشرين في مدينة كان بجنوب شرقي فرنسا «يعود خصوصا لأوروبا أن تحل مشكلة الديون الأوروبية». وأضاف «نعتقد أن أوروبا لها كل الحكمة والقدرة (الضروريتان) لحل مشكلة الديون هذه»، حسب الوكالة الصينية. وأوضح هو أن «الصين تدعم بقوة فرنسا من أجل هذه القمة»، موضحا أنه يتوجب على مجموعة العشرين أن توجه إشارة واضحة لضرورة إبقاء نمو واستقرار الأسرة الدولية.

وبالإضافة إلى ذلك، أعرب هو جينتاو الذي عقد ثالث لقاء مع ساركوزي هذا العام، عن أمله في أن يتيح الاتفاق لمعالجة الأزمة الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي بعد قمة ماراثونية في بروكسل، لأوروبا تخطي صعوباتها وتأمين نموها. ومن جهة أخرى، أوضحت الوكالة الصينية أن الرئيس الصيني أجرى أيضا مساء الأربعاء محادثات مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد. وقال هو «أعتقد أنه في ظل قيادتكم، سيكون صندوق النقد الدولي قادرا على تسريع إصلاحاته وتعزيز آلياته ولعب دوره في إنقاذ الاستقرار الاقتصادي والمالي في العالم». وأشاد بتعيين لاغارد الصيني زهو مين نائبا لمديرة صندوق النقد الدولي في الوقت الذي تريد فيه الصين أن ترى دورها يتصاعد في قلب المؤسسات الدولية الكبرى، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي.