إيطاليا تثير الهلع في أسواق المال.. واحتمال إنقاذها وارد

المستثمرون يهربون من جحيم برلسكوني إلى الذهب والإسترليني والسندات الأميركية

المتعاملون في بورصة نيويورك يراقبون بقلق شديد ارتفاع سعر الفائدة على سندات الدين الإيطالي وهي ترتفع إلى 7.35%
TT

زرعت احتمالات احتياج إيطاليا إلى حزمة إنقاذ، أمس، الهلع في أنحاء أوروبا، وهرع المستثمرون الباحثون عن غطاء لاحتمالات تكبد خسائر كبيرة في السندات الإيطالية إلى الذهب والسندات الأميركية وإلى حد ما إلى الفرنك السويسري والجنيه الإسترليني الذي ارتفع إلى أعلى مستوياته.

وفي لندن، ارتفع سعر الذهب، أمس الأربعاء، مع استمرار الشكوك في قدرة إيطاليا على مواجهة أزمة ديونها المتفاقمة؛ حيث دفع عدم التيقن السياسي والارتفاع الكبير في عائدات السندات الإيطالية المستثمرين لتوخي الحذر. وتعهد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، الذي يعتبره كثيرون في الأسواق عقبة أمام التغيير الاقتصادي، بالاستقالة بعد أن يوافق البرلمان على إصلاحات للميزانية، لكن تنحيه عن قيادة ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو أثار تساؤلات عمن سيخلفه وعن احتمال انعدام الاستقرار السياسي. وسيؤثر إخفاق إيطاليا في حل مشكلات ديونها بشكل أكبر بكثير على المنطقة مقارنة بأزمة اليونان.

وزاد سعر الذهب 0.4% إلى 1791.15 دولار للأوقية «الأونصة» بحلول الساعة 1422 بتوقيت غرينتش من 1784.85 دولار في أواخر تعاملات نيويورك يوم الثلاثاء. وجرى تداوله قرب أعلى مستوياته في الجلسة السابقة البالغ 1802.60 دولار، وهو الأعلى منذ أواخر سبتمبر (أيلول). وارتفعت عائدات السندات الإيطالية العشرية متجاوزة 7% وهو مستوى اضطرت عنده دول، من بينها البرتغال وآيرلندا، إلى طلب المساعدة المالية. وهبط اليورو مقتربا من أدنى مستوى في شهر أمام الدولار أمس الأربعاء مع تزايد عمليات البيع بسبب تفاقم أزمة ديون منطقة اليورو.

وتراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.3% إلى 1793.70 دولار للأوقية.

وهبطت الفضة 0.9% إلى 34.64 دولار للأوقية. وانخفض البلاتين 1% إلى 1642.49 دولار للأوقية بينما هبط البلاديوم 1.2% إلى 659.97 دولار للأوقية.

وفي نيويورك قلصت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف ومزيج برنت خسائرها أمس؛ حيث قلص خام برنت خسائره في عقد ديسمبر (كانون الأول) ببورصة إنتركونتننتال ليتراجع 2.03 دولار إلى 112.97 دولار للبرميل بحلول الساعة 1541 بتوقيت غرينتش، بينما هبط الخام الأميركي الخفيف في عقد ديسمبر ببورصة نيويورك التجارية «نايمكس» 1.65 دولار إلى 95.15 دولار للبرميل. وفي أسواق المال، هبطت الأسهم الأوروبية أمس؛ إذ دفعت المخاوف المتزايدة بشأن الديون الإيطالية عائدات سندات البلاد لمنطقة الخطر، مما أضر بالأصول التي تنطوي على مخاطر في شتى القطاعات ودفع أسهم المؤسسات المالية لهبوط حاد.

وبعد صعودها عند الفتح بفضل نبأ اعتزام رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الاستقالة تهاوت الأسهم بعدما تجاوز عائد السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات 7% وهو مستوى يرى كثير من المحللين أنه لا يمكن تحمله على المدى البعيد.

وأغلق مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى منخفضا 1.7% عند 966.92 نقطة وفق بيانات غير نهائية متخليا عن أعلى مستوى في الجلسة الذي سجله عند 993.44 نقطة في وقت سابق.

وجاءت أسهم البنوك بين أكبر الخاسرين في شتى دول المنطقة، وهبط مؤشر القطاع المصرفي الأوروبي 3.7% متأثرا بتراجع سهم بنك أوني كريديت الإيطالي نحو 7%. وكان سهم إتش إس بي سي صاحب أكبر تأثير على مؤشر يوروفرست 300 بعدما أعلن البنك نتائج دون التوقعات. وهبط سهم إتش إس بي سي 5.8%.

وفي أنحاء أوروبا انخفضت مؤشرات فاينانشيال تايمز 100 البريطاني 1.9% وداكس الألماني 2.1% وكاك 40 الفرنسي 2.2%.