فضائح تدفع سهم شركة «أوليمبوس» اليابانية إلى أدنى مستوياته

دفعت مليار دولار لتغطية خسائر استثمارية

TT

كافحت شركة «أوليمبوس» يوم الثلاثاء على الصعيد الداخلي في اجتماعات مجلس الإدارة وعلى الصعيد الخارجي في سوق المال لاحتواء الأزمة التي تفجرت عقب اعتراف الشركة بأنها قامت بدفع مليار دولار كمدفوعات لتغطية خسائرها الاستثمارية.

وقد تراجع سهم الشركة بنسبة 29 في المائة يوم الثلاثاء، وأنخفض بمقدار 20 في المائة إضافية في التعاملات المالية المبكرة يوم الأربعاء في اليابان، لينحدر إلى مستوى أكثر تدنيا. وقال المساهمون إنهم يشعرون بالقلق من احتمال شطب الشركة من بورصة طوكيو، وهو الأمر الذي من الممكن أن يشكل تهديدا لفرص الشركة في الحصول على تمويل. وقد انخفضت القيمة السوقية للشركة منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) بنسبة 70 في المائة. وقد طالبت شركة «ساوث إيسترن إست مانجمينت»، وهى الشركة الأميركية التي تمتلك ثاني أكبر حصة في «أوليمبوس»، بعقد اجتماع استثنائي للمساهمين للدعوة إلى تطهير مجلس الإدارة ورفد كبار المسؤولين التنفيذيين. وما زالت التحقيقات الخارجية جارية في اليابان والولايات المتحدة بشأن كيفية تعامل الشركة مع مدفوعات الاندماج والخسائر، حيث يبحث كل من مكتب التحقيقات الفيدرالي وهيئة الأوراق المالية والبورصة في الرسوم التي قامت الشركة بدفعها، وفقا لما ذكره بعض الأشخاص المطلعين على مسار التحقيقات. ونظرا لأن باب التحقيق لا يزال مفتوحا، فإنه من المحتمل أن يعيد الموردون والزبائن، لا المستثمرون فقط، النظر في استمرار تعاملهم مع شركة «أوليمبوس».

وقد بدأت الأزمة في شركة «أوليمبوس»، التي تقدر أعمالها التجارية على المستوى العالمي بمليارات الدولارات والتي تقوم بتصنيع الكاميرات الرقمية والمعدات الطبية، في منتصف أكتوبر الماضي، عندما قام مجلس إدارة الشركة برفد الرئيس التنفيذي البريطاني للشركة، مايكل ودفورد.

وكان رئيس مجلس إدارة الشركة، تسويوشي كوكاوا، قد أرجع سبب الخلاف إلى الاختلاف الثقافي، ولكن ودفورد، الذي كان يعمل موظفا في شركة «أوليمبوس» منذ 30 عاما، قال إنه تم رفده بعد محاولته إجراء تحقيق حول سلسلة من عمليات الاستحواذ التي تمت قبل تعيينه رئيسا في سبتمبر (أيلول). وقد استقال كوكاوا بعد أقل من أسبوعين من رفد ودفورد، حيث توصلت لجنة خارجية يوم الثلاثاء، وهى لجنة معينة من قبل شركة «أوليمبوس»، إلى أنه تم استخدام أكثر من مليار دولار في صورة مدفوعات اندماج لإخفاء سنوات من الخسائر الاستثمارية، التي يعود تاريخها ربما إلى التسعينات.

وقد اعترف رئيس الشركة الجديد، شويشي تاكأياما، بحدوث «تلاعب»، ولكنه قال إنه لم يحدث أي تدفق للأموال خارج الشركة من جراء ذلك، وقال إنه تم رفد هيساشي موري، نائب الرئيس التنفيذي للشركة، لمشاركته في التستر على ما حدث، كما قام هيديو يامادا، المراجع المالي للشركة، بتقديم استقالته. وقال ودفورد، في مقابلة أجراها يوم الثلاثاء، إنه على الرغم من اعتراف الشركة العلني بسوء الإدارة، فإنه لم يشعر بأنه قد استرد حقه لأن شركة «أوليمبوس» ما زالت تدار من قبل مجلس مكون من مجموعة من الموظفين العالمين ببواطن الأمور، حيث لا يزال كوكاوا وموري - وكذلك ودفورد نفسه - يعملون في الشركة كمديرين. وأضاف قائلا في المقابلة التي أجرها عبر الهاتف من لندن: «أنا أشعر بقلق بالغ من بقاء هؤلاء الأفراد في مناصب قيادية بالشركة».

وقالت شركة «ساوث إيسترن إست مانجمينت»، الشركة الأميركية المساهمة التي دعت إلى اجتماع استثنائي للمساهمين، إن شركة «أوليمبوس» لا تزال بحاجة إلى إصلاح شامل.

* شارك بن بروتيس في كتابة هذا التقرير.