تقرير: 1318 شركة تسيطر على خمس التعاملات المالية في العالم

أعده باحثون سويسريون في علوم الرياضيات

TT

قدم باحثون سويسريون في علوم الرياضيات ونظريات المنظومات المتعددة في معهد التكنولوجيا الفيدرالي في زيوريخ، ربما لأول مرة في العالم، نتائج دراستهم لأخطبوط الشركات العالمية المتعددة الجنسيات التي تتحكم بالتعاملات المالية حول العالم.

وكشف فريق الباحثين في الدراسة التي نشرتها مجلة «PloS One» عن وجود مجموعة من 1318 شركة عالمية ترتبط بملكية مشتركة فيما بينها، وتشكل النواة الصلدة لما يمكن تسميته «الطغمة المالية» التي تتحكم في العالم. وترتبط كل من هذه الشركات الـ1318 أيضا بروابط ما مع اثنتين أو ثلاث أكثر من الشركات الأخرى داخل النواة. وفي المتوسط فقد كانت كل منها مرتبطة بـ20 من الشركات الأخرى.

وفي بحثهم الموسوم بـ«شبكة تحكم الشركات العالمية»، تعرف الباحثون السويسريون، وهم ستيفانيا فيتالي وجيمس غلاتفيلدر وستيفانو باتيستون، على هذه النواة الرئيسية التي تضم البنوك والمصارف الدولية، بعد تحليلهم لأعمال 43000 من الشركات العالمية المتعددة الجنسيات. واستعان الباحثون في دراستهم بمحتويات قاعدة معلومات «أوروبس 2007» العملاقة التي تضم 37 مليون شركة وجهة استثمارية في العالم.

ورغم الانتقادات الموجهة إلى الدراسة فقد أشارت مجلة «نيو ساينتست» العلمية البريطانية إلى أن الخبراء العاملين في ميدان دراسة المنظومات المعقدة الذين اتصلت بهم أفادوا بأن البحث فريد من نوعه ويهدف إلى فك أسرار عمليات التحكم في الاقتصاد العالمي، وأنه قد يؤدي إلى التعرف على وسائل تضمن استقرار الاقتصاد الرأسمالي.

ونوه جون دريفيل الباحث في الاقتصاد بجامعة لندن بأهمية البحث وقيمة نتائج التحليلات التي توصل إليها، لأنه ينفذ إلى أعماق الواقع الاقتصادي لتوضيح ملامح الاستقرار المنشود فيه.

ووظف الباحثون السويسريون مبادئ الرياضيات المستخدمة منذ زمن طويل لنمذجة المنظومات الطبيعية معا مع البيانات الشاملة التي حصلوا عليها عن الشركات بهدف وضع خريطة مفصلة عن نشاطات الشركات العالمية المتعددة الجنسيات. وقال جيمس غلاتفيلدر الذي شارك في البحث إن «التحليلات اعتمدت على الواقع»، وأضاف أن «الواقع أمر معقد. وكان علينا أن نبتعد عن كل من نظرية المؤامرة وعن اقتصاد السوق الحر».

وإضافة إلى هذه النتائج توصل الباحثون إلى أنه، رغم أن هذه النواة من 1318 شركة عالمية لا تحصل إلا على 20 في المائة من مدخولات العمليات المالية، فإنه يبدو أنها تملك في مجموعها – وعبر أسهمها - غالبية الشركات الإنتاجية الرائدة والشركات الصناعية في العالم، أي إنها تملك المفاتيح في العالم الحقيقي وليس في عالم الأوراق والأسهم المالية في السوق فقط.

وعندما حاول الباحثون فك أسرار الملكية في الشركات، وجدوا أن أصولها تعود أساسا إلى 147 من الشركات القوية المترابطة بشدة أكبر يمكن وصفها بأنها «كيان متفوق»، يتحكم بـ40 في المائة من كل أموال تلك الشبكة التي تتكون منها النواة.

ويتألف هذا الكيان المتفوق في غالبيته من البنوك والمؤسسات المالية. وقال غلاتفيلدر: «في الواقع فإن أقل من 1 في المائة من الشركات تتحكم بـ40 في المائة من كل الشبكة».

ويدخل ضمن أسماء القائمة العشرين الأولى بنك «باركليز» الذي يحتل الموقع الأول في القائمة، و«جيه بي مورغان تشايس آند كو» (الموقع السادس)، ومجموعة «غولدمان ساكس» (الموقع 18).

وأشار الباحثون السويسريون إلى أن تركيز قدرات التحكم بنفسها لا تعتبر سيئة ولا جيدة. إلا أن الترابط الشديد بين عناصر هذه النواة من الشركات قد يقود إلى صعوبات كبيرة، إذ إن شبكة بهذا الشكل لا تتحلى بالاستقرار، ولذا فإن كل ضربة تتلقاها شركة ما، تؤثر على الشركات الأخرى.

ولا يتفق جميع الخبراء مع آراء الباحثين السويسريين، إذ يقول بعضهم إن التحليلات تشير إلى أنهم يضعون صيغة الملكية وكأنها تعني امتلاك قدرات التحكم، إلا أن هذا لا يعتبر صحيحا دوما.