فأس ورأس

علي المزيد

TT

حدث، قبل فترة قصيرة، شرق السعودية، تسرب كيماوي في مصنع من مصانع المنطقة، البعض يقول: إنه تنفيس طبيعي للمصنع بدلا من الانفجار، وتقريبا للقارئ مثلما يحدث لسخانات المياه؛ إذ لها صمام أمان يخرج البخار في حالة وصول درجة الحرارة لمنطقة غير محتملة داخل السخان، وهذا التنفيس يحميها من الانفجار.

على كل حال، موظفو المطافئ لم يكونوا أكْفاء في التعامل مع الحدث، بدليل أنه استمر أسبوعا، وبعد ذلك حدث حريق آخر في مصنع من مصانع المنطقة. وهذه منطقة نفطية سعودية، المصانع الكيماوية أحد مكوناتها القوية التي لا يمكن تخيل المنطقة من دونها.

وحتى لا تقع حوادث مماثلة، فأولا: يجب تدريب الدفاع المدني على التعامل مع حوادث المناطق الصناعية، وتدريبهم، تحديدا، على التعامل مع المواد البتروكيماوية، وأيضا كيفية التعامل مع حوادث مصانع البتروكيماويات؛ لأن هذه المصانع تحتوي على مواد متفاعلة تصعب السيطرة عليها بسهولة ودون أدوات مكتملة مثل رغوة الإطفاء وغيرها.

وحتى لا تقع الفأس في الرأس، لا بد أن نعترف أن صناعية الدمام القديمة تحتوي مصانع انتهى عمرها الافتراضي وباتت تشكل خطرا على الأحياء السكنية؛ لذلك يجب نقلها لصناعيات بعيدة على الأقل تبعد 100 كيلومتر عن المدن السكنية. ولكن لنقُل: هذه المصانع لا بد من إيجاد مدن صناعية تستوعب العاملين فيها كلهم وأبناءهم، فتجب تهيئة منازل لهم، ونقل جماعي من الصناعية الجديدة إلى المدن القائمة، سواء أكان النقل قطارا أم نقلا جماعيا. وكذلك مدارس لأبنائهم، وغير ذلك من احتياجات الحياة لتكون المدن قابلة للسكنى. ويعرف المختصون أن الإهمال في مواضيع كهذه قنابل موقوتة إذا انفجرت إحداها تركت دمارا بشريا وماديا وبيئيا، فلن نسبق الحدث ولو لمرة واحدة.

* كاتب اقتصادي