تجمع دولي يطرح آخر التطورات لمبادرة الملك عبد الله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية

العمل جار على إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه في العالم كمرحلة أولى من المبادرة

تم تطوير تقنيات متقدمة من خلال المركز المشترك لأبحاث تقنية النانو بين مجال أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه (رويترز)
TT

احتضنت الرياض أمس أكبر تجمع دولي من نوعه لبحث التطورات العلمية في مجال تحلية المياه مع مجموعة من الباحثين والخبراء العالميين، لمناقشة آخر التطورات لمبادرة الملك عبد الله لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية، والتي تأتي وفق 3 مراحل وبمدة زمنية تبلغ 9 سنوات في جميع محطات تحلية المياه في البلاد.

وقال الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث: إن مبادرة الملك عبد الله لتحلية المياه بالطاقة الشمسية هي إحدى ثمار السياسة الوطنية للعلوم والتقنية لإيجاد الحلول التقنية لتحلية المياه بأقل التكاليف للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني.

وأضاف، تم تطوير تقنيات متقدمة من خلال المركز المشترك لأبحاث تقنية النانو بين مجال أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه، وجار العمل حاليا على إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية في العالم تقع في مدينة الخفجي (شرق البلاد) بطاقة إنتاجية تبلغ 30 ألف متر مكعب في اليوم كمرحلة أولى من المبادرة والذي يتوقع الانتهاء منها خلال عام 2013.

وزاد الأمير تركي بن سعود أن البحث والتطوير والاستثمار في تقنيات المياه يعد خيارا استراتيجيا للمملكة، وذلك لقلة الموارد المائية التقليدية وارتفاع تكلفة المحافظة عليها وارتفاع تكلفة تحلية المياه ومعالجتها.

وأوضح الأمير الدكتور تركي بن سعود، أن الطلب متزايد على المياه نتيجة للزيادة السكانية والتطور المدني والصناعي الذي تشهده المملكة الأمر الذي زاد من الضغوط على المصادر المائية المحدودة التي من الممكن الاستفادة منها مباشرة، معتبرا توفير مياه نقية وآمنة للاستخدام أحد أهم التحديات التي تواجه خطط التنمية في المملكة.

وبين أنه من هذا المنطلق فقد أعطت الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار التي تشرف عليها المدينة تقنيات المياه الأولوية الأولى من ضمن 15 مجالا علميا، حيث تم إعداد الأولويات الاستراتيجية لتقنية المياه بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ويجري الآن تنفيذها على مستوى المملكة، مفيدا أن تلك الأولويات تعنى بأبحاث وتقنيات تحلية المياه ومعالجة المياه العادمة وتنقية مياه الشرب ومصادر المياه ورعاية الأفكار الابتكارية في هذا القطاع الحيوي، الذي يشكل رافدا أساسيا نحو الارتقاء بقطاع العلوم والتقنية والابتكار في المملكة لتحويلها من دولة يعتمد اقتصادها على النفط إلى دولة يعتمد اقتصادها على العلم والمعرفة.

وتطلع الأمير تركي إلى أن يسهم هذا التجمع العلمي في الجهود الهادفة إلى الارتقاء بمستقبل تقنية المياه في المملكة العربية السعودية والعالم أجمع، مؤكدا استعداد المدينة لتسخير كل طاقاتها وخبراتها في سبيل ترجمة مخرجات هذا المؤتمر لتعميم الفائدة لأكبر عدد من المختصين والمهتمين بتقنيات المياه.

جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر السعودي الدولي لتقنية المياه 2011 المنعقد بمقر مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية من أجل تسليط الضوء على التجارب الدولية والمحلية وأحدث ما توصل إليه البحث والتطوير في مجال تحلية المياه ومعالجتها.

من جانبه، أفاد الدكتور عمر الحربي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، المشرف على المركز الوطني لتقنية المياه في المدينة، أن الموضوعات الرئيسية للمؤتمر تشمل تطوير تقنيات تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، وتحلية المياه باستخدام الأغشية، وتحلية المياه بالطرق الحرارية، كما تشمل موضوعات المؤتمر تقنيات معالجة مياه الصرف الصحي من خلال المعالجة البيولوجية، وأغشية المفاعلات الحيوية والمعالجة المتقدمة.

وقد تضمنت فعاليات المؤتمر 17 ورقة عمل يتم تقديمها خلال 4 جلسات علمية على مدى يومين لمناقشة آخر التطورات العلمية في البحث والتوطين في مجال تحلية المياه مع مجموعة الباحثين الدوليين والخبراء، بهدف نشر الوعي في المملكة حول مفهوم تحلية المياه بالطاقة الشمسية والأغشية والتجارب الدولية الناجحة في هذا المجال.