بعد سنوات من التخطيط: الإمارات تنقل نفطها بعيدا عن مضيق هرمز عبر خط بديل

مصادر: الخط اكتمل تقريبا وسيبدأ في ضخ 40% من نفط أبوظبي نهاية ديسمبر

TT

في عام 2006 قرر وزراء النفط في دول مجلس التعاون الخليجي تبني توصيات دراسة أظهرت «عدم جدوى» إنشاء أنبوب لنقل النفط الخليجي يكون بديلا في حال إغلاق إيران مضيق هرمز الاستراتيجي، تزامن ذلك مع تصاعد الضغوط الدولية على إيران بفعل برنامجها النووي، إلا أن تصاعد التهديدات الإيرانية بإغلاق المضيق الحيوي في حال تعرضها لأي عمل عسكري، مع الحديث عن نذر حرب، أصبح مثل هذا المشروع ذا جدوى فائقة وهو ما جعله أمرا واقعا في الإمارات وسيدخل في الخدمة الشهر المقبل ليقوم بنقل ما يزيد على 4 في المائة من النفط الإماراتي متجنبا المرور بمضيق هرمز.

وقالت عدة مصادر في صناعة النفط أمس إن خط الإمارات لأنابيب النفط سيتجنب المرور بمضيق هرمز وقد اكتمل تقريبا ومن المقرر تدفق الخام فيه لأول مرة الشهر المقبل، فيما يكتسب الحدث أهمية مضاعفة مع تصاعد الحديث عن عمل عسكري يستهدف إيران.

ومن شأن مشروع خط أبوظبي للخام الذي يمتد لـ480 كيلومترا بطاقة تصل إلى 2.5 مليون برميل يوميا، أن يتيح للإمارات عضو منظمة «أوبك» تفادي الطريق البحري الخطير وتعزيز صادراتها من ميناء الفجيرة على خليج عمان.

وقال مصدر مطلع لوكالة «رويترز» إنه «قد يبدأ ضخ النفط في خط الأنابيب في نهاية ديسمبر (كانون الأول) بواقع مليون برميل يوميا في بادئ الأمر ترتفع تدريجيا إلى مليوني برميل»، مضيفا «هناك اهتمام لبدء التشغيل سريعا مع تصاعد الصخب بشأن ضربة عسكرية ضد إيران».

ويرى الخبير حسين عمر توقة في بحث متخصص، أنه في خضم ازدياد التوتر القائم بين إيران وإسرائيل من جانب، وبين إيران والدول العظمى من جانب آخر بسبب سياسة إيران النووية وبسبب تردي السوق الاقتصادية وتذبذب أسعار النفط وتردي أسعاره بعد ارتفاع لم يشهده العالم من قبل، يتوجب علينا الدعوة إلى إيجاد بدائل لنقل النفط العربي من خلال مضيق هرمز وإنشاء شبكة لأنابيب النفط تمتد طوال السواحل الشرقية للدول العربية بدءا من العراق والكويت والمملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وبناء ميناء كبير متخصص لنقل النفط العربي يطل على بحر العرب، ولا سيما أن إيران وبعد احتلالها عام 1971 لجزيرة طنب الصغرى وطنب الكبرى وجزيرة أبو موسى قد أعطاها ذلك تفوقا استراتيجيا جغرافيا في فرض السيطرة على مضيق هرمز.

وفي مايو (أيار) من عام 2009 قالت الإمارات إنها ستكمل المشروع بعد عامين من الموعد المقرر أصلا.

لكن العضو المنتدب لشركة الاستثمارات البترولية الدولية (إيبك) التي تنفذ المشروع، قال في وقت لاحق إنه سيكون جاهزا في عام 2010. وسيسمح خط الأنابيب للإمارات، ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم، بضخ نحو 60 في المائة من صادرات نفطها الخام إلى ميناء في خليج عمان بما يؤدي إلى تجنب مسار الشحن الاستراتيجي المزدحم عبر مضيق هرمز، حيث تكرر إيران تهديدها بإغلاق المضيق الذي يمر عبره 40 في المائة من تجارة النفط في العالم إذا تعرضت لهجوم بشأن برنامجها النووي.