المجلس العسكري المصري يقرر الإبقاء على فاروق العقدة لأربع سنوات أخرى

حافظ على استقرار السياسة النقدية في ظل اضطراب الأوضاع الاقتصادية

TT

أصدر المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مساء أول من أمس، قرارا بالتجديد للدكتور فاروق العقدة محافظا للبنك المركزي المصري لمدة أربع سنوات أخرى، اعتبارا من 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أنها حصلت على بيان من البنك المركزي أفاد بأن العقدة سيعامل ماليا معاملة نائب رئيس مجلس الوزراء، وأوضح البيان أنه تم تعيين كل من جمال محمد نجم ولبنى محمد هلال نائبين لمحافظ البنك المركزي لمدة أربع سنوات.

وكان ذلك القرار متوقعا من قبل الأوساط المصرفية نظرا لتمكن العقدة من الحفاظ على استقرار السياسة النقدية للبلاد وخاصة بعد الاضطرابات التي لحقت بالاقتصاد المصري في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وكان يتردد كثيرا في الأوساط المصرفية أنه تقدم لإعفائه من منصبه أكثر من مرة.

وكان العقدة قد فاجأ الأوساط المالية حين قرر قبل أيام رفع أسعار الفائدة على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة بنحو مائة نقطة (1 في المائة)، ليصلا إلى 9.25 في المائة، و10.25 في المائة، كما قرر رفع سعر الائتمان بنفس النسبة ليصل إلى مستوى 9.5 في المائة. وتلك هي المرة الأولي التي يرفع فيها البنك المركزي المصري سعر الفائدة منذ ثلاث سنوات، بعد أن أبقى على سعري الإيداع والإقراض عند مستويات 8.25 في المائة و9.75 في المائة على التوالي سبع عشرة مرة متتالية، والتي كانت تستهدف تحفيز الاقتصاد المصري، وجعل تكلفة التمويل للمستثمرين عن مستويات قليلة.

ويذكر أن العقدة حصل على جائزة أفضل محافظ بنك مركزي عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2011، وتم تكريمه على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك استنادا لمجموعة من المعايير العالمية في مقدمتها روح الثقة التي تمكن محافظ البنك المركزي من بثها في المتعاملين مع الاقتصاد المصري، وبخاصة خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد بعد اندلاع ثورة 25 يناير.

وجاء الاختيار من قبل مجلة «Euromoney» التي سبق أن اختارت العقدة كأفضل محافظ بنك مركزي لمنطقة الشرق الأوسط في عام 2007، تقديرا لما حققه من إنجاز في تنفيذ المرحلة الأولى من برنامج الإصلاح المصرفي، كما سبق أن تم اختياره من قبل اتحاد المصارف العربية كأفضل محافظ بنك مركزي في المنطقة العربية لعام 2005.

حصل العقدة على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأميركية عام 1980، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة الاقتصادية من الجامعة نفسها في عام 1983، وعمل العقدة في الكثير من المؤسسات الدولية، منها البنك الدولي بواشنطن وجامعة بنسلفانيا وبنك إيرفنج تراست بنيويورك، ثم بنك أوف نيويورك قبل عودته إلى مصر ليتولى منصب رئيس البنك الأهلي المصري.

وعين العقدة كمحافظ للبنك المركزي المصري في ديسمبر (كانون الأول) في عام 2003، خلفا لمحمود أبو العيون الذي أشرف على عملية تعويم الجنيه المصري، وشارك العقدة في حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 كجندي متطوع في الجيش المصري منذ عام 1968 بعد حرب النكسة في يونيو (حزيران).