قال مسؤول مالي ليبي أمس إن معظم الشركات أو البنوك الأجنبية التي غادرت البلاد قبل وأثناء الأحداث الأخيرة عادت أو هي في طور العودة لممارسة نشاطها الطبيعي، يأتي هذا في وقت أعلن فيه بنك «إتش إس بي سي» HSBC أمس أنه أعاد فتح مكتبه التمثيلي في العاصمة الليبية طرابلس، كما أعاد الموظفين العاملين هناك إلى متابعة أعمالهم.
وقال وفيق شاطر المسؤول المالي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن معظم الشركات الأجنبية والبنوك العالمية التي غادرت ليبيا قبل الأحداث الأخيرة أو أثناءها، بدأت بالعودة منذ شهرين تقريبا، إضافة إلى شركات أخرى هي في طور العودة.
وتوقع أن تقوم الشركات بتوسيع نشاطاتها بفضل الأجواء الإيجابية التي تسود ليبيا، وتحديدا بعد تشكيل الحكومة الجديدة التي باتت موجودة على الأرض وتحظى بثقة الليبيين، معتبرا أن عودة هذه الشركات مؤشر على عودة أجواء الاستقرار إلى البلاد، لافتا إلى أن عودة الشركات لا تقتصر على البنوك العالمية وإنما تشمل جميع القطاعات بما في ذلك قطاع النفط.
إلى ذلك أعلن بنك «إتش إس بي سي» أمس أنه أعاد افتتاح مكتبه التمثيلي في طرابلس وأعاد موظفيه إليه. وقال تيموثي جراي، الرئيس التنفيذي لبنك HSBC في ليبيا: «إن هذا تطور هام بالنسبة للبنك، ونحن سعداء بإعادة فتح أبوابنا للعمل في طرابلس، كما أننا نتطلع قدما للعب دورنا في العمل مع السلطات الجديدة، ومساعدة ليبيا للعودة إلى الاستقرار والنمو».
ويعتبر البنك أن الغرض الأساسي من وجود مكتب تمثيلي لـه في ليبيا هو تقديم المشورة والمساعدة والخدمات للعملاء من المؤسسات الليبية المحلية والعملاء من الشركات الأجنبية التي لديها مصالح تجارية في ليبيا، فضلا عن تقديم المشورة المالية لمشاريع البنية التحتية وتمويل التجارة.
وكان المكتب التمثيلي للبنك قد أغلق أبوابه في شهر فبراير (شباط) نتيجة أحداث الحرب في ليبيا ضد نظام القذافي، ومع انتهاء حالة القتال وبدء عودة الأوضاع إلى حالتها الطبيعية بسرعة، فإن البنك يستطيع الآن معاودة نشاطه وأعماله في ليبيا وفقا لبيان أصدره أمس وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه.
يشار إلى أن أول مكتب تمثيلي لبنك HSBC في ليبيا أنشئ في عام 2006، على الرغم من أن تاريخ وجود البنك في ليبيا تعود جذوره إلى ما يقرب من 60 عاما، وذلك بعد أن افتتح أول فرع له في طرابلس في عام 1952.
ويوجد لدى HSBC فروع ومكاتب منتشرة في كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر وقطر وسلطنة عُمان والبحرين والكويت والأردن ولبنان وباكستان والجزائر ومنطقة الحكم الذاتي الفلسطيني. وفي المملكة العربية السعودية، يعتبر «إتش إس بي سي» مساهما بنسبة 40 في المائة في البنك السعودي البريطاني (ساب)، ومساهما بنسبة 60 في المائة في بنك «إتش إس بي سي» السعودي العربي المحدود للخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الاستثمارية في المملكة. وفي العراق، يمتلك HSBC أغلبية الحصص في بنك دار السلام للاستثمار، ولدى HSBC مكتب تمثيلي في ليبيا.